oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

خرائط جديدة في قضايا الغذاء العالمي

15 أكتوبر 2019
15 أكتوبر 2019

يوافق اليوم السادس عشر من أكتوبر من كل عام «يوم الغذاء العالمي» الذي أعلنته منظمة الأغذية والزراعة التابعة لمنظمة للأمم المتحدة (الفاو) ويحتفل به سنوياً على نطاق واسع في كوكب الأرض، من قبل الدول والجهات المهتمة بهذا الموضوع الحيوي والأساسي في العالم قديمه وحديثه، وحيث يتخذ الاحتفال شعاراً مختلفاً من سنة لأخرى، ويأتي شعار هذا العام ليؤكد على النظام الغذائي السليم للإنسان بعنوان: «نظم غذائية صحية من أجل القضاء على الجوع في العالم».

تشير التقارير في هذا الإطار إلى أن البشرية قد عملت على تغيير الأنظمة الغذائية وعادات الأكل والشرب عبر السنين، وفي العصر الحديث مع الانفتاح العالمي الكبير وإزالة المسافات الفاصلة بين الشعوب والأمم وخرائط الجغرافيا التقليدية، فقد تغيرت الكثير من القيم المتعلقة بالطعام، مع الفوارق الكبيرة التي تنتج عنها معايير مختلفة للرؤية بشأن الغذاء وربما أبعد من ذلك ظهور المجاعات أو التخمة الغذائية في أماكن أخرى.

في هذا الإطار فإن احتفال السلطنة بهذه المناسبة يركز على التوعية بهذه القضايا بحيث يكون المجتمع على إدراك تام بها، من حيث التأكيد على أن حل مشاكل الغذاء والقضاء على الجوع وتلافي المجاعات بشكل عام يقوم على إنتاج أنظمة غذائية مدروسة وصحية، قائمة على وعي علمي ومدروس، وليس مجرد خبط عشواء، أو تجريب ليس له من أساس معرفي. ففي عالم اليوم فإن ما يحرك أدوات الإنتاج وحلول المشاكل ومواجهة التحديات في مختلف القضايا هو العلم والمعرفة التي تشكل رأس الرمح لجوهر عمليات التقدم والنماء والتنمية الشاملة المستدامة.

وفي الإطار الأممي فإن القضاء على الجوع يعتبر واحدا من الأهداف الرئيسية في برنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، ومفهوم هذا الموضوع يتعدى مجرد عملية القضاء على الجوع في الإطار التقليدي، إلى ما هو أبعد من ذلك في مساعدة الإنسانية في الحصول على الغذاء السليم والصحي والاعتناء بذلك في إطار ديمومة الموارد الطبيعية التي تتكامل مع قضايا الغذاء، لأن مدخلات الإنتاج الغذائي في نهاية المطاف هي موارد الأرض التي يجب أن تدار بشكل علمي سليم، لهذا يمكن القول بأن الأساس المعرفي سيظل هو المركز والمسار الأكثر وضوحا في مجمل الصورة.

يعني النظر في مجمل هذا الأمر، إعادة التفكير في قضايا التنوع الإحيائي في كوكب الأرض، مصادر الغذاء، طرق إنتاج الغذاء، عمليات التغذية، دورة الطعام ما بين المنتجين والمستهلكين، وغيرها من المعاني في هذا الإطار، ما يقود إلى بناء سلسلة من القرارات الهادفة والمستقبلية بهذا المعنى المنشود، الذي يؤسس لخرائط جديدة في قضايا ذات حيوية وإلحاح في الوقت الراهن.

إن تغيير الكثير من الثقافات المرتبطة بالغذاء وتناول الطعام وحل مشاكل التغذية وغيرها، إلى المشاكل الكبرى كالمجاعات، يظل ذلك جزءا لا يفصل من هذا الموضوع في صورته الكلية والشاملة، ما يعني تضافر الجهود سواء عبر الأفراد والمؤسسات المهتمة والحكومات، في بناء التوقعات الأفضل لحياة يكون فيها الغذاء مدخلا سليما لباب النمو السليم الذي ينعكس على السلوك والقيم وجملة تفاصيل الحياة الإنسانية.