Khalid-Al-Adawi
Khalid-Al-Adawi
أعمدة

نــداء :طوّروا المجلس بالمشاركة لا بالعزوف

15 أكتوبر 2019
15 أكتوبر 2019

خالد العدوي -

اقتربت الساعة وبدأت الأيام تلفظ أنفاس دقائقها الأخيرة ليوم التصويت، وأعلنت على الملأ ما يجب على الناس فعله وأداؤه من أمانة وإخلاص وتفانٍ تجاه وطنهم وقائدهم ومجتمعهم، ودقت ساعة الصفر والناس في عمان تنتظر لحظة التصويت الانتخابي لمجلس جديد يحمل لواء «شورى عمان» الأبية والحرة والذي حدد في السابع والعشرين من أكتوبر الجاري.

المواطن يسعى وتسعى معه الحكومة بكل إمكانياتها وقدراتها وعتادها على تسليح المجلس بأفق واسعة ووجوه تنير درب عمان نحو مستقبل أكثر إشراقا، وبأفضل الطرق وأيسرها.

نعم والأيام تقترب يوما بعد يوم لتشهد عمان كما عهدناها كل أربع سنوات عرسا ديمقراطيا نزيها في انتخاب مجلسها الجديد لفترة جديدة ومتجددة ربما تظهر وجوه جديدة وربما تختلط معها الوجوه القديمة.

وأود أن أوضح نقطة مهمة لكل من ينادي بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات المقبلة بأنه إذا أردت تغيير وتطوير مجلس الشورى فهو بيدكم جميعا أيها المواطنون، فأنتم من تنتخبون المجلس، وليس الحكومة، ومن ينادي الحكومة بتغيير وإقصاء تجربة مجلس الشورى الذي أرسى دعائمها وأسسها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - أيده الله وأسبغ عليه نعمه - فإن الحكومة لا تنتخب مجلس الشورى وإنما المواطن هو من ينتخب ويصنع أعمدة وأركان هذا المجلس الذي يلقى على عاتق أعضائه الدور الكبير في تشريع ورسم الأنظمة والقوانين واللوائح التي تنظم الحياة الهانئة ورغد العيش الكريم للمواطن.

وهنا ربما أسوق بعض الأرقام التي بلا شك تبرهن على مدى وعي المواطن وفهمه لمفردات عمل ومهام وصلاحيات وتطور المجلس والتي ساهمت وتساهم في الدفع بمسيرة العمل الشوري كتجربة رائدة تستحق الوقوف معها والتفاخر بها. ففي خضم النسبة السكانية وتزايدها لبعض الولايات فقد ارتفع حجم المقاعد لمجلس الشورى خلال الفترة القادمة إلى 86 عضوا مرتفعا بمقدار عضو واحد عما كان عليه العدد في دورة المجلس للفترة الثامنة التي حظيت بمشاركة 85 عضوا بزيادة عضو واحد في ولاية لوى بعد أن ارتفعت نسبة السكان بالولاية عن 30 ألف نسمة بين الدورتين فأصبح لديها مقعدان للفترة القادمة.

ووصل عدد المرشحين خلال هده الدورة إلى 637 مرشحا ومرشحة بينهم 40 مرشحة يحملون أغلبهم مستويات عالية من المؤهلات والمستويات المعرفية والإدارية التي تؤهلهم للقيام بمسؤولياتهم تجاه وطنهم مقارنة بعددهم في الدورة الماضية الدي وصل إلى 616 بينهم 20 امرأة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى حرص المواطن على حس المشاركة في اختيار من يمثلهم في قبة المجلس، وفي الجانب الآخر سجلت المرأة حضورا كبيرا يفوق الضعف عما كانت عليه في الدورة الماضية.

أضف إلى ذلك أن عدد الناخبين وصل عددهم خلال هذه الدورة إلى 713335 ناخباً وناخبة مقيدين في السجل الانتخابي بحسب القوائم النهائية مقارنة بعددهم في الدورة الماضية الذي وصل إلى نحو 600 ألف ناخب وناخبة، بزيادة تفوق الـ «١٠٠ ألف» ناخب وناخبة.

وبالرجوع إلى تاريخ الفترات السابقة للمجلس، فقد بلغ عدد المقاعد في الفترة الأول الممتدة من 1991 ــ 1994 (59) عضوا بمشاركة 5900 ناخب في العملية الانتخابية، وارتفع عدد أعضاء المجلس في فترته الثانية من عامي (1994 ــ 1997) إلى 80 عضوا، وفي هذه الفترة أعطيت للمرأة حق الترشيح والترشح في محافظة مسقط، إيذانا بمرحلة جديدة في مشاركة المرأة وإعطائها حق ممارسة الانتخاب والترشح.

أما الفترة الثالثة الممتدة من 1997 ــ 2000 فقد رُفع حجم الممثلين في بعض الولايات إلى أكثر من عضو واحد، وشارك فيها نحو 51 ألف مواطن ومواطنة، وفي الفترة الرابعة الممتدة من 2000 إلى 2003 ارتفع عدد الناخبين إلى 175 ألف ناخب وناخبة.

وفي انتخابات الفترة الخامسة وصل عدد الناخبين إلى 228 ألف مواطن ومواطنة، أما الفترة السادسة الممتدة بين (2007 -2011) بلغ عدد المرشحين 632 مرشحا بينهم 21 امرأة، وبلغ عدد الناخبين المقيدين بالسجل الانتخابي في 61 ولاية نحو 388 ألف ناخب وناخبة، لاختيار 84 عضوا.

وفي الفترة السابعة الممتدة بين (2011 -2015) بلغ عدد الناخبين 518 ألف ناخب وناخبة في جميع ولايات السلطنة، أما الفترة الثامنة فقد شهدت استقبال نحو 600 ألف ناخب وناخبة وبلغ عدد المرشحين 596 مرشحا بينهم 20 امرأة تنافسوا على 85 مقعدا، يمثلون 61 ولاية تابعة لإحدى عشرة محافظة.

وأعود وأقول إن هذا التزايد دلالة واضحة على حب المشاركة الوطنية لصنع مجلس جديد يتميز بكفاءة عالية ومستوى ذات نضج سياسي وبرلماني. لذلك يا أخواني إن أردتم بناء الوطن وخدمته فعليكم أن تشمروا عن سواعد الجد لصنع مستقبل عمان الواعد، وعمان تستحق منا كل التضحية والفداء وحان الوقت لتقول لمولانا وملهمنا وسيدنا جلالة السلطان المفدى شكرا لك يا أبي قابوس. ونحن سنقتدي بك ونسير خلف نهجك ونتبع سبلك وننهج في طريق التطوير والرقي بهذا البلد المعطاء.

ونأمل أن تشهد هذه الفترة مشاركة فاعلة من المواطنين لتأسيس مرحلة هامة في ظل استحقاقات المرحلة القادمة الداخلية، والتغيرات والتحولات التي تعصف بالمنطقة، ونكون قادرين على مواكبتها.

[email protected]