1341198
1341198
العرب والعالم

الملك سلمان يبحث مع بوتين ملف النفط والأزمة مع إيران

14 أكتوبر 2019
14 أكتوبر 2019

اعتبر أن زيارة الرئيس الروسي فرصة لتوطيد التعاون -

الرياض-(أ ف ب)- (د ب أ): حظي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس باستقبال حار بعد وصوله إلى السعودية في زيارة لإبرام اتفاق بين موسكو والرياض حول النفط، ويسعى فيها أيضًا لتوظيف نفوذه للتخفيف من حدة التوتر المتصاعد في المنطقة بين إيران والسعودية.

وبعد وصوله إلى مطار الرياض، تم استقبال الرئيس الروسي بطلقات المدفعية قبل أن ترافق موكبه مجموعة من الخيالة السعوديين الذين حملوا الأعلام الروسية وصولًا إلى قصر اليمامة.

وكان في استقبال بوتين في القصر كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحسب مقاطع مصورة بثها التلفزيون السعودي.

ويجري بوتين محادثات مع العاهل السعودي وبين الوفدين الروسي والسعودي، بالإضافة إلى محادثات تجمع بوتين مع ولي العهد في وقت لاحق، ومن المتوقع أن يهيمن النفط على هذه المباحثات.

وقال العاهل السعودي في بدء جلسة المحادثات السعودية - الروسية: «نتطلع للعمل، دومًا في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والسلام ومواجهة التطرف والإرهاب وتعزيز النمو الاقتصادي».

وصف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس زيارة الرئيس الروسي للرياض، بأنها فرصة كبيرة لتوطيد أواصر الصداقة بين البلدين.

وأضاف العاهل السعودي، في كلمة له بحضور الرئيس الروسي: إن «الاتفاقيات بين روسيا والسعودية خصوصًا في مجال الطاقة، سيكون لها آثار إيجابية» وقال: إننا «نتطلع للعمل مع روسيا دومًا لتحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة الإرهاب».

من جانبه، قال الرئيس الروسي: إن «روسيا تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير العلاقات الثنائية مع السعودية الممتدة لأكثر من 90 عامًا».

وأكد بوتين أن التبادل التجاري بين روسيا والسعودية ارتفع بمعدل 15% العام الماضي.

وقال أيضًا: «السعودية تؤدي دورًا محوريًا في مجموعة العشرين»، مؤكدًا أن التنسيق الروسي والسعودي مهم لتأمين الاستقرار في الشرق الأوسط.

وعقدت جلسة مباحثات رسمية بين الملك سلمان والرئيس بوتين في قصر اليمامة بالرياض، حيث وصل الرئيس الروسي إلى العاصمة السعودية في وقت سابق اليوم.

وقبيل الجلسة، أقيمت مراسم استقبال رسمية للرئيس الروسي الذي يبدأ أول زيارة رسمية للمملكة منذ 12 عامًا.

ووقعت حكومتا البلدين عدة اتفاقيات أمس لتعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات.

وقام تعاون وثيق في السنوات الماضية بين السعودية، أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك وأكبر مصدّر في العالم، وروسيا رغم أنها ليست من أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط، بهدف خفض العرض على النفط سعيًا لرفع الأسعار.

ومع انتهاء مدة التمديد الأخير لخفض الإنتاج الذي قررته الدول المنتجة الـ24 في نهاية مارس 2020، يتوقع المحلل السياسي الروسي فيودور لوكيانوف أن تشكّل هذه المسألة «الموضوع الرئيسي في المحادثات» بين بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وكان التقارب ملفتًا خلال السنوات الأخيرة بين موسكو والرياض، حليفة الولايات المتحدة التقليدية. وزار الملك سلمان روسيا في أكتوبر 2017، في زيارة كانت الأولى من نوعها في تاريخ المملكة.

وبعد عام، حين واجه ولي العهد حملة تنديد وانتقادات إثر اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا، اندفع بوتين لمصافحته أمام قادة كبرى دول العالم خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان.

وعشية زيارته، أعلن بوتين في مقابلة أجرتها معه قنوات ناطقة بالعربية بينها قناة «العربية»، وتم بثها الأحد: «بالطبع، سنعمل مع المملكة العربية السعودية ومع شركائنا وأصدقائنا الآخرين في العالم العربي من أجل تحييد وتقليل محاولات زعزعة استقرار السوق إلى الصفر»، مشيدًا بعلاقاته «الطيبة مع الملك ومع الأمير ولي العهد».

وتوقع لوكيانوف أن يراهن بوتين على علاقات موسكو الجيدة مع الدول العربية من جهة، وعلى تحالفها من جهة أخرى مع إيران، خصم السعودية في المنطقة، ليحاول «لعب دور صانع السلام» في التوتر الإيراني السعودي في الخليج.