صحافة

تنفيذ بريكست يتأرجح بين التشاؤم والتفاؤل

14 أكتوبر 2019
14 أكتوبر 2019

مرت قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي بمرحلة شابها التشاؤم ومن ثم التفاؤل. فبعد أن كان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون متفائلا بالخطة التي وضعها بديلا لشبكة الأمان الأيرلندية، فوجي بعد اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بقولها إنها ترجح عدم الوصول إلى اتفاق بشأن البريكست.

صحيفة «ديلي تلجراف» ذكرت انه بعد المشادة الأخيرة التي تلت مكالمة جونسون وميركل قال ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد، أمام البرلمان الأوروبي «لسنا في موقف نرى فيه إمكانية التوصل لاتفاق»، وأضاف أنّ «مقترحات الحكومة البريطانية كما هي عليه الآن ليست أمراً يمكننا القبول به. إنها تقوم باستبدال الحلول القانونية والعملية والتنظيمية بأخرى مؤقتة». وقالت صحيفة «مترو» إن لعبة اللوم التي يجري تنفيذها بين زعماء الاتحاد الأوروبي وداوننج ستريت هي علامة على أن احتمال التوصل إلى اتفاق هو «بعيد عن أي وقت مضى». بينما القت صحيفة «ديلي ميرور» باللوم على بوريس جونسون، واتهمته بأنه السبب وراء انهيار المحادثات. ونقلت تغريدة رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك على تويتر التي وجهها إلى جونسون بقوله: «إن المهم هو ليس الفوز في عملية حمقاء لتبادل الاتهامات، ولكن المهم هو مستقبل أوروبا والمملكة المتحدة وأمن ومصالح شعبنا الأوروبي، أنت لا تريد اتفاقا، ولا تريد تمديدا، ولا تريد العدول.. إلى أين أنت ذاهب؟».

أما صحيفة «فايننشال تايمز» فقالت إن الآمال في التوصل إلى صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل 31 أكتوبر «ماتت بالكامل»، ومع ذلك سيجتمع رئيس الوزراء البريطاني ونظيره الأيرلندي هذا الأسبوع «لمحاولة إنعاش المحادثات».

وكشفت صحيفة «الجارديان» النقاب عن الرفض التام المدمر من جانب الاتحاد الأوروبي لخطة جونسون البديلة لشبكة الأمان الأيرلندية. وأشارت الصحيفة إلى أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة كومريس لصالح الصحيفة أظهر أن الجمهور سوف يلوم البرلمان، والنواب المؤيدون للبقاء، وبروكسل أكثر من لومهم لبوريس جونسون إذا تأخر تنفيذ البريكست. واظهر الاستطلاع أن 56% سيلومون جونسون، بينما 83% سيلومون البرلمان، و70% يلومون نواب البرلمان المؤيدين للبقاء، و63% سيوجهون أصابع الاتهام إلى المفوضية الأوروبية.

وكانت صحيفة «التايمز» أكثر تفاؤلاً حيث قالت إن جونسون لديه «فرصة أخيرة» لإبقاء صفقة بريكست على قيد الحياة من خلال اللقاء المباشر و»الحيوي» وجهاً لوجه بين الزعيم الإيرلندي ليو فارادكار وجونسون الذي ربما يكون له مردود إيجابي في شأن صفقة جونسون للبريكست.

ومن التشاؤم إلى التفاؤل من خلال المحادثات الثنائية بين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيره الايرلندي الشمالي ليو فارادكار واتفاقهما على انه يمكنهما رؤية طريق إلى اتفاق محتمل. وفي ذلك نقلت صحيفة «ديلي تلجراف» مقتطفات مما قاله فارادكار من احتمال التوصل إلى اتفاق بحلول 31 أكتوبر. فيما تساءلت صحيفة «ديلي ميل» في عنوانها الرئيسي: «هل نجرؤ على القول باننا نحلم بصفقة؟»، وقالت إن اكثر الخبراء تشاؤما يجب ان يقولوا إن الاتفاق اصبح وكأنه «طلقة التسوية».

أما صحيفة «ديلي اكسبريس» فعبرت عن تفاؤلها في عنوانها الرئيسي بالقول عن جونسون انه «فقط ذهب وفعلها»، في إشارة إلى ذهابه للقاء فارادكار والتوصل معه إلى اتفاق حقق «انفراجا مثيرا».

وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» بأنه كان هناك تحول كبير في المعنويات بشأن البريكست، مشيرة إلى أن دبلوماسيا أوروبيا اخبر الصحيفة أن المحادثات بين جونسون وفارادكار تضمنت عرضا جديدا ومختلفا إلى حد كبير عن عرض جونسون السابق. وكتبت صحيفة «التايمز» في عنوانها الرئيسي تقول «في الطريق إلى اتفاق»، وأضافت إن جونسون قد يضمن صفقة خروج بريطانيا مطلع الأسبوع المقبل، واصفة المزاج الجديد حول المفاوضات بأنه «متفائل بشكل غير متوقع». لكن صحيفة «الجارديان» تقول «حتى هذا الإنجاز المفاجئ بين جونسون وفارادكار يجب التعامل معه بحذر» ونقلت عن فارادكار قوله «قد يكون هناك العديد من الانزلاقات بين الكأس والشفة» في إشارة إلى انه ربما قد تحدث اختلافات خلال التنفيذ.