«حكيم» منظومة متكاملة لإدارة قاعدة بيانات الأطباء العاملين في القطاعات الصحية بالسلطنة

الرئيس التنفيذي للاختصاصات الطبية لـ«عمان»:-

كتبت - عهود الجيلانية -

أوضح سعادة الدكتور هلال بن علي السبتي الرئيس التنفيذي للمجلس العماني للاختصاصات الطبية أن العمل جار على إنشاء المنصة التعليمية الإلكترونية ضمن مشاريع الخطة الاستراتيجية (٢٠١٧-٢٠٢٠)، والتي من المتوقع إتاحتها في بداية عام ٢٠٢٠م لتساهم بشكل كبير في عملية التعليم والتدريب الطبي عن بعد للأطباء المقيمين في المجلس العماني للاختصاصات الطبية والأطباء من خارج المجلس والفئات الطبية الأخرى كالممرضين والممارسين الصحيين.

وقال في تصريح لـ«عمان»: توفر المنصة التعليمية محاضرات ودورات تدريبية متكاملة باستخدام نظام إدارة التعليم عن بعد، بحيث يستطيع الطبيب والممارس الصحي الاطلاع على مصادر تعليمية مختلفة وإتمام الأنشطة التدريبية والتمارين بطريقة تفاعلية. ويهدف المشروع إلى توفير دورات تدريبية جديدة بناءً على الاحتياجات المطلوبة لفئة الأطباء المقيمين مثل: (مهارات التواصل ومنهجية البحث العلمي) من ثم يتم تحويل هذه الدورات التدريبية لتصبح إلكترونية بالكامل، بحيث يتحتم على المتعلم إنهاء الجزء النظري من الدورة عن بعد (عبر الأنترنت) قبل الالتحاق بالتدريب العملي الذي يقام في المجلس. وهنالك خطة لتوسيع نطاق الفئات المستهدفة لتشمل بقية الفئات في القطاع الصحي. وفي نهاية الدورة التدريبية يتم تقييم المشارك من خلال أنشطة واختبارات إلكترونية ضمن البرنامج التدريبي، يحصل الناجح فيها على شهادة إلكترونية معتمدة من المجلس العماني للاختصاصات الطبية.

وأضاف سعادته: تم اعتماد الدورات التدريبية للأطباء المقيمين في مختلف التخصصات الطبية، وكذلك تم الانتهاء من تصميم وتطوير دورتين تعليميتين، ونسعى إلى أن يبدأ الالتحاق بهما إلكترونيا بداية عام ٢٠٢٠م، ويعكف فريق العمل المختص في المجلس على تصميم وتطوير بقية الدورات التعليمية لتصبح إلكترونية بالكامل، وهنا أشير إلى أن فريق العمل في هذا المشروع يتكون من كفاءات وطنية بنسبة ١٠٠٪، ويعمل الفريق على إعداد وتصميم المحتوى للدورات التدريبية وتحويلها لتتناسب مع التعلم الإلكتروني.

نظام حكيم

ومن جانب آخر كشف سعادته عن برنامج إلكتروني آخر يأتي في إطار الخطط الاستراتيجية فقال: يقوم المجلس حاليا بالعمل على إعداد نظام «حكيم» لإدارة قاعدة بيانات الأطباء، ويعد هذا المشروع إحدى المبادرات الوطنية التي تستهدف جميع الأطباء العاملين في القطاعات الصحية في السلطنة بما فيها القطاع الخاص، وترمي إلى استخدام هذه المعلومات والبيانات للاستفادة منها في عملية التخطيط للاحتياجات الحالية والمستقبلية للاختصاصات الطبية، وتوحيد السياسات والإجراءات الرامية إلى تحسين الاستراتيجية الصحية بالسلطنة؛ بما يكفل الممارسة الصحية المهنية الآمنة، ويلبي هذا المشروع رؤية المجلس والأهداف الاستراتيجية التي تعنى بالمساهمة في تنظيم المهن الطبية من خلال ضمان أهلية وكفاءة الأطباء.

وأشار سعادته قائلا: يهدف المشروع أيضًا إلى مراقبة اكتمال ساعات التدريب المطلوبة لأنشطة التعليم الطبي المستمر للأطباء العاملين في القطاع الصحي والمهن الطبية الأخرى، والحرص على استمرار عملية التعليم الطبي المهني المستمر للعاملين في مجال الرعاية الصحية، ومراقبة إتمامهم لإجراءات تقييم ومعادلة الشهادات والتحقق من صحة الشهادات واجتياز اختبارات التصنيف المهني.

مجتمع معلوماتي

وأكد الرئيس التنفيذي للاختصاصات الطبية على هوية مشروع «حكيم» على أنه منظومة متكاملة لإدارة قاعدة بيانات الأطباء العاملين بالسلطنة، ويهدف إلى الارتقاء بمستوى خدمات المجلس، ويسهم في إيجاد مجتمع معلوماتي يتميز بالدقة والشمولية وحداثة البيانات. كما يسعى ليكون منظومة وطنية متكاملة تكفل الممارسة الصحية الآمنة، وتسهل المتابعة والتواصل بين المجلس والجهات الصحية والأطباء، بالإضافة إلى توفير معلومات وبيانات دقيقة محدّثة وشاملة عن عدد وبيانات الأطباء الذين يعملون في مختلف القطاعات الصحية في السلطنة، مما يسهم في التنبؤ باحتياجات التدريب والتأهيل لهذه الكوادر. كذلك سيتيح النظام لصانعي القرار في مجال الرعاية الصحية الاطلاع على آخر المستجدات المعنية بالتطوير المهني للعاملين في المجال الصحي، فيما يتعلق بقرارات تقييم ومعادلة الشهادات، وبيانات التحقق من صحة الشهادات ونتائج اختبارات التصنيف المهني واكتمال ساعات التدريب المطلوبة لأنشطة التعليم الطبي المستمر، وتزويدهم بإحصاءات وتقارير محدثة ودقيقة عن وضع العاملين في مجال الرعاية الصحية وذلك من خلال توفير منصة إلكترونية موحدة تُشارك فيها جميع الجهات والمؤسسات الصحية المعنية في السلطنة، وتتشارك من خلالها المعلومات والبيانات الخاصة بالعاملين فيها.

وقد أنهى المجلس الجاهزية الإلكترونية لنظام حكيم بشكل فاعل، وبدأ بالتطبيق التجريبي للمنصة الإلكترونية مع بعض الجهات الصحية بالسلطنة، كما قام المجلس بإعداد المواد التعليمية والإرشادية بهدف تسهيل إنجاز وإتمام المرحلة الأولية (التجريبية) من المشروع. وتهدف هذه المواد الإرشادية إلى تمكين المعنيين من التعرف على خصائص نظام حكيم وآلية الاستخدام ومنهجية العمل والإجراءات اللازم اتباعها وأخذ الملاحظات والمقترحات بما يخدم الصالح العام لدى المجلس والجهات الصحية الأخرى.

وذكر الدكتور هلال السبتي: تتركز مجالات المشاريع الاستراتيجية بالعمل على إرساء منصة تعليمية وتدريبية مستدامة تبدأ بالأطباء المقيمين لتشمل لاحقا جميع العاملين في القطاع الصحي، والاهتمام بمجال ضمان الكفاءة من خلال نظام متكامل لإدارة قاعدة بيانات الأطباء العاملين بالسلطنة وربطه بنظام التعليم المهني المستمر، ومجال التطوير من خلال تطوير امتحانات المجلس لشهادة الاختصاص، وتحصيل الاعتراف الدولي لها، ومجال بيئة العمل بالتركيز على كفاءة الأداء لدى الموظفين لدعم سياسة التغيير، ومجال التحول الرقمي بإنشاء نظام رقمي متقدم يتوافق مع خطة التحول الرقمي للخدمات الحكومية ويربط بين وحدات المجلس لمشاركة المعلومات، لضمان خدمات متميزة تقدم للمستفيدين، انتهاءً بترسيخ هوية المجلس محليا وإقليميا وعالميا في مجال التعليم الطبي والتنظيم الصحي.