1340810
1340810
المنوعات

رواية «سيدات القمر» في طريقها للترجمة بـ 9 لغات

14 أكتوبر 2019
14 أكتوبر 2019

العمانية: قالت الروائية العمانية الحاصلة على جائزة مان بوكر للعام الحالي جوخة الحارثية عن روايتها «سيدات القمر» إنها حلمت طويلا بكتابة هذه الرواية، وكتبت قبلها رواية بعنوان «منامات» لكنها لم تشعر حينها أنها كتبت الرواية التي تريد. وأضافت الحارثية في حوار نشرته مجلة نزوى في عددها الأخير ضمن ملف متكامل أعدته المجلة احتفاء بالروائية «وجدت نفسي في أدنبره وعمري 27 سنة ومطالبة بكتابة الدكتوراه باللغة الإنجليزية وهو عمر كبير جدا للكتابة بلغة لم أكتب بها من قبل، وولدت سيدات القمر، كانت الكتابة هي اللسان المقطوع، أفرغ من أطروحتي وأنيم طفلتي، وأدخل في الرحم السري الذي سيمدني بالحياة ويدفئني لأتحمل الصقيع، كتبت بأمل لا ينتهي في إيجاد عالم داخل العالم، وحياة موازية للحياة، في القبض على ينابيع الدفء وإيداعها الورق، في الاتصال بروح الفلج وسر النخلة وعظمة اللغة التي عذبني حبها».

وقالت الحارثية إن الأدب هو المنصة المناسبة للحديث عن الكثير من المواضيع التي يعتقد الناس إنها حساسة، وتضيف صاحبة البوكر «أكتب ما أعرف، فقد نشأت وسط حشد من النساء. النسوة المتحليات بالقوة والصبر والإيثار والتضحية، وإلى جوار نساء هشات أيضا، لكل امرأة حكاية فاتنة وكل حكاية لا تشبه الأخرى، رأيت المرأة وهي تصنع الحب وتصنع الكراهية، تصنع الطعام والنسيج والأطفال، تعلقت بهذه العوالم وعرفت المرأة عن قرب».

وتقول جوخة الحارثية في سياق الحوار الذي أجرته معها الصحفية هدى بنت حمد الجهورية:« الرواية ليست للصراخ والكليشيهات والانتصار المباشر الفج للقضايا النسوية، وإنما الكتابة فسحة تأمل بالنسبة لي على الأقل، ومن خلال التأمل نتيح لصوت المهمش أن يُسمع، ولوجه الملثم أن يُرى».

وتضيف: «ربما أكون محظوظة إذ أتيحت لي فرصة ثمينة في طفولتي لقضاء أوقات مع شرائح اجتماعية مختلفة في عُمان وأن أستمع لحكايات كثيرة من نساء ورجال تفاصيل من التاريخ الشخصي والجمعي، أشياء قد لا نجدها في الكتب، وتعلمت أشياء كثيرة وأنا صغيرة وتربى لدي شغف خاص بالتاريخ العماني».

وردا على سؤال حول ما إذا كان التاريخ هو الخلفية الذي نسجت على أرضيتها أحداث روايتها تقول الحارثية: «تأملت في الحكايات الشفوية، وفي تخييلها بالإضافة إلى البحث، بحثت في الأرشيف البريطاني ورجعت إلى رسائل ووثائق محفوظة تعود إلى أربعينات وخمسينات القرن الماضي، وأحب أن يكون التاريخ خلفية لرواياتي لا مسرحا لها، ولكن حتى هذه الإضاءة الخافتة عليها أن تكون دقيقة، بالطبع إن الروائي ليس مؤرخا ولكنه يعيد كتابة التاريخ برؤى جديدة».

وعن عدم وجود نهايات صادمة في روايات الحارثية تقول: «حقيقة أنا لا أنهي الرواية، أنا أتخلى عنها، لأن الكتابة بالنسبة لي مشروع غير منته، أفكر فيها دوما، أفكر في الشخصيات والأحداث، وفي لحظة ما يغدو التخلي هو الخيار الذي ينقذ العمل ليخرج من حيزي إلى حيز المتلقي».

وحول تلقي الآخر الغربي لروايتها في نسختها المترجمة تقول الحارثية: «أرى أن القارئ العالمي يمكنه أن يشعر دوما بالقرب من القيم الإنسانية مثل الحرية والحب والصداقة، مهما كانت التفاصيل مغرقة في المحلية، وقد سنحت لي الفرصة لقراءة بعض ما كتب عن «سيدات القمر» باللغة الإنجليزية، فوجدت أن كثيرا من القراء لا يعرفون شيئا عن الأدب في عُمان وكانت هذه أول نافذة يطلون من خلالها على بلدي، وقد عبر هؤلاء عن تعطشهم لهذا الأدب، ولذا كنت أفكر إذا كان القارئ العادي يفكر على هذا النحو فما بالك بالناشر، من الأكيد أنه سيفكر هو الآخر بأن هذه البقعة من العالم جديرة بالقراءة». واعتبرت الحارثية فوز روايتها بمان بوكر سيفتح الباب للأدب العماني والعربي أيضا «الأدب العربي عمره 1700 سنة وهو جدير بأن يُقرأ وأن يعرفه العالم، ما نحتاج إليه الآن ربما هو الاشتغال الرصين من قبل المؤسسات واستثمار رغبة العالم في التعرف على أدبنا».

وقالت جوخة الحارثي إن جائزة مان بوكر تعني لها أن الأبواب انفتحت للأدب العماني خاصة وللأدب العربي عامة «تعني أن نقرأ عالميا، منذ الفوز وأنا أوقع عقودا جديدة للترجمة إلى لغات مختلفة كالفرنسية والبرتغالية والإيطالية واليونانية والأذرية والكتالونية والبلغارية والفارسية والملاليم، الفوز ليس لي وحدي، إنه للأدب العربي المعاصر، المترجمون يريدون قراءة المزيد من الأدب العماني، والناشرون سيبحثون عن الأدب العماني وهذا في غاية الأهمية.