1340103
1340103
العرب والعالم

التونسيون يصوتون في جولة الإعادة الحاسمة لانتخاب رئيس جديد لبلادهم

13 أكتوبر 2019
13 أكتوبر 2019

في اقتراع تنافس فيه القروي وسعيّد -

تونس- (أ ف ب): أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أمس أن نسبة المشاركة في الرئاسية بلغت 39.20 % بحدود الساعة الثالثة ونصف بعد الظهر (14:30 ت ج) وهي تقارب النسبة الإجمالية للمشاركة في الانتخابات التشريعية 41.3 %. وبلغت نسبة المشاركة في الدورة الأولى نحو خمسين في المائة.

ووصفها عضو الهيئة فاروق بوعسكر للصحفيين «بالنسبة المحترمة».

وأدلى التونسيون بأصواتهم في جولة الإعادة الحاسمة لانتخاب رئيس جديد لتونس في اقتراع يتنافس فيه رجل الإعلام الليبرالي نبيل القروي وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد الذي لا يتبنى أي توجه سياسي، إثر حملة انتخابية اشتدت فيها المنافسة في اليومين الماضيين.

ودعي أكثر من سبعة ملايين ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها من الساعة الثامنة (07:00 ت ج) على أن تغلق عند الساعة 18:00 (17:00 ت ج) باستثناء بعض المراكز في ولايات حدودية مع الجزائر. بلغت نسبة المشاركة الإجمالية في الدورة الأولى حوالي خمسين في المائة بينما سجلت خلال الانتخابات الرئاسية في 2014 نسبة60.1 في المائة. وقالت نجوى النحالي (53 عامًا) مشيرة بأصبعها الذي يحمل أثر الحبر الانتخابي «ليتواصل احتدام المنافسة لصالح تونس».

وعنونت صحيفة «المغرب» أمس «الآن الآن وليس غدا»، بينهما كتبت «الشروق» في الصفحة الأولى التي حملت صورتين للمتنافسين «اليوم... يحسم التونسيون».

وقال القروي إثر خروجه من مكتب الاقتراع للصحفيين أمس: «اليوم عندنا فرصة لاسترجاع تونس الحداثة وتونس المرأة، لا يجب أن نترك الحكم في يد واحدة يجب التوازن». بدوره أكد سعيّد في تصريحات صحفية «أبناء الوطن.. أنكم اليوم تختارون بكل حرية بل أنكم صنعتم مفهوما جديدا للثورة» وتابع: «احتكموا فقط إلى ضمائركم، حينها ستعود السيادة إليكم».

وشهدت الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي تنافس فيها 26 مرشحًا ما وصف «بزلزال انتخابي» اثر «تصويت عقاب» مارسه الناخبون ضد ممثلين عن الطبقة السياسية الحاكمة. وتمكن سعيّد من نيل 18.4 % من الأصوات وحل القروي ثانيا بـ15.5 % وانتقلا إلى الدورة الثانية.

وعللّ مراقبون هزيمة مرشحين من رؤساء حكومات ووزراء وحتى رئيس دولة سابق برد فعل التونسيين تجاه السلطات الحاكمة التي لم تتمكن من إيجاد حلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم والذي أفرز احتقانًا اجتماعيًا تزايدت وتيرته في السنوات الأخيرة.

واتسمت الحملة الانتخابية بالتشويق في أيامها الأخيرة خصوصا بعد القرار القضائي بإطلاق سراح القروي (56 عامًا) بعدما قضى 48 يومًا في التوقيف بسبب تهم تلاحقه بغسل أموال وتهرب ضريبي.

وجمعت مناظرة تلفزيونية «تاريخية» وغير مسبوقة المرشحين ليل الجمعة. وقد ظهر فيها سعيّد (61 عامًا) متمكنًا من السجال وأظهر معرفة دقيقة بالجوانب التي تهم صلاحياته إن تم انتخابه. في المقابل، ظهر القروي مرتبكًا في بعض الأحيان وشدد على مسائل مكافحة الفقر في المناطق الداخلية في بلاده بالإضافة إلى تطوير الاستثمار الرقمي في البلاد كأولوياته إن تم انتخابه.

ولقيت المناظرة التي بثت على نطاق واسع في المحطات التلفزيونية والإذاعية الخاصة والحكومية متابعة من قبل التونسيين داخل بيوتهم وفي المقاهي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتداول نشطاء الإنترنت صورة جمعت المتنافسيْن وهما يتصافحان بعد المناظرة، وكتب أحدهم «هكذا هي تونس الاستثناء» بين دول الربيع العربي. ولرئيس البلاد صلاحيات محدودة بالمقارنة مع تلك التي تمنح لرئيس الحكومة والبرلمان. وهو يتولى ملفات السياسة الخارجية والأمن القومي والدفاع أساسا. ويدعو قيس سعيّد بصوت جهوري إلى تدعيم السلطة اللامركزية وتوزيعها على الجهات ويرفع لواء «الشعب يريد» ويتبنى شعارات الثورة التونسية في 2011 «شغل حرية كرامة وطنية». كما يشدد سعيّد على «كره الوعود الزائفة»، معتبرًا أن «الشعب هو من يتصور الأفكار وهو من يطبقها» للخروج من الأزمات الاقتصادية.

إلا أن القروي يبدو براجماتيًا أكثر ينطلق في وعود انتخابية على أساس إيجاد حل للطبقات الاجتماعية المهمشة مستندًا في ذلك على سنوات قضاها في زيارات ميدانية للمناطق الداخلية يوزع مساعدات غذائية للمحتاجين والفقراء. وأفرزت الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الفائت برلمانًا بكتل مشتتة. وتلوح في الأفق بوادر مشاورات طويلة من أجل تحالفات سياسية بينها لأن حزب النهضة» الذي حل أولا بـ52 مقعدًا لا يستطيع تشكيل حكومة تتطلب مصادقة 109 نواب.

ويقول المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي: إن «الرئيس القادم سيواجه صعوبات مع الحكومة والبرلمان». ويتابع: «إذا تمكن سعيّد من الفوز فستصعب عليه عملية إقناع البرلمان بالإصلاحات الدستورية التي يدعو إليها».

ويضيف الجورشي: «يجب أن يتفهم (الرئيس المقبل) طبيعة المرحلة القادمة ويخلق توازنا مع من سيشكل الحكومة»، مشيرًا إلى أن القروي يقيم «علاقات متوترة مع كتل برلمانية عديدة بما فيها النهضة».