1339570
1339570
المنوعات

مذكرات سيمور هيرش.. حضرت الصحافة ومغامراتها وغاب البعد الإنساني

13 أكتوبر 2019
13 أكتوبر 2019

ناجٍ من العصر الذهبي للصحافة يقدم درسا عمليا في التحقيقات الاستقصائية -

مذكرات صحفي استقصائي

سيمور هيرش ت. محمد الأزرقي

الدار العربية للعلوم ناشرون

مراجعة: عاصم الشيدي -

كان يمكن لمذكرات الصحفي الأمريكي الشهير سيمور هيرش أن تبدأ من مكان آخر غير المكان الذي بدأت منه، فالتسلسل وفق الخط المستقيم للزمن ليس دائما هو الخيار الأفضل في كتابة المذكرات ولا حتى في كتابة الأعمال الروائية. كان يمكن أن تكون البداية من اللحظة التي وقف فيها سيمور على منصة التكريم حين فاز بجائزة بولتزر، ذروة ما يحلم به أي صحفي في العالم، بعد أن كشف فضيحة مذبحة ماي لاي التي قام بها الجيش الأمريكي في فيتنام، ويبدأ في استرجاع زمني لتفاصيل حياته وجهوده الكبيرة في كشف الفضيحة التي أسماها «عار أمريكا» أو من اللحظة التي وطئت قدماه فيها مدينة هانوي حين حصل أخيرا على تأشيرة للدخول والكتابة عن فيتنام وما حل بها جراء الحرب الأمريكية. أو أن يبدأ مذكراته من مكان أكثر درامية وهي اللحظة التي وصل فيها سيمور «أو ساي كما يطلق عليه» إلى ذروة امتعاضه من كثرة المراجعة والتدقيق وإعادة الصياغة التي تعتمدها جريدة نيويورك تايمز حين قدم تحقيقا استقصائيا عن عصابات الجرائم المنظمة من أجل حماية قانونية له وللجريدة فحمل في تلك اللحظة المشتعلة والملتبسة آلته الكاتبة ورمى بها من النافذة جاعلا مكتبه يعم بالفوضى جراء الزجاج المتطاير من النافذة. كان يمكن أن يكون في هذه الحادثة جانبا من الإثارة الذي يكشف بعضا من التوترات التي يعيشها الصحفي خلال عمله اليومي، ويبني مذكراته من وحي هذا المشهد الدرامي. أو من اللحظة التي أضطر فيها للبحث عن رئيس التحرير في بيت عشيقته عند الساعة الثانية فجرا ليخبره أن المحرر المسائي رفض نشر قصته الصحفية حول تجسس وكالة المخابرات المركزية على المواطنين على صفحة كاملة كما كان متفقا، لعدم وجود المساحة، وقرر نشر ملخص لها وتأجيل الباقي إلى يوم آخر، استطاع سيمور أن يجد رئيس تحرير نيويورك تايمز أيب روزنثال الذي تفاجأ بمعرفته لمكانه، بعد دقيقة عاد روزنثال ليقول لسيمور: «أريدك أن تعرف أن نيويورك تايمز ستصدر غدا بورقة إضافية في كافة أعداداها البالغة 1.6 مليون نسخة في جانب من تلك الورقة إعلانات وفي الجانب الآخر ستنشر مقالتك السخيفة! لكن لا تخبر أحدا بما حصل هذه الليلة». كان يمكن وكان يمكن.. لكن سيمور هيرش اختار لمذكراته التي نقلها للعربية المترجم محمد جياد الأزرقي تحت عنوان «مذكرات صحفي استقصائي» فيما كان عنوان المذكرات في نسختها الإنجليزية «المراسل»، اختار لها أن تكون وفق الزمن الخطي الذي يبدأ من طفولته إلى اللحظة التي بدأ يكتب فيها مذكراته بعد أن قرر التوقف عن نشر كتابه حوله «ديك تشيني» لا لشيء إلا لأجل الحفاظ على سلامة مصادره من الذين ما زالوا يعملون في الحكومة على حد قوله. لكن في النهاية هذا سيمور هيرش أحد ملوك التحقيقات الاستقصائية في العالم وهو يعرف بالتأكيد المكان الذي عليه أن يبدأ منه أو يتوقف عنده.

ورغم أن مذكرات هيرش يمكن أن تكون كتابا مهما في تعلم مهنة الصحافة بشكل محترف خاصة عندما يطارد سيمور مصادره ويبحث عنهم كما يُبحث عن إبرة في كومة هائلة من القش إلا أن هذه المذكرات غاب عنها جانب مهم وهو الجانب الإنساني من حياته: زوجته وأطفاله وعلاقاته الشخصية فرحه وحزنه ألمه الإنساني باعتباره صحفيا صاحب قضية، تفاصيل أخرى من حياته كتلك التي نقرأها في المذكرات. ركز هيرش في المذكرات على التحقيقات التي أجراها وعبرها وعبر جريه وراء الحقيقة أدار فصول الكتاب بشكل زمني متسلسل. وهيرش قال عندما طلب منه الناشر أن يكتب مذكراته «لا أحب أن أكتب عن عائلتي.. لا أريد ذلك». كما غابت المفاجآت والمعلومات التي تنشر لأول مرة من تلك التي يستطيع الصحفي عندما يرى أن شمسه مالت ناحية الغروب أن يكشفها ويتحدث عنها بشفافية أكبر؛ لأن هذه التحقيقات نشرت من قبل وعرف مضمونها بل إن نصوصها موجودة في كتبه.

يبدأ سيمور مذكراته بما يشبه رثاء للصحافة التي عاش فيها ونشأ في وسطها «عشت في العصر الذهبي للصحافة، وقت لم يكن مراسلو الصحف اليومية يتنافسون مع دورة الأخبار المتواصلة على مدى أربع وعشرين ساعة، وقت لم تكن الصحف متخمة بأموال الإعلانات، التي تنشرها، وقت كان بمقدوري أن أسافر إلى حيث أشاء وقت أشاء ولأي سبب، وأنا أحمل بطاقة ائتمان باسم الصحيفة التي أعمل فيها، وكان هناك وقت كاف لإرسال الأخبار الطازجة دون الرجوع المتكرر والدائم لمعرفة ما استجد على الموقع الإلكتروني للصحيفة».

حياة سيمور بدأت بالعمل في محل كي للملابس كان يمتلكه والده في حي فقير من أحياء شيكاجو، ولم تكن علاقته بوالده في أفضل أحوالها خاصة بعد أن أصيب الوالد بسرطان الرئة «أصبحت مسؤولا عن العائلة لأنني أخشى قليلا إزعاجه، رغم أنه كان يجلدني أحيانا بالحزام الذي يستخدمه لشحذ موسى حلاقة ذقنه كل صباح». رحل والده سريعا وفي العام الذي أنهى فيه المدرسة الثانوية هو وأخوه الأصغر؛ ما أضطره للبقاء في المحل فيما ترك الفرصة لأخيه أن يذهب للجامعة شرط أن يتكفل برعاية والدته بعد تخرجه. وفي الحقيقة هذه ربما الإشارة الوحيدة التي ترد لوالدته في المذكرات، وهناك إشارة وحيدة لأختيه اللتين هربتا من المنزل في وقت مبكر وإشارة واحدة لابنه وابنته حينما أخذهما لمقر جريدة نيويورك تايمز في مقر الجريدة بنيويورك الذي انتقل إليه لتوه من مكتبها في واشنطن قبل أن يجد لهما روضة، حينها طلبه رئيس التحرير ليقول له: «سيمور، ماذا تعتقد أن يكون حصل قبل ألفي عام لو طلبت زوجة موسى منه أن يبقى في البيت ويرعى الأطفال؟ هل تعتقد أن البحر ما كان سينشق».

سرعان ما التحق سيمور بكلية أولية مجانية مدة الدراسة بها سنتين ولا تكلفه إلا 45 دولارا في الفصل الواحد. بعد ذلك التحق بكلية القانون في جامعة شيكاجو إلا أنه لم يبق فيها إلا ثلاثة فصول فقط شعر خلالها أن دراسة القانون مملة جدا. حتى هذا الوقت لم يكن سيمور ليفكر في الصحافة أبدا رغم أن سؤال «ماذا أفعل» كان حاضرا أمامه بقوة. خلال هذه المرحلة وجد عملا في صيدلية يبيع فيها البيرة والويسكي وفي يوم من الأيام زاره في المكان لشراء مشروب الكاتبان المعروفان في ذلك الوقت صول بلّو ورجرد ستّرن وكان سيمور قد حضر مع الأخير حلقة في تعلم كتابة الرواية. يقول سيمور: سألني ستّرن الذي كان يعمل في مجلة التايم ماذا تفعل هنا؟ قلت له أبيع الويسكي! أخبر سترون سيمور عن مكتب جريدة أخبار المدينة المعنية بجمع أخبار الجريمة والشرطة ومن ثم توزيعها على بقية الصحف. لمعت الفكرة في عقل سيمور وقال إن العمل في مثل هذا المكتب يمكن أن يكون مسليا. وكان مسليا فعلا لكنه لم يكن سهلا كما اعتقد. تنقل سيمور بين أخبار المدينة ووكالة يونايتد برس والاسوشييتد برس، وسكرتيرا صحفيا لحملة السيناتو المناهض لحرب فيتنام يوجين مكارثي، ثم الجريدة الحلم نيويورك تايمز ثم مجلة نيويوركر الأسبوعية وهي إحدى أشهر المجلات في العالم ثم صحفيا مستقلا يبيع تحقيقاته لجميع الصحف والمجلات.

بدأت نجومية سيمور هيرش حينما كشف تفاصيل مذبحة ماي لاي التي ارتكبها الجيش الأمريكي في فيتنام. وبدأت حكايته مع المذبحة حينما اتصل به صديق قديم أخبره أنه سمع أن الجيش يستعد لإجراء محاكمة عسكرية في قاعدة بَنِنك في جورجا حول مقتل 27 مدنيا في جنوب فيتنام. لم يخبره صديقه عن مصدر معلوماته ولكن كانت القصة كفيلة لتشعل هاجس الاستقصاء في داخله. يقول مع بداية هذه القصة «تعلمت خلال وجودي في البنتاجون أن هناك بونا شاسعا بين الحرب الجارية وما يصرح به الرجال الذين يديرونها. كان الكذب غالبا هو الطاغي وأحيانا حتى خارج حدود المعقول». بدأ سيمور ما يمكن أن يعتبر أضخم عملية استقصاء يمكن أن يقوم بها صحفي لمعرفة اسم الضابط الذي قتل 27 فيتناميا ويريد الجيش محاكمته لتنكشف أمامه حقائق كبيرة جدا. وأخيرا وصل إلى الملازم أول وليم كالي بعد بحث طويل ومعقد في قاعدة بَنِنك وتمكن من الاطلاع على ملفه العسكري وعلى لائحة الاتهام الموجهة له بعد أن أضطر للزحف لمسافات لا بأس بها كي لا يكتشف خلال دخوله القاعدة العسكرية وبعد مناورات طويلة وهرب وملاحقة. ورغم مرور أكثر من نصف قرن على واقعة المذبحة لكن عندما تقرأ تفاصيلها كما كتبها سيمور يقشعر بدنك.

ما الذي جرى بتاريخ 16 مارس من عام 1968؟ هذا ما قام سيمور بالاستقصاء عنه ويمكن نقل بعض التفاصيل التي وردت في مقدمة الكتاب حول مذبحة ماي لاي «بأمر من اللواء فرانك باركر الابن، حملت ثماني طائرات مروحية وحدة جارلي المؤلفة من ثلاثة فصائل وحطت خارج قرية ماي لاي. بدأ الهجوم في الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة، حين تقدم فصيلان ثم تبعهما الفصيل الثالث. لم يعر سكان القرية من النساء والأطفال والشيوخ انتباها كثيرا، لأن الأمريكيين مروا من هنا من قبل، كانت الأمهات تعد الرز لوجبة الفطور، ولم تكن هناك نيران قناصة ولا وجود للفيتكونك. بدأ أفراد الفصيل الأول بتجميع سكان القرية. وفجأة ومن دون أي استفزاز طعن أحد الجنود شيخا بحربته وعاجله جندي آخر بطعنة قاتلة في الظهر قضت على حياته. سحب الجندي نفسه رجلا من الحشد يبلغ من العمر بين 40ـ50 عاما ودفعه إلى الخلف حتى وقع في بئر ماء وسحب من حزامه قنبلة يدوية وسحب صمامها وألقاها في البئر. ثم دخل الجنود وقتلوا الموجودين جميعا من النساء والأطفال والشيوخ واحدا بعد الآخر برصاصة في الرأس وهم راكعين للصلاة. أما أفراد الفصيل الثاني الذي هاجم القرية من ناحية الشمال فقاموا بقتل الفلاحين المذعورين الذين احتموا بأكواخهم، وبعد أن فرغوا من ذلك قاموا بقتل حيواناتهم. قام أفراد الفصيل الثالث بقتل كل من حاول الهرب مستعملين الرشاشات التي توضع عند أبواب الطائرات المروحية. صاح النقيب أرنست مدينا «أقتلوهم جميعا ولا تتركوا أحدا منهم. تعثرت إحدى النسوة فعاجلها جندي بوابل من بندقيته، فخرت صريعة مضرجة بدمائها. حين ركض البعض للاحتماء في خنادق للوقاية لاحقهم الجنود وألقوا عليهم القنابل اليدوية ...»، «ادفعوا بهم إلى الخندق» أمر قائد الفصيل الملازم أول وليم كالي، الابن، ثم شرع بإطلاق النار عليهم وتبعه الآخرون، وألقي عددا من القنابل اليدوية لإكمال المهمة» بحدود الساعة 8 و40 دقيقة انتهى كل شيء لقد تم إعدام ثلاث مجموعات كبيرة من المدنيين ولوثت آبار القرية بجثث القتلى وأبيدت حيوانات الفلاحين. وجد محققو الجيش فيما بعد قبورا جماعية في ثلاثة مواقع وقدر أن فيها بقايا 450 ـ 500 ضحية أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ الذين قتلوا في ذلك اليوم فقط».

برئ جميع المتورطين في هذه المذبحة، وحده الملازم كالي، حكم عليه بالسجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة لقتله عمدا 22 مدنيا فيتناميا رغم أن في لائحة الاتهام وجهت له تهمة قتل 109 فيتناميين. صدر الحكم بتاريخ 31 مارس 1971. أمر الرئيس نيكسون بنقله في اليوم التالي من السجن العسكري إلى الإقامة الجبرية في قاعدة بننك. أطلق سراحه في شهر فبراير من عام 1974 خلال فترة النظر في استئناف الحكم. قررت محكمة الاستئناف تثبيت الحكم عليه، فأعيد إلى السجن العسكري بتاريخ 13 يوليو من العام نفسه. غير أنه أطلق سراحه بتاريخ 25 سبتمبر من العام نفسه أيضا بموجب عفو أصدره الرئيس نيكسون وهكذا أمضى كالي خلف القضبان فترة 3 أشهر و13 يوما فقط جراء قتل 22 مدنيا بدم بارد.

لم تكن هذه القضية الوحيدة، رغم أنها الأشهر، التي صنعت نجومية سيمور هيرش ولكن هناك الكثير من التحقيقات المتعلقة بحقوق الإنسان وبقضايا فساد الجيش الأمريكي وتجسس وكالة المخابرات المركزية على المواطنين والصحفيين وقضايا الأسلحة الجرثومية والكيمياوية.. كما خصص هيرش الكثير من صفحات المذكرات للحديث عن مطاردته لهنري كيسنجر الذي وصفه بأنه «يتنفس كذبا» وذلك عبر متابعة ثلاثة قضايا تحمل بصمات كيسنجر وهي القصف السري لكمبوديا وتزوير سجل غارات طائرات B52 على البلد نفسه وفضيحة ووترجيت. كما طرح بعضا من تفاصيل تحقيقات أجراها عن أحداث 11 سبتمبر وتحقيقه الشهير عن فضيحة «سجن أبو غريب» في العراق. وعن غزو العراق وأوراق ديك شيني أو ما عرف بحرب أمريكا على الإرهاب. وفيما يتعلق بفضيحة سجن أبو غريب يقول سيمور: بعد أن كتبت مقالة عن السجن وما كانت تثيره منظمات حقوق الإنسان اتصلت بي والدة مجندة كانت تعمل في العراق. وقالت إن ابنتها المتوهجة بالحماس لم تعد كذلك بعد عودتها من العراق.. كانت تشعر بالكثير من الاكتئاب واليأس، وتركت بيت العائلة وزوجها وذهبت لتعيش وحدها. وأمام حيرة الأم اكتشفت في حاسوب ابنتها ملفا بعنوان «العراق» وبعد أن تفحصته وجدت به مئات الصور لسجناء عرايا وتحت التعذيب. سلمت الأم الصور لسيمور ووافقت على نشرها في مجلة نيويوركر بعد عدم ممانعة ابنتها. يقول سيمور: دأبت ابنتها بعد عودتها من العراق على الذهاب إلى محل لرسم الوشام، لتضع وشما آخر أسود اللون، وكأنها تود تغطية كل ما تستطيع من جلدها، كأنها تريد أن تغيره بالكامل. ونشر تحقيق سيمور هيرش بالصور في المجلة وشاهدها العالم أجمع ووضع جيش بلاده على المحك مرة أخرى أمام العالم، وهذه الفضيحة ليست أقل عن فضيحة ماي لاي نهاية ستينيات القرن الماضي.

يقدم سيمور خلال مذكراته الكثير من القواعد الصحفية ولكن ليست على شكل نصائح فجة مباشرة ولكن في سياق المذكرات وعمقها فمثلا في سياق الحديث عن تدقيق المعلومة يقول: «إذا قالت له أمك إنها تحبك فعليك أن تتأكد من ذلك»، أو «سلاح الصحفي الحقائق والأدلة والوثائق». لكن سيمور الذي يشتهر باعتماده على مصادر مجهولة يجعل تحقيقاته أمام تحدي تقييم المصداقية في وقت تحاول كل الصحف في العالم التقليل من المصادر المجهولة. كما يشتهر سيمور هيرش بالكذب والتحايل من أجل الوصول إلى المعلومة التي يريدها، فهو على سبيل المثال أوهم محامي الملازم أول كالي إنه متعاطف معه وأنه يعتقد أنه كان مضطرا وسيتيح له منبرا ليروي قصته كما يريد، وهذا الأمر نفسه الذي قاله لكالي عندما ظفر به. لكن أيضا بقي قادرا على حماية مصادره من الكشف حتى أن أحد كتبه «عن ديك تشيني» لم تصدر بعد خوفا على المصادر.