1339288
1339288
عمان اليوم

«الخدمة المدنية» بالتعاون مع «الخارجية» تؤكدان: الثوابت الدبلوماسية العمانية ترتكز على مبادئ راسخة في معالجة القضايا بالطرق السلمية

13 أكتوبر 2019
13 أكتوبر 2019

أكثر من 45 مسؤولا يتعرّفون على المبادئ السياسية والاقتصادية والأمــنية والتنظيم الإداري والبروتوكولي للسلطنة -

بدر بن حمد: استعراض مواقف السلطنة في الكثير من التطورات والتحولات العربية والعالمية -

المرهون: السلطنة تستند على مبادئ واضحة وثابتة في تعاملها مع مختلف القضايا -

كــــــــتب: خالد بن راشد العدوي -

قال معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية «إن المرتكزات والمبادئ الموجهة لسياسة الدولة» التي أرسى دعائمها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ منذ فجر النهضة المباركة، تستند في تعاملها مع مختلف القضايا على مبادئ واضحة وثابتة، مما جعلها موضع تقدير واحترام العالم أجمع.

وأكد معاليه في كلمة له خلال رعايته حفل افتتاح النسخة السادسة من برنامج المرتكزات والمبادئ الموجهة لسياسة الدولة أمس بمقر المعهد الدبلوماسي ــ مسقط بحضور معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية، وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء والسفراء والمسؤولين من الوحدات الحكومية أن للسلطنة مكانة خاصة على الخارطة الدولية بفضل حكمة جلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه التي حظيت بتقدير قيادات الدول وشعوبها وأصبحت محط إشادة عالمية، وقبلةً، تتجه لها الأنظار لحل قضايا المنطقة، ومقصداً، لتقريب المواقف وتجاوز الخلافات.

وأشار معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون إلى أن برنامج «المرتكزات والمبادئ الموجهة لسياسة الدولة»، تنظمه وزارة الخدمة المدنية للسنة السادسة على التوالي بالتعاون مع وزارة الخارجية ممثلة في المعهد الدبلوماسي، خلال الفترة من 13 -17 أكتوبر الجاري، كما أشاد بالجهود المقدرة لوزارة الخارجية والجهات المختصة، في إبراز الثوابت الدبلوماسية العمانية المرتكزة على مبادئ السياسة العمانية التي رسمها جلالته - أعزه الله وأبقاه -، ودورها الفعّال في معالجة مختلف القضايا بالطرق السلمية.

محاور ثرية

وأوضح معاليه «أن وزارة الخدمة المدنية تولي هذا البرنامج أهمية كبيرة، والذي يستهدف فئة الإدارة العليا في وحدات الجهاز الإداري للدولة، والذي تتضمن محاوره، أهم مرتكزات السياسة الخارجية، ودور السلطنة في المنظمات الإقليمية والدولية، والثورة الصناعية الرابعة وآثارها، واستعراض أهمية المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في رفد اقتصاد السلطنة، ومدى ارتباطها برؤية عمان 2040، ومساهمتها في تنويع مصادر الدخل، بالإضافة إلى تسليط الضوء على دور جامعة الدول العربية في الدفع بالعمل العربي المشترك، وعدد من المحاور المهمة التي تهدف إلى إكساب المشاركين المعرفة اللازمة للإلمام بكافة الجوانب المتعلقة بمستقبل العمل الحكومي». مشيرا إلى أن عدد المشاركين في البرنامج يتجاوز 45 مشاركاً من فئة المديرين العامين ومن في حكمهم، بمختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة.

ووجه معاليه شكره وتقديره للمعهد الدبلوماسي العماني بوزارة الخارجية لتعاونه في استضافة فعاليات البرنامج للعام السادس على التوالي، وكذلك الجهات الحكومية، على تفاعلها بالمشاركة والترشيح لهذا البرنامج المهم، ولمقدمي المحاضرات بالبرنامج والقائمين على تنفيذه، وأعرب عن أمله في أن يخرج البرنامج بالنتائج المتوخاة منه.

ودعا في ختام تصريحه المولى جلت قدرته أن يحفظ عمان آمنة مستقرة، وأن يحفظ جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ويمده بموفور الصحة والعافية والعمر المديد، وأن يجعله سنداً وذخراً لكل ما من شانه الارتقاء بهذا البلد العزيز، إنه سميع مجيب.

السياسة الخارجية للسلطنة

من جهته قال معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية «نحن نقدر مبادرة وزارة الخدمة المدنية في تنظيم برنامج «المرتكزات والمبادئ الموجهة لسياسة الدولة»، للسنة السادسة على التوالي بالتعاون مع وزارة الخارجية ممثلة في المعهد الدبلوماسي»، مشيرا معاليه إلى أن المغزى من تنفيذ هذا البرنامج بمقر وزارة الخارجية هو تسليط الضوء على مجموعة من المبادئ المتصلة بالسياسة الخارجية للسلطنة ومواقفها في الكثير من التطورات والتحولات والتغيرات التي تدور سواء على مستوى المنطقة أو مستوى العالم، وأعرب عن أمله في أن يستفيد كافة المشاركين من محاور وأوراق عمل البرنامج والاطلاع عن كثب على تلك التوجهات والمواقف التي ستعينهم على أداء واجباتهم الوظيفية بشكل أشمل وفهم أوسع.

التمسك بالمبادئ

وأشار إلى أن جلالة السلطان ــ أيده الله ــ يحث على التمسك بالمبادئ المنصوص عليها في النظام الأساسي للدولة، وعلى الصدق في تطبيقها، مهما يطرأ من تحديات وتحولات في العالم من حولنا، وعدم الحياد عن هويتنا وما تحمله من معانٍ أخلاقية وإنسانية، ومصداقية وحب للخير والسلام والتنمية للجميع.

النطق السامي

واقتبس معاليه في كلمته نص النطق السامي لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في عام 1986 «إن علينا أن نبذل جهودا حثيثة لتدعيم نهضتنا، وتكثيف إنجازاتها، وتكثيف سعينا الدؤوب لبناء قدراتنا الذاتية» والنطق السامي في عام 1998 «إن الإنسان هو أداة التنمية وصانعها، وهو إلى جانب ذلك، هدفها وغايتها، وبقدر ما تتمكن التنمية بمختلف أساليبها ووسائلها من توفير الحياة الكريمة للفرد والمجتمع، بقدر ما تكون التنمية ناجحة جديرة بأن يسعد القائمون عليها، ويفخرون بنتائجها الجيدة ويعتزون بآثارها الطيبة»، مشيرا معاليه إلى أن هذه المفردات السامية ما هي إلا مخرجات فكر واضح المعالم ومنهاج ثابت الأركان، تقتضي مسؤوليتنا التمسك به والسير على نهجه.

المسؤولية الملقاة

وأشار معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي إلى المسؤولية الملقاة على عاتق المشاركين بالبرنامج وأن يكونوا أهلا لها، كما كان الذين سبقوهم في الدورات السابقة، يحملون أعباء العزة والفخر لخدمة الوطن بأبنائه من الرجال والنساء.

وأكد أن استمرارية مثل هذه البرامج واللقاءات التدريبية تعزز من القدرات المعرفية للثوابت والمرتكزات الوطنية وتنمي الفهم العام للخطط والقوانين والتوجهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسة الخارجية، في إطار شامل ومتكامل، بما يمكن كل واحد من القيام بواجبه على أكمل وجه في خدمة الوطن والمواطن.

أكثر من 45 مسؤولا حكومياً

يهدف البرنامج إلى تسليط الضوء على أهم المرتكزات التي تستند عليها السياسة العمانية والمبادئ الموجهة لها، وتغطي المحاضرات المبادئ السياسية والمبادئ الاقتصادية والمبادئ الأمنية ومبادئ التنظيم الإداري والجوانب البروتوكولية وغيرها من المبادئ بالإضافة إلى محاور أخرى تتصل بهذا الجانب، بمشاركة أكثر من 45 مسؤولا حكومياً من فئة المديرين العامين أو من في حكمهم بمختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة.

مرتكزات عمانية

ويتطرق البرنامج إلى مواضيع مهمة منها محاضرة حول مرتكزات السياسة الخارجية العمانية، يقدمها سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية، ومحاضرة حول المنظمات الإقليمية والدولية والدور الذي تلعبه السلطنة فيها يقدمها الوزير المفوض الدكتور عبدالله بن سالم الحارثي رئيس دائرة التجمعات الاقتصادية ومجموعات الحوار بوزارة الخارجية، وورقة عمل حول المراسم والأسبقيات والدعوات يقدمها الوزير المفوض حميد بن علي المجيني نائب رئيس دائرة المراسم بوزارة الخارجية، وورقة عمل حول الثورة الصناعية الرابعة وآثارها يقدمها الدكتور علي بن عامر الشيذاني من شركة أسياد، وورقة عمل حول العمل القنصلي يقدمها الوزير المفوض مبارك الهنائي رئيس القنصلية القانونية بوزارة الخارجية، وورقة عمل حول أهمية المنطقة الاقتصادية بالدقم في رفد اقتصاد عمان ومدى ارتباطها برؤية عمان 2040 ومساهمتها في تنويع مصادر الدخل يقدمها صالح بن حمود الحسني مدير عام المديرية العامة لخدمات المستثمرين بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

الابتزاز الإلكتروني

كما يتضمن البرنامج خلال فترة انعقاده عدة محاور مهمة منها الابتزاز الإلكتروني يقدمها الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات، ومحور يوضح دور جامعة الدول العربية والعمل العربي المشترك يقدمها الوزير المفوض الشيخ فيصل بن عمر بن سعيد المرهون رئيس دائرة جامعة الدول العربية بوزارة الخارجية، ومحور آخر حول إدارة الأزمات والتخطيط الاستراتيجي يقدمها المقدم فيصل بن سالم الحجري مدير المكتب التنفيذي للجنة الوطنية للدفاع المدني، ومحور حول نظام مورد لإدارة الموارد البشرية يقدمها نعمان بن محمد المنذري مدير عام المعلومات والإحصاء بوزارة الخدمة المدنية، وأخيرا ورقة حول تنمية القدرات على اتخاذ القرار يقدمها العميد الركن ناصر بن جمعة الزدجالي من وزارة الدفاع.

تنمية المهارات

ويأتي تنفيذ هذه البرامج في إطار الجهود التي تقوم بها وزارة الخدمة المدنية في تعزيز تنمية مهارات وقدرات موظفي الجهاز الإداري للدولة في جميع المجالات بغية إكسابهم المزيد من المهارات الوظيفية للارتقاء بأداء الموظف وتطوير الأداء المؤسسي.

حضر حفل افتتاح البرنامج عدد من أصحاب السعادة الوكلاء والمسؤولين بوزارتي الخارجية والخدمة المدنية والمهتمين.

د. حمد الكلباني «مجلس المناقصات» توحيد المسارات والتوجهات للمسؤولين في الدولة -

قال الدكتور حمد بن سعيد بن محمد الكلباني رئيس مكتب رئيس مجلس المناقصات: « يأتي عقد مثل هذه البرامج في تحديد المرتكزات والمبادئ الموجهة لسياسة الدولة كأحد أهم البرامج في توحيد المسارات والتوجهات للمسؤولين في الدولة، مشيرا إلى أن هؤلاء المسؤولين لا يمثلون وجهات نظرهم الخاصة، بل وجهات نظر مؤسساتهم، ودعا إلى أنه من الضروري أن يتم توحيد تلك المفاهيم بما يحقق الأهداف العامة في هذه المجالات.

عيسى الريامي «بلدية مسقط»: البرنامج سيعطي التوجيه المناسب للمشاركين في الفترة المقبلة -

قال المهندس عيسى بن سالم الريامي مدير عام المديرية العامة لبلدية مسقط بالعامرات: «المشاركة في مثل هذه البرامج النوعية فرصة جميلة للاطلاع على اتجاهات سياسة الدولة، خاصة وأن محاور البرنامج متنوعة بين الجوانب الاقتصادية والسياسية والتنموية والخدمية، فضلا عن الثورة الصناعية الرابعة التي ستعطي بلا شك التوجيه المناسب للمشاركين في الفترة المقبلة، وإلى أين نحن متجهون؟

خالد المالكي «العدل»:  البرنامج يمثل إضافة على الصعيدين الوظيفي والشخصي -

قال خالد بن عامر بن عبيد المالكي رئيس مساعد مكتب وزير العدل بالتكليف «يأتي انعقاد هذا البرنامج في إطار الاهتمام الذي توليه وزارة الخدمة المدنية بتعزيز الجوانب المعرفية ذات الصلة بالعمل الإداري في مؤسسات الجهاز الإداري للدولة خاصة، وإطلاعهم على العديد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي ترفد مسيرتهم المهنية وتساعدهم على اتخاذ القرار، ولا أدل على ذلك من ما يحتويه البرنامج من موضوعات في الإدارة والاقتصاد وتقنية المعلومات ومرتكزات السياسة الداخلية والخارجية الموجهة لسياسة السلطنة، ونحوها من الموضوعات القيّمة». وأضاف المالكي «لا شك أن مثل هذه البرامج تمثل إضافة على الصعيدين الوظيفي والشخصي بالإضافة إلى أنها محفز لبذل المزيد من الجهد والعطاء خدمة لعمان وشعبها، والشكر موصول للقائمين على هذا البرنامج في وزارة الخدمة المدنية بالتعاون مع وزارة الخارجية (المعهد الدبلوماسي العماني)، ونأمل استمرار مثل هذه البرامج لتعم الفائدة لجميع منسوبي وحدات الجهاز الإداري للدولة».

فتحية السدية «التربية»: البرنامج ثري في رسم السياسات الخاصة للدولة -

التقت «عمان» على هامش حفل افتتاح برنامج «المرتكزات والمبادئ الموجهة لسياسة الدولة» بمقر المعهد الدبلوماسي الدكتورة فتحية بنت خلفان السدية المديرة العامة للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة البريمي التي أشارت إلى أن هذا البرنامج يأتي في إطار توجيه وصقل مديري العموم ومن في حكمهم حول مجموعة من المرتكزات والمبادئ التي تستند عليها الدولة، وقالت « إن البرنامج ثري من خلال محتوياته الموجودة وأوراق العمل، وهو من البرامج التدريبية النوعية التي يطلع عليها الإداريون والمسؤولون في رسم السياسات الخاصة بكل وحدة من وحدات الجهاز الإداري للدولة، وسوف يساهم في وضع رؤية مستقبلية خاصة لكل قطاع من قطاعات الدولة كل على حدة، وعلى سبيل المثال لا الحصر المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم كونها واجهة أساسية للدولة التي يعتمد عليها في التنوع الاقتصادي، فضلا عن الثورة الصناعية الرابعة وما لها من تداعيات التي ألقت بظلالها على جميع محاور ومجالات الحياة المختلفة، وكل في قطاعه نأمل أن يستفيد من تلك الثورة بما يتناسب مع إمكانيات وحجم وطبيعة العمل، بالإضافة إلى إدارة الأزمات التي أصبح من الملح التطرق لمثل هذه الجوانب في ظل الأنواء التي تتعرض لها السلطنة سواء من ناحية الأعاصير أو الظواهر الطبيعية، مشيرة إلى أن مثل هذه البرامج تهتم ببناء الإنسان الذي بدوره يهتم بقدرات وإمكانات المسؤولين والقيادات الإدارية للدولة.