hamda
hamda
أعمدة

التدريب في ظل عالم متغير

13 أكتوبر 2019
13 أكتوبر 2019

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

نعيش في عالم سريع التغير، يتطلب منا مجاراته في التطور والنمو، سواء في بيئة العمل أو في حياتنا الشخصية، التي تتطلب هي أيضا تنمية مستمرة لمجموعة من المهارات بما فيها ما بات يعرف بمهارات القرن الحادي والعشرين، كالذكاء العاطفي وإدارة الوقت، ومهارات الاتصال وغيرها، وإلا وجد المرء منا نفسه معزولا عن العالم ويسير عكس التيار، وإن كان التدريب دائما ما كان مرتبطا في أذهان الكثيرين ببيئة العمل، إلا أنه لم يعد كذلك، ويكفي أن تلقي نظرة على البرامج المطروحة على الساحة اليوم لترى الكم من المحاضرات والورش التدريبية الموجهة للفرد على مختلف المستويات التعليمية والفكرية والعمرية، تهدف إلى إكسابه عددا من هذه المهارات الضرورية التي يحتاجها ليجاري العالم المتغير من حوله.

إلا أنه وبلا شك فإن التدريب المرتبط بالعمل ذو أهمية قصوى، فهو إلى جانب كونه يساعد المؤسسة في جرد المهارات والقدرات لموظفيها وبالتالي تطويرها الأمر الذي يوفر كثيرا من الوقت والجهد والمال، وبالتالي زيادة الإنتاجية، إذ أنه كلما زادت مهارة الفرد زادت بالتالي سرعته في إنجاز الأعمال وزادت كفاءته تبعًا لذلك، إضافة إلى دور التدريب في زيادة الرضا الوظيفي، ذلك أن كثيرا من الدراسات أظهرت أن النمو والتطوير أحد أهم أسباب الرضا الوظيفي، وهو ما يؤدي إلى استبقاء الموظف وزيادة ولائه المؤسسي.

إضافة إلى ذلك فإن التدريب يوسّع المدارك، ويكسب الموظف ثقة بالنفس، نتيجة ارتفاع كفاءته، والنتيجة موظف راضٍ وسعيد بعمله، مما سيؤدي حتمًا في النهاية إلى زبون سعيد وراضٍ أيضا.

وحتى يؤدي التدريب دوره في التنمية المؤسسية يجب أن يكون مستمرا، ومنتظما، وهو عكس ما نراه اليوم للأسف الشديد في ظل سياسة ضبط الإنفاق في المؤسسات فإن أول ما يتم التضحية به في الموازنة هو بند التدريب والتطوير، في وقت تكون المؤسسة فيه في أشد الحاجة لزيادة الإنتاج، و إرضاء الزبون.

التدريب عملية مستمرة، دائمة وديناميكية، استمرارها ضروري للبقاء، فنحن نتعلم كل يوم من التجارب التي نخوض، وكذلك من تجارب الآخرين التي تقدم لنا على شكل كتب وبرامج تدريبية وغيرها.