صحافة

فلسطين : ترقب إسرائيلي لمستقبل صفقة القرن مع إجراءات عزل ترامب

11 أكتوبر 2019
11 أكتوبر 2019

في زاوية آراء كتب الدكتور عدنان أبو عامر مقالاً بعنوان : ترقب إسرائيلي لمستقبل صفقة القرن مع إجراءات عزل ترامب،جاء فيه:

يتابع الإسرائيليون الدعوات الأمريكية المتلاحقة للشروع في الإجراءات الدستورية لعزل الرئيس ترامب، لمعرفة تبعاتها على صفقة القرن، وإمكانية أن يضطر لإرجاء إعلانها بسبب انشغالاته الخاصة، والخشية من نجاح هذه الإجراءات وتبعاتها السلبية على انخراط الإدارة الأمريكية بعملية التسوية.

تتزايد التقديرات الإسرائيلية بأن بدء أي إجراءات لعزل ترامب الجارية حاليا في مجلس النواب الأمريكي ستضع نهاية لصفقة القرن، لأنه فقد جزءا من خطته السياسية، ما قد يدفعه لإرجاء إعلان الصفقة إلى مرحلة ولايته الرئاسية الثانية في البيت الأبيض، في حال انتُخب من الأساس.

يعتقد الإسرائيليون أن الضربة التي تلقاها ترامب على رأسه، في ظل الجهود التي يبذلها الديمقراطيون في مجلس النواب، وتتمثل بإمكانية المضي قدما في إجراءات عزله تحمل أخبارا سيئة، ليس فقط لترامب، وإنما لـ(إسرائيل) أيضا، لأن الأمر سيتسبب بانشغال الولايات المتحدة عنها شهورا طويلة.

الأمر الأهم من وجهة النظر الإسرائيلية أنه في حال لم تنجح الجهود الديمقراطية لعزل ترامب، فهذا يعني على الأقل أنه سيكون في وضع مهين، ومخيب للآمال، وغير مريح كليا، صحيح أنه أعرب عن عدم اهتمامه بهذه التطورات المتسارعة، لكن انشغال وسائل الإعلام الأمريكية بهذه القضية سيحشره في زاوية ضيقة، وينشغل عن ملفات عالمية، وعن اهتمامه بـ (إسرائيل)، والتسبب بإهمال مبادرات سياسية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار تزامن أزمة ترامب الدستورية مع نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وفشل صديقه بنيامين نتانياهو في تحقيق أغلبية تؤهله لتشكيل الحكومة القادمة ، فإن هذا يعني أن ترامب فقد دورا مهما في الدفع قدما بصفقة القرن، والتقديرات الإسرائيلية المتزايدة أنه سوف يضطر لإرجاء إعلانها فترة من الزمن إلى حين انتخابه في الدورة الرئاسية الثانية، إن قدر له ذلك.

تتزامن إجراءات عزل ترامب، في حال بدأت عملياً، مع استقالة المبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات، التي تركت انقساما في الآراء بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول تأثيرها المتوقع على صفقة القرن، باعتبار أنه كان مبعوثا أمريكيا يتحدث بلسان إسرائيلي دائم، ويكرر رسائل (إسرائيل) للمجتمع الدولي.

بين أزمة ترامب الدستورية ، واستقالة غرينبلاث المعلنة، ونتائج الانتخابات الإسرائيلية المتأزمة، يتابع الإسرائيليون مواقف متباينة حول مواعيد الإعلان عن الصفقة، رغم أن الحديث عن المواقف الإسرائيلية منها يبدو لافتا، في ظل مخاوفهم التي يبالغون فيها، لأنها تتضمن ما يزعمه الإسرائيليون تنازلا عن مناطق جوهرية من الضفة الغربية، صحيح أن هذه المناطق لن تقام فيها دولة فلسطينية، وإنما وجود للسلطة الفلسطينية، يمكن النظر إليها من المجتمع الدولي على أنها حقيقة واقعة، تكتسب صفة الشرعية، وهو ما ترفضه (إسرائيل).