yesra
yesra
أعمدة

ربمـــا : وجع

09 أكتوبر 2019
09 أكتوبر 2019

د. يسرية ال جميل

مدخل:

حين يثقل الشعور.. يخون الكلام

مؤلمة هذه الكلمة (خيرة)

مع أنها الطبطبة الوحيدة لقلوبنا

على كل أوجاع هذه الحياة

نحن نتصّنع القبول بالأمر الواقع

الرضا بالقضاء والقدر

وندّعي أنه.. خيرة!

من قال أن رحيل الراحلين.. عادي

وأن غيابهم الأبدي .. عادي

من قال أن تغيّرهم بدون أسباب.. عادي

وأن ابتعادهم غير المُبرر.. عادي

وأن إهمالهم

عدم اهتمامهم

تجاهلهم لنا بعد أن كُنا لهم كل شيء.. عادي؟

من قال إن إنهاء أي علاقة

مهما كانت مُدتها.. عادي

هذا الحُب الذي يضعه الله في قلبك

تجاه شخص آخر.. لا يمكن أن ينتهي بهذه السهولة

عادي!

هذا الشخص الذي زرعه الله في قلبك

لا يمكن أن يكون انتزاعه.. عادي

لا تسألوا مجرّبا ولا تسألوا طبيبا

اسألوني أنا!

كُنا لا نُجيد الفرح بدونهم

كان الحنين لهم فقط

الاشتياق لقطعةٍ منك في مكانٍ آخر.. مُتعبٌ جداً

لم أرغب يوماً في قطع علاقتي بهـم

فأنا لا أعرف الخصام

أكتمُ كل وجعٍ يأتيني منهم

كتمتُ كل شيء بداخلي عنهم

حتى مات قلبي

وتيقنت بأني شخصٌ ليس مهماً لديهم على الإطلاق

فتحتُ لك ألف مساحة للحوار

ومثلها للعودة

لكنك لم تكُن حنوناً كالعادة

بذلتُ كميّات كبيرة من الصبر

لأتحمل كل ما كان فوق طاقتي

عانيتُ دون شكوى

حتى اعتزلت كل العالم من حولي

وقررت أن أعيش بهدوء

حاولوا أن توفروا حبُكم لمن يُحبكم

فقط لا تُعاتبوا أحدا على التقصير

كُلهم يدركون ماذا يفعلون تماماً

ومع الوقت سيُصبحون درساً مؤلماً جداً

تعلّمت منه الكثير

وتألمت منه أكثر وأكثر

تركتني في وادٍ غير ذي زرع

ورحلت عني

كُنت حلمي

لم أمّدّ عيني ذات يوم على رجلٍ غيرك

كان اكتفائي بك أكثر مما تتخيل

كنت أتنفسّك أنت

أرى الدُنيا بعينيك

اعتقدت أن الله حين وضعك في طريقي

ستعوّضني عن كل شيء

ستكون الخير الذي انتظرته طويلاً

خبيئتي مع الله

دمعة صلاتي آخر الليل

دعوة أمي.. وبركة برّي بوالدي

لم أحبّك كي أشقى

أو أبكي وأتعب وأحزن

وعدتني أن أكون لديك أمانة

كُنت أظن بأنك قدر الأمانة

وأنك ستكون أماني في فوضى هذه الحياة

و أنك ستخصّني بقلبك وعقلك وعينيك

بكُل مشاعرك.. بكُل ما هو لك

أن تُحبني

وترسمني على شكل قلب دائماً

وخاب فيكَ ظنّي.

سامحني يا رب إذا تذكرت كُل هذا العناء.. آخر الليل

بعد أن ينام الجميع.. وبكيت

تعبت يا رب

فأنا أعيشُ وأحملُ جنازة في قلبي

سامحني إذا اشتقت لوالدي.. وبكيت

اشتقت لحنانه

اشتقت لـ (بشت) «أبوي»

للشعور بالأمان في ظلّه

لحضنه.. لحبه الصادق الذي لا يتغير

لنصائحه التي جداً فقدت

سامحني يا رب إذا شكتني وسادتي إليك

فأنا راهنت على أنهم أوفياء

وأنهـم غير كل هؤلاء الناس

صدقت الوعود والأيمان و(كيف أسيبك؟)

فخذلوني

والخذلان شعورٌ مُرٌ لا يُطاق

إذا اشتقت.. ساعدني يا رب

وحدك كنت تعلم حزن يعقوب على يوسف

حين شكا بثّه وحُزنه إليك

فرددت إليه يوسف

يا رب شيئاً كهـذا.. يا رب

ربّ.. إذا زارني الطيف.. وأوجعتني الذكرى

وذبحتني سكّين الحنين

من الوريد إلى الوريد

فخُذه من أمامي

ما كان ينبغي لي أن أصدّق

أن لي نصيباً من كل هذه السعادة

أو أني حقاً سأكون أسعد نساء الأرض

أو أجمل نساء الدُنيا

لن أكون تلك الأميرة ذات يوم

ولم تكن ذلك الفارس

الذي يأخذ الكثير من أبي

فأبي لم يُبكيني أبداً

لم تُنزع من قلبه الموّدة والرحمة

أبي لم يُسقط من عيني دمعةً

إلا يوم وفاته.

يا رب..

أخذته من عيني.. ولعلّها خيرة

فانزعه من قلبي وعقلي وتفكيري

يا رب..

صُدّ عني الشوق إليه

واخلف عليّ فراقه بخير.

  • إليه حيثما كان:

    ( نذرا عليّ أبقى أحبك ليوم الدين)