1332903
1332903
العرب والعالم

باريس تندد بإرسال تركيا سفينة تنقيب إلى مياه قبرص .. واليونان تتهمها بانتهاك الحقوق السيادية

05 أكتوبر 2019
05 أكتوبر 2019

أنقرة تعتقل 5 ألمان لارتباطهم بحزب العمال الكردستاني -

عواصم -(وكالات):نددت فرنسا أمس بإرسال تركيا سفينة تنقيب جديدة إلى المياه الإقليمية القبرصية وحذرت من «إشارة غير ودية» من شأنها أن تؤدي إلى «تصعيد التوتر» في المنطقة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن «وصول سفينة تنقيب تركية جديدة إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية يشكل انتهاكا لسيادة جمهورية قبرص وللقانون الدولي».وأضاف «إنها إشارة غير ودية من شأنها أن تقود إلى تصعيد للتوتر في شرق المتوسط».

وأعلنت نيقوسيا أن تركيا أرسلت سفينة التنقيب يافوز الى الرقعة الرقم 7 من منطقتها الاقتصادية الحصرية، علما بان تراخيص تنقيب في هذه المنطقة منحت في سبتمبر الماضي لمجموعتي توتال الفرنسية وايني الايطالية.

وأوضح المتحدث أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان «تطرق إلى هذا الوضع مع نظيره القبرصي» و« أبلغه بتضامن فرنسا التام والكامل».

وأشار إلى أن «مجلس الشؤون الخارجية (في الاتحاد الأوروبي) الذي سيلتئم في 14 أكتوبر الحالي سيُدعى للنظر في هذه التطورات وفي الاستخلاصات المتأتية منها، في استمرار لاستخلاصاته في 15 يوليو الماضي».

و قال وزير الطاقة التركي فاتح دونميز امس إن إحدى سفن التنقيب عن النفط والغاز التركية في شرق البحر المتوسط ستبدأ قريبا التنقيب جنوب غربي قبرص في الوقت الذي تتنازع فيه تركيا وقبرص على الحقوق البحرية في المنطقة.

ومنذ سنوات تتنازع تركيا وقبرص على ملكية الموارد الموجودة في شرق البحر المتوسط لكن النزاع احتدم بينهما في الآونة الأخيرة.

وقامت تركيا بالفعل بحفر بئرين في المياه إلى الشرق والغرب من الجزيرة، مما أثار احتجاجات قوية من نيقوسيا والاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك فرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي.

وقال دونميز على تويتر «سفينتنا للتنقيب ياووز وصلت إلى موقع جيزولييورت 1». وأضاف «نأمل أن تبدأ سفينتنا التنقيب بأسرع ما يمكن بعد استكمال جميع التجهيزات».

وأثار اكتشاف احتياطي هائل من الغاز في شرق المتوسط خلافا بين قبرص وتركيا التي أرسلت ثلاث سفن للتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة.

والجزيرة مقسومة بين جمهورية قبرص و« جمهورية شمال قبرص التركية» غير المعترف بها دوليا والتي أعلنت في الشطر الشمالي بعد الاجتياح التركي لقبرص عام 1974 ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف الحاق الجزيرة باليونان. وتعتبر أنقرة أن الموارد الغازية لا بد من أن تتوزع بشكل عادل بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، الامر الذي ترفضه نيقوسيا بشدة.

من جانبه أبلغ رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيوأمس بأن تركيا تنتهك الحقوق السيادية لقبرص.

وقال ميتسوتاكيس لبومبيو الذي يزور اليونان في المحطة الأخيرة من جولته بجنوب أوروبا «التحركات الأخيرة لتركيا... انتهاك سافر لحقوق قبرص السيادية». وأضاف «الولايات المتحدة لها مصلحة خاصة في منطقة شرق البحر المتوسط. وقبرص لا تطلب إلا ما هو بديهي وهو تنفيذ القانون الدولي».

على صعيد آخر أفادت وكالة أنباء مقرّبة من أكراد تركيا أنّ السلطات التركية اعتقلت خمسة ألمان للاشتباه بارتباطهم بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.

وقالت وكالة أنباء «ميزوبوتاميا» في وقت متأخّر من الليلة قبل الماضية إنّ المشتبه بهم أوقفوا على ذمّة التحقيق بتهم تتعلّق بممارسة أنشطة دعائية والانتماء إلى تنظيم غير قانوني لم تسمّه السلطات رسمياً لكنّه من دون شكّ حزب العمال الكردستاني.

وتعتبر كلّ من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب الكردي الذي يقود منذ 1984 تمرّداً انفصالياً مسلّحاً ضد أنقرة تنظيماً إرهابياً.

وبحسب الوكالة فإنّ الألمان الخمسة اعتقلوا هذا الأسبوع وأودعوا الحبس المؤقت في أنقرة، مشيرة إلى أنّ توقيفهم جرى في إطار تحقيق يتولاه المدّعي العام في أنقرة.

غير أنّ النيابة العامة في العاصمة التركية لم تؤكّد، في اتصال أجرته بها وكالة فرانس برس، الخبر الذي أوردته «ميزوبوتاميا».

وفي برلين قالت وزارة الخارجية الألمانية إنّها «على دراية بحالات» الموقوفين الألمان الخمسة وإنّ السفارة في أنقرة تقدّم المساعدة القنصلية لهم.

غير أنّ وزارة الداخلية الألمانية نفت بشدّة تقارير أفادت بأنّ السلطات التركية حصلت على المعلومات التي قادتها لهذه التوقيفات خلال زيارة قام بها وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر إلى أنقرة هذا الأسبوع.

وعلى الرّغم من هذا النفي فإنّ متحدّثاً باسم الوزارة لم يستبعد إمكانية أن تكون مثل هذه المعلومات جرى تبادلها بين البلدين «في إطار التعاون الروتيني بين أجهزتنا الأمنية».