صحافة

الاستقلال :الذكرى الـ 19 لانتفاضة الأقصى والسؤال المُلح

04 أكتوبر 2019
04 أكتوبر 2019

في زاوية أقلام وآراء كتب رامز مصطفى مقالاً بعنوان : الذكرى الـ 19 لانتفاضة الأقصى والسؤال المُلح...، جاء فيه :

الشعب الفلسطيني وهو يحيي الذكرى 19 لانتفاضة الأقصى عام 2000 ، من الضروري التأكيد أنها قد شكلت امتدادا طبيعيا لكل الانتفاضات والهبات والثورات التي اندلعت منذ صدور وعد بلفور المشؤوم في نوفمبر عام 1917، في مواجهة العدو الصهيوني على أرضنا الفلسطينية المحتلة.

مقدمات الانتفاضة الثانية ( الأقصى ) ، بدأت تظهر للعيان منذ العام 1999، حين اكتشف الشعب الفلسطيني تلك الخديعة الكبرى المسماة اتفاقات « أوسلو » ، الموقعة بين منظمة التحرير والكيان الصهيوني عام 1993، والوعود الكاذبة التي روجّ لها ، بأن الدولة الفلسطينية المستقلة قادمة مع انتهاء المرحلة الانتقالية بعد مرور خمس سنوات على اتفاقات « أوسلو » ، خصوصا أن مفاوضات كامب ديفيد بين طرفي السلطة والكيان الصهيوني برعاية الرئيس بيل كلينتون ، قد كشفت حقيقة النوايا الصهيوأمريكية في تصفية القضية الفلسطينية من خلال قضيتي اللاجئين والقدس ، مضافا لذلك رفض الكيان إطلاق سراح الأسرى ، واستمرار الاستيطان بوتيرة عالية غير مسبوقة ، لتأتي خطوة المقبور شارون الاستفزازية والمتمثلة باقتحام المسجد الأقصى بحماية أمنية كبيرة ، الشرارة التي فجرت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 28 سبتمبر عام 2000 ، التي استمرت حتى فبراير 2005.

اليوم ، طالما أن الأسباب التي أدت إلى تفجر انتفاضة الأقصى قبل 19 عاما تتشابه مع الأسباب التي يمر بها الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة ، بل هي أضعاف مضاعفة في هذه المرحلة الأكثر خطورة مما تواجهه القضية من تحديات ، لعلّ رأس قمة جبلها ما تسمى بـ« صفقة القرن» ، ليطرح السؤال الأكثر إلحاحا ، لماذا لم تؤد الهبات الفلسطينية إلى انتفاضة ثالثة ، فالعدو الصهيوني أعاد احتلال كامل الضفة الغربية ، وتضاعف الاستيطان المترافق مع مصادرة الآلاف من الدونمات ، والأسرى وصل أعدادهم إلى قرابة الـ 7000 أسير مع ظروف شديدة القساوة بسبب إجراءات مصلحة السجون .

وتهويد القدس يسير بشكل ممنهج ، مع الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى وتدنيسه ، وتقطيع أوصال الضفة الغربية وعزل مدنها وقراها بسبب الطرق الالتفافية التي شقها الكيان لوصل المستوطنات بعضها مع بعض، ناهيك عما تتعرض له قيادات السلطة ورئيسها من فرض إجراءات تنقل مشددة ومهينة من قبل الأجهزة الأمنية في الكيان ، مع الاقتحامات اليومية لمدن وقرى الضفة ، وصولا حتى مقر المقاطعة في رام الله ، حيث رئيس السلطة ، مع حصارٍ مطبق على قطاع غزة منذ أكثر من 10 سنوات .

إنّ الإجابة على السؤال يستلزم أولا وقبل كل شيء تحديد وتحميل المسؤوليات ، من دون تدوير للزوايا ، أو الهروب إلى الأمام ، والسلطة بهذا المعنى ، تحديدا هي المطالبة بالإجابة ، لأنها المعنية والمسؤولة ، وإذا كانت مخاوفها أو حجتها أنها قد منعت وأجهضت قيام الانتفاضة الثالثة من خلفية أنها لا تريد أن تذهب نحو العمل العسكري ، هذا وإن كان غير دقيق ، فكان في المقدور التفاهم والاتفاق عليه ، من خلال الذهاب إلى عصيان مدني ، يؤدي إلى إغلاق جدي وحقيقي للضفة الغربية ، من أجل إسقاط ما يعمل عليه الاحتلال من استيطان ومصادرة الأراضي ، وتهويد للقدس ، وقف الاعتقالات والملاحقة ، والإعدامات الميدانية ، وصولا إلى كنس الاحتلال ، في عملية نضالية كفاحية تكاملية بين مسيرات العودة في قطاع غزة، والعصيان المدني في الضفة الغربية .