salimm
salimm
أعمدة

إضاءة :وعي الناخب

03 أكتوبر 2019
03 أكتوبر 2019

سالم الحسيني -

أقر ديننا الإسلامي الحنيف مبدأ الشورى وجعله ركنًا ركينًا من هيكله التنظيمي ومبدأ أصيلا في نهجه التشريعي إذ يقول الحق سبحان: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)، (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) وهناك من الأحاديث المروية عنه -صلى الله عليه وسلم- فعن أبي هُريرة -رضي الله عنه- قال: «ما رأيتُ أحدًا قطُّ كان أكثرَ مشورةً لأصحابِه من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم»؛ ولهذا فإن هذا الأمر الرباني والتوجيه النبوي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وأن يسخّر له كافة الإمكانيات. ويسهل له كافة السبل لكي يجني الوطن والمواطن من ثماره اليانعة وإذا ما أهمل فإن الحصاد لا شك يكون هزيلا لا يرتجى من ورائه نفع ولا فائدة. ولذلك فيجب أولا أن يتقدم لتحمل أمانة تمثيل ولايته تحت قبة مجلس الشورى من يجد في نفسه الكفاءة والمقدرة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وينبغي من يأنس في نفسه ذلك ألا يُحجم عن الترشح حتى لا يفسح المجال أمام غير الأكفاء أو ممن يسعى لتحقيق مآرب أخرى، والأمر الآخر هو توجه الناخب ووعيه في اختيار مرشحه.. عليه أن يجعل نصب عينيه المصلحة العليا لوطنه ومجتمعه وليعلم أن الجميع في سفينة واحدة فإن لم يحسن الاختيار لم تستطع الإبحار إلى بر الأمان.

وكذلك على الجهات المسؤولة إعانة الناخب على اختيار مرشحه وذلك بتنظيم الملتقيات في جميع الولايات، حتى يقدم من خلالها المترشحون برامجهم الانتخابية ورؤاهم المستقبلية وسيرتهم الذاتية؛ لأن معظم المترشحين من الولايات المترامية الأطراف لا يعرف عنهم الناخب إلا الشيء اليسير، فحتى يتلمس الناخب مقدرة أولئك المترشحين على تمثيل ولاياتهم خير تمثيل ومن ذلك يمكنه اختيار مرشحه عن قناعة وثقة ولا يكون الاختيار عشوائيا، فنتمنى أن يؤخذ بهذا المقترح خصوصا وأن وزارة الداخلية تعمل جاهدة في الحث على حسن الاختيار وتذكير الناخبين في الحملات الإعلانية بأن صوتهم أمانة يجب التصويت للمترشح عن دراية واستحقاق.

يقول الشيخ نور الدين السالمي في ذلك:

ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻭﺭ ﺭﺟﻼ‌ ﺭﺷﻴﺪا

ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻗﺪ ﻏﺪﺍ ﺑﻌﻴﺪﺍ

ﻣﻦ اﺳﺘﺸﺎﺭ ﺭﺟﻼ‌ ﻗﺪ ﺷﺮﻛﻪ

ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻜﻪ

ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﻣﻦ ﻓﺘﻰ ﻣﺸﺎﻭﺭﺓ

ﻓﺄﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﻭﺭﻩ

ﻓﺈﻥ ﺗﺮى ﻓﻴﻪ ﻭﺩﺍﺩﺍ ﺧﺎﻟﺼﺎ

ﺛﻢ ﻭﻓﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻴﻪ ﺷﺎﺧﺼﺎ

ﻭﻋﺎﺭﻓﺎ ﺣﺎﻟﻚ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ

ﺷﺎﻭﺭﻩ ﻭﺃﻗﺼﺪ ﺳﺎﻟﻜﺎ ﻃﺮﻳﻘﻪ

ﻭﺇﻥ ﺗﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺍ

ﻓﻴﻪ ﻓﺠﺎﻫﺪﻩ ﻭﺧل ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ

فعلى الناخب أن يحسن الاختيار وليترفع عن النفعية الوقتية أو الحزبية الطائفية ولتكن نصب عينيه المصلحة العليا للوطن وليسع جاهدا لأن يضع حق التصويت الذي منح له في الموضع المناسب واضعا في اعتباره مرضاة الله أولا ثم المصلحة العليا للوطن ثانيا، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.