العرب والعالم

العراق: دعوات إلى ضبط النفس بعد مقتل 3 متظاهرين خلال يومين

02 أكتوبر 2019
02 أكتوبر 2019

برهم صالح يطالب القوات الأمنية بحماية المحتجين -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي - (أ ف ب) -

تكثفت وتيرة التظاهرات أمس في بغداد، ولجأت القوات الأمنية مجدداً لإطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين الذين كانوا يحاولون الوصول الى وسط العاصمة، وسط دعوات إلى ضبط النفس بعد مقتل ثلاثة متظاهرين.

وأقدم المتظاهرون في أحياء بغدادية عدة، على إشعال إطارات وقطع طرقات رئيسية، وكان مدنيان قتلا أمس الأول وأصيب نحو 200 شخص بجروح في العراق، أثناء تفريق القوات الأمنية لتظاهرات مطلبية في بغداد وجنوب البلاد مستخدمة الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع. وتوفي أمس متظاهر ثالث متأثرا بجروح أصيب بها خلال تظاهرات أمس الأول. ويسعى المحتجون للتوجه إلى ساحة التحرير في وسط العاصمة، التي تعتبر نقطة انطلاق تقليدية للتظاهرات في المدينة، ويفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية حيث ضربت القوات الأمنية طوقاً مشدداً منذ أمس الأول.

وفي مواجهة أول امتحان شعبي لها منذ تشكيلها قبل عام تقريباً، اتهمت الحكومة العراقية «معتدين» و«مندسين» بالتسبب «عمداً بسقوط ضحايا بين المتظاهرين».

وأمس، استخدمت قوات مكافحة الشغب مجدداً الرصاص الحي لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة بمحاسبة الفاسدين ومكافحة البطالة، وصولاً إلى رفض تنحية قائد عسكري شعبي.

ووفقاً لمصادر طبية، نقل نحو عشرة أشخاص إلى مستشفيات بغداد، مشيرة إلى أنهم كانوا يعانون من الاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع أو أصيبوا خلال عمليات التدافع.

لكن يبدو أن المتظاهرين عازمون على الاستمرار في تحركهم. ففي الزعفرانية، قال عبدالله وليد (27 عاماً) لفرانس برس إنه خرج للتظاهر «لدعم إخواننا في ساحة التحرير» التي ضربت القوات الأمنية طوقاً أمنياً حولها.

وأضاف في شارع تتمركز فيه مدرعات قوات مكافحة الشغب «نطالب بفرص عمل وتعيين الخريجين وتحسين الخدمات، مضت علينا سنوات نطالب، ولا جواب من الحكومة».

بدوره، قال المتظاهر محمد علي المتواجد في ساحة التحرير، لـ «$»، إننا «خرجنا برفقة مجموعة من الاصدقاء ساحة التحرير إلا أن قوات مكافحة الشغب والرد السريع واجهتنا بإطلاق النار واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقنا ولم نتمكن حتى الآن من دخول ساحة التحرير بسبب الانتشار الكثيف للقوات الأمنية فيها».

وشدد على أن «القوات الأمنية تحاصر المتظاهرين داخل الأحياء السكنية القريبة من ساحة التحرير التي سعى المتظاهرون من خلالها لدخول الساحة لكن دون جدوى». وأضاف «هناك العشرات من المصابين بالغاز المسيل للدموع».

أما في حي الشعب، ووسط سحب الدخان الناتج عن حرق الإطارات، قال محمد الجبوري الذي يحمل شهادة في الهندسة لكنه اليوم يقوم بأعمال هامشية «نطالب بكل شيء، نطالب بوطن، نشعر بأننا غرباء في بلدنا، لا دولة تعتدي على شعبها كما فعلت هذه الحكومة. نحن نتعامل بسلمية ولكنهم أطلقوا النار».

وعلق الرئيس العراقي برهم صالح على تويتر بالقول إن «التظاهر السلمي حقٌ دستوري، أبناؤنا في القوات الأمنية مكلفون بحماية حقوق المواطنين».

وأضاف «أبناؤنا شباب العراق يتطلعون إلى الإصلاح وفرص العمل، واجبنا تلبية هذه الاستحقاقات المشروعة».

من جانبها، أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت عن «قلق بالغ»، داعية السلطات إلى «ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات».

بدورها، أبدت لجنة حقوق الإنسان النيابية اعتراضها على «ردة الفعل الخاطئة وأسلوب قمع التظاهرات السلمية»، مؤكدة على ضرورة أن «يتحمل الجميع مسؤوليته».

من جهته دعا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إلى التحقيق في الموضوع، على غرار الزعيم مقتدى الصدر الذي يرفع راية مكافحة الفساد.

أما عبد المهدي، فقد أصدر بياناً قال فيه «نحيي أبناء قواتنا المسلحة الأبطال الذين أظهروا قدراً عالياً من المسؤولية وضبط النفس» في وجه «المعتدين غير السلميين، وتسببوا عمداً بسقوط ضحايا بين المتظاهرين».

وأثار هذا البيان تعليقات نارية على وسائل التواصل الاجتماعي صباح أمس، بينما كان السياسيون داعمين للمتظاهرين.

وأمس، ترأس عبدالمهدي اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني لبحث الأزمة.