العرب والعالم

دمشق تتهم التحالف الدولي بعرقلة إجلاء النازحين من مخيم الركبان

29 سبتمبر 2019
29 سبتمبر 2019

بيدرسون: الجيوش الأجنبية تهدد وحدة واستقلال الأراضي السورية -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

أكد مسؤول سوري أن التحالف الدولي وأمريكا والتنظيمات المسلحة المدعومة منها، عرقلت تنفيذ خطة أممية لإجلاء النازحين المتبقين في مخيم الركبان، كان من المفترض الشروع في تنفيذها الجمعة.

وأدلى مستشار هيئة المصالحة الوطنية وعضو لجنة التنسيق السورية الروسية المشتركة لعودة المهجرين والنازحين أحمد منير محمد بتصريح صحفي، بعد عودته من معبر جلغيم الذي فتحته الحكومة السورية لخروج النازحين من مخيم الركبان، الواقع على الحدود السورية الأردنية.

وأشار محمد إلى أن الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري كانتا قد أتمتا كل الاستعدادات لخروج النازحين بحافلات وسيارات شاحنة كبيرة لنقلهم إلى مناطق سيطرة الدولة، مضيفا أن عدد المواطنين الراغبين في الخروج وسجلوا أسماءهم يبلغ أربعة آلاف شخص، على أن يتم إخراجهم على دفعتين لأن الطاقة الاستيعابية ليوم الجمعة كانت نحو 2500 شخص.

وقال محمد: «التحالف الدولي وأمريكا ومسلحون محسوبون عليها هم من منعوا الأهالي من الخروج من أجل استخدامهم كدروع بشرية»، موضحا أنه «حتى - مساء أمس الأول - لم يخرج من المخيم سوى 250 شخصا».

وكان وفد من الأمم المتحدة قد دخل الركبان الجمعة في إطار المرحلة الأخيرة من الاتفاقية المتعلقة بتفكيكه وإجلاء نزلائه. وفي وقت سابق أعلن مسؤولون عسكريون روس أن عملية إجلاء قاطني الركبان ستبدأ في 27 سبتمبر وستجرى تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري على ثلاث مراحل خلال 30 يوما، على أن تضم كل دفعة 3500 شخص.

فيما أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون أن تواجد جيوش مختلفة في سوريا تهديد واضح للسيادة الوطنية ولوحدة وسلامة واستقلال الأراضي السورية.

وقال بيدرسون في مقابلة صحفية «أنا قلق للغاية من تواجد 5 جيوش مختلفة على الأراضي السورية، وهذا تهديد واضح للسيادة السورية، ولاستقلالية وسلامة ووحدة الأراضي السورية، وهو ما ينعكس كذلك على استقرار المنطقة بالكامل، وهذا ما أكدته لمجلس الأمن».

وأضاف بيدرسون ردا على سؤال حول عزم تركيا شن عملية عسكرية في شرق الفرات «الوسيلة للخروج من هذا التهديد هو التركيز على إيجاد حل سياسي، ولكي يحدث وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد».

وتابع بيدرسون «عندما يكون لدينا إدلب هادئة، واستقرار للوضع في شمال شرق البلاد، سيكون تركيز كافة الجهود على التقدم في العملية السياسية»، مؤكدا «هذه هي الوسيلة الوحيدة لضمان عدم تجدد المواجهات، ولكي لا نرى تطورات جديدة لا يريد أحد أن يراها».

وعن موقفه من المنطقة الآمنة التي تريد تركيا إقامتها في شمال سوريا، قال بيدرسون «هو موقف الأمين العام للأمم المتحدة، نريد احتراما لسيادة سوريا، وكما قلت وحدة وسلامة واستقلال أراضيها».

وشدد بيدرسون «يجب أيضا أن نأخذ المخاوف التركية بعين الاعتبار، وفي المقام الثالث يجب أن نرى أن مصالح كافة المكونات المجتمعية في هذه المنطقة تحظى بالاحترام».

ميدانيا، تتواصل الهدنة في «منطقة خفض التصعيد»، في يومها الـ29، ويكتفي الجيش الحكومي السوري بالرد على خروقات المسلحين، من دون اللجوء إلى سلاح الجو، وحسب مصدر ميداني أن الهدوء الحذر يسود إدلب والأرياف المجاورة لها، حيث شهدت بعض مناطق ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، اشتباكات متقطعة رد الجيش خلالها على خروقات المسلحين، كما في كفر سجنة وحيش ومعرة حرمة. وأشار المصدر إلى أن الجيش اشتبك أمس مجدداً في محور زمار جنوب حلب، مع مسلحي تنظيم «حراس الدين»، والذي حاول الجمعة التسلل إلى نقاط ارتكاز الجيش الحكومي، الذي رد بقوة على مسعى الإرهابيين وكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، طالت معاقلهم في ريفي حلب الغربي والجنوبي الغربي أيضاً.

وأكدت مصادر معارضة مقربة، أن الجيش التركي عمد خلال الشهر الأخير لتحويل نقاط مراقبته في ريف حلب الجنوبي وريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، إلى ثكنات عسكرية ضخمة تضم عشرات المدرعات والآليات العسكرية ومئات الجنود بحيث غدا بعضها، كما في «الصرمان» شرقي معرة النعمان و«تل بلاط» شمال خان شيخون، قواعد عسكرية على الرغم من أن النقطة الأخيرة غير شرعية، ولم يجر التوافق بشأنها مع الضامن الروسي لـ«سوتشي»، ولا الضامن الإيراني لـ«أستانا» حيث أنشأت بعد حصار الجيش الحكومي السوري لنقطة مراقبة مورك بريف حماة الشمالي.