صحافة

اعتماد : حرب الإرادات

29 سبتمبر 2019
29 سبتمبر 2019

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (اعتماد) مقالاً جاء فيه: حظيت كلمة الرئيس الإيراني «حسن روحاني» في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك باهتمام المحافل السياسية والإعلامية في داخل إيران وخارجها لما حملته هذه الكلمة من أبعاد مختلفة يمكن من خلالها استشراف الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الإيرانية من جهة، ومدى تأثير هذه السياسة على العلاقات مع الدول الأخرى من جهة أخرى ومن بينها الدول الغربية بشكل عام وأمريكا بشكل خاص.

وأشارت الصحيفة إلى أن روحاني تطرق خلال كلمته في الأمم المتحدة إلى مواضيع متعددة وركّز بشكل خاص على الأزمة النووية بين طهران والغرب والتوتر القائم بين إيران وأمريكا منذ عدّة أشهر.

وألمحت الصحيفة إلى أن روحاني رفض في كلمته باجتماع الجمعية العامة التفاوض مع الإدارة الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني والقضايا الأخرى العالقة بين الجانبين، وشدد على ضرورة رفع الحظر عن إيران قبل الحديث عن أي مسعى للتفاوض مع واشنطن، في حين أكد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» خلال كلمته في الجمعية العامة على ضرورة أن تقبل إيران بإعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي من أجل التوصل إلى اتفاق جديد بهذا الشأن، مؤكداً في ذات الوقت على أنه سيواصل تشديد الحظر على إيران ما لم تقبل بإعادة التفاوض، ومن هنا -والقول للصحيفة- يمكن تشبيه ما حصل بحرب إرادات بين طهران وواشنطن حيث أراد كل منهما فرض شروطه على الآخر.

واعتبرت الصحيفة اعتماد مبدأ ضمان مصالح إيران في أي مسعى لتسوية الأزمة النووية وفي مقدمتها رفع الحظر المفروض عليها بأنه يمثل الركيزة الأساسية التي تعتمدها طهران في سياستها الخارجية لاعتقادها بأنها لا يمكنها القبول بالالتزام بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي مع القوى العالمية ما لم تضمن رفع الحظر عنها خصوصاً بعد مرور أكثر من أربع سنوات على إبرام الصفقة النووية التي تعرضت لهزّة كبيرة جرّاء انسحاب واشنطن منها في مايو 2018 وعدم جدوى الآلية الأوروبية للتعامل التجاري والمالي مع إيران «إينستكس» بسبب عدم تطبيق بنودها، وكذلك فشل الوساطات التي قام بها عدد من الدول لحلحلة الأزمة بين طهران وواشنطن والتي كان آخرها سعي الرئيس الفرنسي «ايمانويل ماكرون» لعقد لقاء بين روحاني وترامب على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول بأن التوتر الحاصل في الشرق الأوسط نتيجة الخلافات السياسية والأمنية والعسكرية قد يجر المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه خصوصاً في ظل الانقسام الحاصل بين الأطراف المؤثرة إزاء العديد من القضايا الحسّاسة، داعية إلى تكثيف العمل الدبلوماسي باعتباره الأسلوب الأفضل لتجنب الصراعات والتوصل إلى حلول سلمية للأزمات بين الأطراف المتنازعة.