صحافة

فلسطين: الجمعية العامة.. العمل والوجدان!

27 سبتمبر 2019
27 سبتمبر 2019

في زاوية آراء كتب الدكتور يوسف رزقة مقالاً بعنوان: الجمعية العامة.. العمل والوجدان!، جاء فيه:

الجمعية العمومية للأمم المتحدة تجتمع اجتماعها السنوي بحضور لفيف من قادة ورؤساء الدول. الرؤساء يتناوبون على منصة الخطابة ليشرحوا مواقف دولهم من القضايا الرئيسة في العالم. كل متحدث منهم يحرص أن يكون بليغا، ودقيقا، مع علمه أن الأمم المتحدة لا تتجاوز أن تكون منبرا للخطابة، ولا تأثير كبير لها في القرارات الدولية. حيث يحتكر مجلس الأمن القرارات الدولية المؤثرة، كما تحتكره الدول العظمى.

منذ عام النكبة 1948م، وقبله، والجمعية تناقش القضية الفلسطينية، وتذكر بقراراتها، ولكن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تنفذ هذه القرارات، ولا تلتزم بها، لذا ما زال الصراع قائما إلى اليوم، وسيبقى إلى أن ينال الفلسطينيون الحدّ الأدنى من حقوقهم.

أمريكا، الدولة العظمى، التي تستضيف الجمعية العامة على أرضها، لم يتعرض رئيسها ترامب في خطابه للقضية الفلسطينية، ونادى دول العالم لإقامة علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل)!.

الدولة الوحيدة التي لفتت الأنظار في اجتماع هذا العام 2019م هي تركيا، حيث عرض أردوغان خريطة ملونة لفلسطين قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبعد احتلالها حتى تاريخه، وتساءل: متى تشبع (إسرائيل) من الاحتلال؟! ومتى تنفذ (إسرائيل) قرارات الأمم المتحدة؟! كانت كلمة الأتراك قوية، ويستحقون عليها الشكر.

وكانت كلمات الأردن ومصر تأكيدا لمواقفهما الثابتة من حلّ الدولتين، ورفض الأردن عزم (إسرائيل) ضم الأغوار. وإذا كنا نشكر كل الدول المؤيدة للحقوق الفلسطينية، فإنا نسأل: وماذا أفدنا فلسطينيا من الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال السنوات الماضية؟! وهل حرْص الرؤساء والقادة على حضور الاجتماع والخطابة من على منبرها مفيد؟! وأين هي فائدته العائدة على فلسطين، وهي القضية الأكثر تداولا في خطابات الرؤساء، والأكثر حظا من القرارات الدولية؟!.

نحن لا ندعو لترك الجمعية العامة، أو إهمال اجتماعاتها، ولكننا ندعو إلى عدم المبالغة في الاهتمام بها، أو باجتماعاتها، لأن قراراتها لا تتجاوز التوصيات، وهي في نشأتها كانت عملية إرضاء نفسي لدول العالم من الدول الكبرى المنشِئة لها. وربما كانت الاجتماعات الجانبية بين الرؤساء على هامش الاجتماع أهم من اجتماع الجمعية نفسه. وما يجري على منبرها من خطابات بليغة وعالية النبرة هي من باب الإرضاء النفسي والوجداني. وفلسطين تحتاج لعمل لا لمجرد وجدان.