1322161
1322161
العرب والعالم

الرئيس الإسرائيلي يُجري مناقشات حاسمة حول شخصية رئيس الوزراء المقبل

22 سبتمبر 2019
22 سبتمبر 2019

القائمة العربية وضعت شروطًا للتوصية لـ«جانتس» -

رام الله- (عمان)- نظير فالح- (وكالات) :

يجري الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مناقشات حاسمة مع الأحزاب السياسية لمعرفة توصياتهم حول الشخصية التي ينبغي تكليفها تشكيل الحكومة المقبلة، بعد انتخابات تشريعية شهدت تقاربًا كبيرًا في النتائج بين بنيامين نتانياهو وبيني جانتس ووضعت رئيس الوزراء المنتهية ولايته في مأزق سياسي.

ويعقد الرئيس الإسرائيلي اجتماعات منفصلة مع جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان ليستمع إلى توصياتهم بشأن اختيار رئيس الوزراء المقبل.

وأيا كان الخيار، ليس من المؤكد أن ينجح الشخص المكلف في تشكيل ائتلاف حكومي، وصدرت دعوات عديدة إلى قيام حكومة وحدة وطنية وتجاوز هذا المأزق. وتبدأ مشاورات ريفلين أمس ومن المتوقع أن تستمر حتى اليوم.

وتم تحديد مواعيد اجتماعات الرئيس ريفلين مع كل من الأحزاب بالترتيب وفق عدد الأصوات التي حصل عليها.

وتعقد أولى المشاورات مع التحالف الوسطي أزرق أبيض بزعامة رئيس هيئة الأركان الأسبق بيني جانتس والذي حل في المرتبة الأولى في انتخابات الثلاثاء بفوزه بـ33 مقعدًا من أصل 120 في البرلمان، ثم مع الليكود اليميني بزعامة نتانياهو والذي حل بعد أزرق أبيض بفارق مقعدين.

ويستمع ريفلين إلى توصيات القائمة العربية المشتركة التي أصبحت القوة الثالثة في البرلمان الإسرائيلي بعد فوزها بـ13 مقعدًا، وحزب وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان «إسرائيل بيتنا» القومي الذي فاز بثمانية مقاعد.

ولطالما أحجمت الأحزاب العربية في إسرائيل عن تأييد أي شخص لرئاسة الوزراء، لكنها هذه المرة لم تستبعد دعم جانتس وذلك كجزء من الجهود الرامية إلى الإطاحة بنتانياهو.

وفي هذه الحالة، يمكن أن يلعب ليبرمان دور صانع الملوك بعد حملته الانتخابية التي رفعت شعار «لجعل إسرائيل طبيعية من جديد».

ويشير ليبرمان في شعاره إلى التأثير المفرط بنظره للأحزاب اليهودية المتشددة في إسرائيل على سياسات الدولة، وهي أحزاب كانت جزءًا رئيسيًا من ائتلاف نتانياهو السابق.

ويرى زعيم إسرائيل بيتنا على غرار العديد من الإسرائيليين، أن نفوذ هذه الأحزاب سمح لها بفرض قوانين دينية على المجتمع العلماني.

ولن يكون الرئيس الإسرائيلي مجبرًا على اختيار السياسي الذي سيحصل على غالبية التوصيات لتشكيل الائتلاف الحكومي، لكن عليه أن يختار من يعتقد أن لديه فرصة أفضل لإنجاز المهمة.

وكانت تكهنات أشارت إلى إمكانية أن يجتمع الرئيس بكل من نتانياهو وجانتس ويطلب منهما البحث عن خيارات لتشكيل حكومة وحدة.

لكن نتانياهو اعترف الأسبوع الماضي بعد نتائج الانتخابات المخيبة لآماله بأنه غير قادر على تشكيل ائتلاف يميني ودعا جانتس إلى الانضمام إليه لتشكيل حكومة وحدة.

وكان زعيم التحالف الوسطي دعا مرارًا إلى تشكيل حكومة وحدة لكنه وبعد دعوة نتانياهو أوضح موقفه وقال إنه يجب أن يكون رئيسًا للوزراء؛ لأن حزبه كان الأكبر. وأثارت هذه المواجهة بينهما احتمال إجراء انتخابات ثالثة خلال عام. وفشل نتانياهو بعد انتخابات أبريل في تشكيل ائتلاف حكومي وفضل الذهاب نحو إجراء انتخابات ثانية في غضون خمسة أشهر.

وقال مدير مكتب ريفلين، هاريل توبي لاذاعة الجيش الإسرائيلي أمس: إن الرئيس «سيشارك وسيبذل قصارى جهده لمنع جولة ثالثة من الانتخابات». وأضاف: «ستشمل المشاورات عروضا جديدة لم يسمع عنها الجمهور بعد».

من جهتها، أعلنت القائمة العربية المشتركة أنها لم تتخذ قرارها بعد بشأن التوصية على مرشح لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

وقال النائب أحمد الطيبي من القائمة المشتركة في فيديو قصير نشره على صفحته عبر موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك): إن رؤساء المشتركة سيجتمعون لاتخاذ قرار نهائي حول مرشحهم قبل الاجتماع مع رئيس الدولة رؤوفين ريفلين.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس، أن القائمة العربية المشتركة برئاسة أيمن عودة قررت أن توصي الرئيس ريفلين بتكليف رئيس حزب «كاحول لافان» بيني جانتس بتشكيل الحكومة الجديدة.

وذكرت إذاعة (كان) الإسرائيلية، أنه على الرغم من عدم صدور بيان رسمي بذلك فإن القرار اتخذ في ختام اجتماع بين مركبات القائمة المشتركة وبعد اتصالات أجرتها مع ممثلين عن كاحول لفان.

ونقلت الإذاعة، عن مصادر في المشتركة قولها إن جانتس تعهد في المقابل بإبداء التزام عام بالتفاوض مع الفلسطينيين وبدفع مصالح المواطنين العرب قدمًا.

في السياق ذاته نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر في القائمة العربية المشتركة، أنه سيتم صياغة وثيقة مطالب رسمية لتقديمها لحزب «أزرق- أبيض»، كشرط للتوصية بتكليف بيني جانتس بتشكيل الحكومة.

وأوضحت المصادر أن المطالب سوف تشمل تجميد هدم البيوت في القرى العربية وإنشاء طاقم لفحص قضية القرى غير المعترف بها، ودفع قرارات حكومية لمكافحة العنف في المجتمع العربي.

وتشترط القائمة العربية، إلغاء قانون القومية، وبدء عملية سياسية مع السلطة الفلسطينية، وإلغاء قانون كامينيتس، الذي شدد العقوبة على مخالفات البناء.

وفي حديث لصحيفة «هآرتس» قدّر النائب أحمد الطيبي، أنه سيتم إلغاء قانون كامينيتس في الكنيست الجديد.

وأكد: «ستحدث بعض التغييرات المهمة في الفترة المقبلة في المسائل المدنية، بما في ذلك دفع سن قانون المساواة الأساسي وقرار حكومي بشأن مكافحة الجريمة في البلدات العربية». وأضاف الطيبي: إن القائمة المشتركة ستعمل على دفع قضاياها مع أي حكومة ستقوم.

ونوهت المصادر في القائمة المشتركة إلى أنه تم بالفعل نقل هذه المطالب شفويًا إلى حزب «أزرق- أبيض»، وأن المحادثات بين الطرفين جارية في الأيام الأخيرة بدون وثائق رسمية.

وسيقدم ممثلو القائمة المشتركة قرارهم إلى الرئيس رؤوبين ريفلين وحسب مصادر في القائمة فإنها تميل إلى التوصية بغانتس.

وفي حال قررت القائمة المشتركة التوصية بغانتس، فإنه سيحصل على تأييد 57 عضو كنيست، من المشتركة وحزب العمل- جسر وأثار الخطاب السياسي لنتانياهو غضب الكثير من العرب في إسرائيل خاصة وأنه ترافق مع خطوات بحقهم اعتبروها عنصرية، ويُنظر إلى ذلك على أنه أحد العوامل التي ساهمت في زيادة إقبال العرب على صناديق الاقتراع وظهور القائمة المشتركة بشكل قوي.

وستشكل نهاية حقبة نتانياهو لحظة استثنائية في تاريخ السياسة الإسرائيلية. وشغل نتانياهو (69 عامًا) منصب رئيس الوزراء لمدة 13 عامًا، أطول فترة لرئيس وزراء في منصبه. لكنه يواجه تهما محتملة بالفساد في الأسابيع المقبلة بناء على جلسة استماع في أوائل أكتوبر.

وكان بيني جانتس أبدى في الماضي رفضه العمل في حكومة رئيسها متهم، ولو أنه لم يكرر ذلك في الأيام الأخيرة.

وما زال نتانياهو يحظى بدعم حزب الليكود والأحزاب اليمينية والدينية الأصغر، وهذا الدعم يمنحه 55 مقعدًا في البرلمان الجديد لكن هذا الرقم أقل من الـ61 مقعدًا المطلوبة للأغلبية. وفي حال أيدت الأحزاب العربية جانتس فسيحصل على 57 مقعدًا وبدونها سيكون معه 44 مقعدًا فقط. ولا تشمل هذه الأرقام مقاعد حزب إسرائيل بيتنا الثمانية.

في السياق، التقى الرئيس الإسرائيلي بالمبعوث الأمريكي جيسون جرينبلات وبحثًا فرص تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

وقالت مواقع عبرية: «خلال لقاء ريفلين مع جرينبلات، ناقشنا ملفات المنطقة، وكذلك الفرص المختلفة لتشكيل الحكومة، وأشكر جرين بلات على جهوده لتعزيز التفاهم والثقة في المنطقة... آمل أن تؤتي هذه الجهود ثمارها وأن تستمر خلال فترة المبعوث التالي».

وينهي جرنيبلات حاليًا منصبه في المنطقة بعد إعلان انتهاء مهمته في وقت سابق من هذا الشهر.