1321956
1321956
المنوعات

المنازل التقليدية في إثيوبيا.. طابع محلي عابر للزمن

22 سبتمبر 2019
22 سبتمبر 2019

إثيوبيا (فكرت قاوغالي)، «الأناضول»: رغم انسياب الزمن، إلا أن سكان المناطق الريفية في إثيوبيا، يصرون حتى اليوم على الاحتفاظ بالطابع المحلي لمنازلهم القبلية التقليدية، المشيدة بالقش والخيزران والتراب.

ويقوم أفراد القبائل الإثيوبية، من سكان المناطق الريفية، ببناء منازلهم المخروطية الشكل، مستخدمين اللوازم التي تجود بها الطبيعة من قش وخيزران وتراب، مضفين على الأبواب والنوافذ زخارف متنوعة، تختلف من قبيلة إلى أخرى.

وتتألف هذه المنازل التقليدية المميزة بقبابها المصنوعة من القش، من غرفة واحدة أو غرفتين، ويتم بناؤها وفق تقاليد انتقلت من جيل إلى آخر منذ مئات السنين.

ولم تكن هذه المنازل التقليدية حكرًا على المناطق الريفية، إذ كان من الممكن أيضا رؤيتها في كبرى المدن الإثيوبية حتى 20 عامًا خلت، إلا أن هذا النوع من المنازل المصنوعة من الخيزران والقصب بات حكرًا على المناطق الريفية بعد التطور العمراني الذي شهدته المدن الإثيوبية عمومًا.

وتعرف هذه المنازل التقليدية باللغة الأمهرية، لغة إثيوبيا الرسمية، باسم «كوكوبيت»، إلا أن هذا الاسم يختلف بين اللغات المحلية في هذا البلد الإفريقي الذي يتحدث سكانه أكثر من 80 لغة ولهجة.

وقال المواطن الإثيوبي من سكان المناطق الريفية، مبارك رشيد، إنه وعائلته وأقاربه يعيشون منذ ولادته في منازل تقليدية بمنطقة هاديا القبلية، جنوب غربي العاصمة أديس أبابا.

وأضاف رشيد أنه كبر وترعرع في المنازل التقليدية المعرفة باسم «كوكوبيت»، مشيرًا أن منزله الريفي يعكس ثقافة قومية «هاديا» المحلية. وأشار إلى أن سكان المناطق الريفية في إثيوبيا يعانون الفقر، ورغم ذلك، يحرصون على الاهتمام ببناء منازلهم بالوسائل التقليدية التي توارثوها جيلًا عن آخر على مدى قرون عديدة.

كما لفت رشيد إلى أن أفراد قبيلته، وجميعهم من المسلمين، يعيشون بسعادة في وطنهم، ويعملون من أجل الحفاظ على تقاليدهم وموروثهم الثقافي، كما يولون أهمية كبيرة للعيش بسلام جنبًا إلى جنب مع بقية القبائل.

من جهته، قال المواطن الإثيوبي من سكان منطقة «هاديا» الريفية، إبراهيم إسلام، إنه يعيش في منطقة هاديا، منذ ولادته، وإنه كبر وترعرع وتزوج في نفس المنزل الريفي. وأضاف إسلام، أن لديه 7 أطفال ولدوا في منزله الريفي وكبروا فيه، وأنه يملك حقلًا بالقرب من منزله الريفي، وأن العمل في هذا الحقل الذي ورثه عن أجداده يوفر له مصدر دخل لا بأس به. وأشار إسلام إلى أن سكان منطقة هاديا يقومون ببناء منازلهم بأنفسهم، وأن المنازل التقليدية لا توفر سقفًا لإقامة أفراد الأسرة وحسب، بل توفر أيضًا ملاذًا لحيوانات الأسرة أيام البرد والحر الشديدين. وشكر إبراهيم إسلام تركيا حكومة وشعبًا على المساعدات الإنسانية التي يجري إرسالها إلى المنطقة، وقال: «منذ سنوات، نتلقى في كل عيد أضحى حصصًا من لحوم الأضاحي التي ترسلها تركيا. إن هذه الحصص تمثل لفتة كريمة تدل على وقوف تركيا إلى جانب الفقراء والمحتاجين من أبناء شعبنا». بدوره، قال إبراهيم حسين أحد سكان المنطقة، إن منزله مبني من خشب البامبو والقصب والتراب، وأن المنزل يتكون كبقية منازل المنطقة من مطبخ وغرفة للنوم وغرفة للجلوس. وأضاف حسين، أن أسلافهم استخدموا منذ قرون طويلة، الطريقة ذاتها لبناء منازلهم، وأن الأجيال القادمة في منطقة هاديا ستحافظ على طريقة البناء ذاتها.

إسماعيل منصور أوزدمير، مستشار رئيس جمعية «جان صويو» التركية للمساعدات الإنسانية، قال إن إثيوبيا هي واحدة من أقدم المستوطنات في تاريخ البشرية.

وأضاف أوزدمير، الذي يجري جولة إلى إثيوبيا في إطار أنشطة المساعدات الإنسانية التي تقوم بها جمعية «جان صويو»، أن إثيوبيا تتمتع بموقع متميز وتضم تقاليد عريقة وحضارة وثقافة مميزة.

ولفت أوزدمير إلى أن الحبشة (الاسم التاريخي لإثيوبيا)، تزخر بثراء وتنوع ذو عمق ديني وعلمي، وتشكل وطنًا من القدم لأتباع الديانات السماوية الثلاث، المسيحية واليهودية والإسلام. لكن أوزدمير أشار أيضًا إلى معضلة الفقر معتبرا أنها إحدى المشاكل الاجتماعية التي تؤثر على الحياة في إثيوبيا التي تتمتع بنسيج اجتماعي قوي وعلاقات اجتماعية متماسكة. واعتبر أوزدمير أن الفقر يشكل أبرز العقبات التي تحد من إمكانية نشر الثقافة الإثيوبية القوية والمتجذرة، ومع ذلك، فإن أبناء الشعب الإثيوبي يعملون جاهدين للحفاظ على حياتهم الثقافية وتقاليدهم العريقة.