1319324
1319324
العرب والعالم

نتانياهو يتعهد بتشكيل حكومة صهيونية قوية

18 سبتمبر 2019
18 سبتمبر 2019

الانتخابات الإسرائيلية: جمود سياسي محتمل -

رام الله - (عمان ) - نظير فالح:

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو النتائج الأولية لانتخابات الكنيست التي عقدت أمس الأول تشكل «منعطفا تاريخيا إزاء ما تواجهه إسرائيل من مخاطر»، متعهدا بـ «تشكيل حكومة صهيونية قوية ومخلصة للصهيونية ولدولة الشعب اليهودي -إسرائيل».

جاء ذلك في سياق خطاب ألقاه أمام أنصاره صباح أمس ،أشاد فيه بأداء حزبه الليكود في الانتخابات، لكنه لم يصل إلى حد إعلان الفوز.

وقال نتانياهو:«خضنا معركة كان فيها الإعلام ضدنا وعملنا سويا»، داعيا أنصاره إلى التريث وانتظار النتائج النهائية.

وشدد نتانياهو على أن «هناك أمرا واحدا واضحا هو أن إسرائيل تتواجد في منعطف تاريخي وفرص كبيرة وتحديات كبيرة والتهديد الإيراني الذي نستمر في التصدي له ، حققنا أمنا وعلاقات سياسية واقتصادية قوية لم تحدث في السابق، ونريد لها أن تستمر».

وتطرق نتانياهو لـ«صفقة القرن» الأمريكية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين المزمع الإعلان عنها قريبا ووجوب وجود حكومة قوية قادرة على إدارة المفاوضات لما فيه مصلحة دولة إسرائيل.

وقال: «خطة صفقة القرن التي سينشرها صديقي رئيس الولايات المتحدة (دونالد) ترامب وطريقة إدارة المفاوضات التي سترسم ملامح إسرائيل المستقبلية، بحاجة لأن تقودها حكومة قوية مستقرة وصهيونية تضمن إسرائيل كدولة الشعب اليهودي».

وشكك نتانياهو بشرعية أي حكومة إسرائيلية قد تتحالف مع الأحزاب العربية -- في إشارة لحزب كاحول لافان -- وتدير مفاوضات سلام.

وقال:«لن تكون هناك حكومة تستند إلى أحزاب عربية غير صهيونية ترفض الاعتراف بهوية الدولة اليهودية وتتعاطف مع الإرهابيين الذين يقتلوننا» في إشارة إلى القائمة العربية المشتركة التي شاركت في الانتخابات.

وأعرب نتانياهو عن ثقته بأنه ما زال يحذوه الأمل بتشكيل حكومته الخامسة.

وقال:«سأتواصل مع كل شركاء الليكود من أجل تحقيق هذه الأهداف. وسندخل في مفاوضات لتشكيل حكومة صهيونية قوية. حكومة مخلصة للصهيونية. هذا أمر الساعة، دولة إسرائيل دولة الشعب اليهودي».

وجاءت تصريحات نتانياهو في وقت أظهرت نتائج الاستطلاعات التي أجرتها ثلاث محطات تلفزيونية رئيسية اسرائيلية فوز حزب أزرق أبيض على الليكود بفارق بسيط بنحو 33 مقعدا مقابل 32 مقعدا لليكود.

ولم يظهر أي من الحزبين قدرته على تأمين مقاعد كافية مع حلفائه للحصول على أغلبية المقاعد في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا لتشكيل حكومة.

وتظهر النتائج أن كلا الحزبين بحاجة إلى دعم زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان لتشكيل ائتلاف حاكم. ودعا ليبرمان إلى تشكيل حكومة ائتلافية تضم حزبه إسرائيل بيتنا وأكبر حزبين سياسيين في إسرائيل، الليكود (يمين) وحزب أزرق أبيض (وسط).

وقال ليبرمان في كلمة لمؤيديه بمقر حزبه إنه سيوافق على عدم انضمام حزبه إلى الائتلاف إذا اتحد الليكود وأزرق وأبيض.

وحث ليبرمان جانتس ونتانياهو على الإعلان علنا أنهما سيدعمان الحكومة الوطنية. كما دعا الرئيس رؤفين ريفلين إلى استدعاء جانتس ونتانياهو يوم الجمعة لإجراء «محادثات غير رسمية» حول تشكيل حكومة وطنية محتملة. وقال«أقترح على الرئيس تسريع هذه العملية وعدم انتظار النتيجة النهائية».

وستكون المفاوضات حول تشكيل حكومة ائتلافية معقدة للغاية لأن الكتل السياسية الثلاث في إسرائيل لن تتنازل عن بعض القضايا، مما يشير إلى أن الجمود السياسي الذي واجهه نتانياهو بعد انتخابات أبريل قد يتكرر.

وأثارت نتائج الاستطلاع الشكوك حول حكم نتانياهو المستمر منذ عقد حيث فشل حزب الليكود في الحصول على أغلبية الـ61 مقعدا مع حلفائه اليمينيين المتطرفين في الكنيست لتشكيل الحكومة.

كما يواجه نتانياهو، وهو أطول رئيس وزراء إسرائيلي، مزاعم خطيرة بالفساد وإدانات محتملة.

وقد أدلى الإسرائيليون بأصواتهم أمس الأول للمرة الثانية خلال 5 أشهر بعدما دعا نتانياهو إلى إجراء انتخابات مبكرة في أعقاب فشله في تشكيل ائتلاف حاكم بعد انتخابات أبريل.

وتشير كافة استطلاعات الرأي إلى عدم تمكن حزب عوتسما يهوديت اليميني المتطرف أو السلطة اليهودية بالعبرية من تجاوز العتبة الانتخابية .

وفي الوقت نفسه، يبدو أن القائمة المشتركة للتحالف السياسي العربي الرئيسي في إسرائيل قد أصبحت ثالث أكبر حزب في إسرائيل، محققة فوزا «تاريخيا» للأقلية العربية. وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن فوز القائمة المشتركة بما بين 11 و13 مقعدا في الكنيست.

وقال أيمن عودة زعيم القائمة المشتركة، والمكونة من أربعة أحزاب عربية وعربية يهودية، للقناة 11، إن النتائج الرسمية لو تطابقت مع استطلاعات الرأي، فإن ذلك يظهر أن «الناخبين العرب منعوا نتانياهو من تشكيل حكومة بعد أن حرض كثيرا ضدهم».

وكان نتانياهو قد «حذر» في سلسلة من التصريحات التحريضية المدانة مؤيديه من ارتفاع نسبة الإقبال العربي.

وغالبا ما يشكو المواطنون العرب في إسرائيل والذين يشكلون نحو 20 % من سكان إسرائيل البالغ عددهم 9 ملايين نسمة من التمييز والعنصرية من قبل الغالبية اليهودية.