1319263
1319263
العرب والعالم

تفجير انتحاري وإطلاق نار داخل مبنى حكومي شرق أفغانستان

18 سبتمبر 2019
18 سبتمبر 2019

رئيس وزراء باكستان يسعى لاستئناف محادثات السلام الأفغانية -

جلال آباد (أفغانستان)-(وكالات): أصيب 12 شخصا على الأقل حين هاجم مسلحون مبنى حكومياً في شرق أفغانستان بعد هجوم انتحاري، فيما قفز ناجون يائسون من النوافذ للهرب من الاشتباكات، وفق ما أفاد مسؤولون محلّيون الأربعاء.

وتوجهت قوات الأمن الأمن إلى منى هاجمه مسلحون في جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار، في آخر حلقة من سلسلة العنف قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 سبتمبر المقبل.

وأفاد شهود عيان ومراسل وكالة فرانس برس عن سماع أصوات إطلاق رصاص مباشرة بعد الانفجار الذي وقع في مركز تسجيل للهويات الإلكترونية في جلال أباد، عاصمة ولاية نانغرهار المحاذية لباكستان، حيث ينشط عناصر طالبان وتنظيم «داعش» على حد سواء.

وروى حجي قدرات أحد موظفي المركز لفرانس برس لحظات الهجوم الدامي.وقال فيما كان يرقد في مستشفى لتلقي العلاج بسبب إصابته في ساقه «بعد الانفجار، سمعنا إطلاق نار خفيف في ممرنا ثم دخل رجل لمكتبنا ببندية وبدأ إطلاق النار».

وتابع «قفزت من النافذة. بعض اصدقائنا أما ماتوا أو جرحوا». وأشار إلى أن حوالي 200 شخص كانوا داخل المركز حين وقع الانفجار، هم 80 موظفا والباقون مواطنون ينتظرون الحصول على هوياتهم الإلكترونية.

وقال استاذ في مدرسة قريبة من موقع الانفجار يدعى محمد الله «كنت في الصف عندما سمعت صوت انفجار كبير تلاه إطلاق كثيف للنار». وأضاف «بدأ الطلبة بالبكاء فاضطررنا لإخلاء المدرسة. قفزنا فوق الجدران لنقلهم إلى مكان أكثر أمانًا».

وأكّد المتحدث باسم حاكم الولاية عطاء الله خوغياني أن التفجير سبّبه انتحاري وأنّ «قوات الأمن توجّهت إلى المكان لإنقاذ الموظفين» العالقين داخل المبنى.ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم.

ويأتي التفجير بعد يوم من مقتل نحو 50 شخصًا وإصابة العشرات في هجومين منفصلين، وقع أحدهما قرب تجمّع انتخابي للرئيس أشرف غني في ولاية باروان (وسط) والآخر في كابول.

وتعهّد عناصر طالبان بعرقلة الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 28 سبتمبر الحالي والتي يواجه غني فيها الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله وأكثر من عشرة مرشحين آخرين.

ويأمل الفائز في الانتخابات أن يشكّل ذلك تفويضًا للرئيس المقبل لإجراء محادثات مع طالبان تهدف لإحلال السلام الدائم في البلد الذي عاش عقوداً من العنف.لكن المتمردين يرغبون بتقويض شرعية العملية وإبقاء الرئيس في موقف ضعيف.

ويتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات ضئيلة في ظل المخاوف من تصاعد حدة العنف والإحباط الذي يشعر به الناخبون بعد الاتهامات الواسعة بالتزوير التي شهدتها انتخابات 2014.

وقال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان بعد هجومي الثلاثاء الماضي «سبق وحذّرنا الناس بألا يحضروا التجمعات الانتخابية. إذا تعرضوا لأي خسائر فهم يتحمّلون مسؤولية ذلك».

من جانب آخر قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أمس الأربعاء إن حكومته ستحاول إحياء محادثات السلام الأفغانية التي انهارت في الآونة الأخيرة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.

وقال خان خلال مراسم عند معبر تورخم على الحدود الباكستانية الأفغانية «أؤكد لكم أننا سنبذل أقصى ما بوسعنا حتى يمضي هذا الحوار قدما. من المؤسف تعليق محادثات السلام هذه». وأضاف «سنفعل ما بوسعنا لإحياء عملية السلام الأفغانية».

وأشار خان أيضا إلى أنه «ليس هناك أي مجال لمحادثات» مع الهند بشأن الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها في إقليم كشمير المتنازع عليه حتى ترفع نيودلهي حظر التجول عن السكان هناك.

إلى ذلك أعلن كبير مفاوضي حركة طالبان أن «الأبواب مفتوحة» لاستئناف المحادثات مع واشنطن، بعد ساعات من مقتل 48 شخصًا على الأقل في هجومين تبنتهما الحركة المتمردة في أفغانستان. ودافع شير محمد عباس ستانيكزاي كذلك عن دور طالبان في أعمال العنف الدامية الأخيرة في افغانستان، بعدما برر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره إلغاء المفاوضات مع طالبان هذا الشهر، بهجوم أسفر عن مقتل جندي أمريكي.

وقال ستانيكزاي لشبكة «بي بي سي» إن الأميركيين أقرّوا كذلك بقتل الآلاف من عناصر طالبان بينما كانت المحادثات جارية وأن طالبان لم يرتكبوا أي خطأ عبر مواصلة القتال تزامنًا مع المحادثات.ونقلت الشبكة البريطانية عنه قوله «من جهتنا، الأبواب مفتوحة للمفاوضات».