1319132
1319132
صحافة

نيويورك تايمز : الكراهية تلاحق موظفي مراقبة الحدود

18 سبتمبر 2019
18 سبتمبر 2019

قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه على مدى عدة عقود من الزمن كانت هيئة مراقبة الحدود الأمريكية تقوم بعملها كقوة تأمين دون أن تكون مرئية ولا ظاهرة، وكانت مهامها الخاصة بمطاردة المجرمين الفارين في الصحراء غير منتظمة بل كانت تتسم بالانتظار لفترات طويلة ما بين كل مهمة وأخرى.

ولكن منذ عامين، وعندما دخل الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض متعهدا بإغلاق الباب أمام المهاجرين غير القانونيين، فقد تغير كل ذلك.

وأضافت الصحيفة أن هناك ما يقرب من 20 ألف موظف أو ضابط من هيئة مراقبة الحدود أصبحوا تجسيدا لتعهد ترامب بشن واحدة من أكثر العمليات حدة لمواجهة الهجرة غير الشرعية يتم فرضها في الولايات المتحدة على مدى تاريخها.

ولم تعد هيئة مراقبة الحدود التي توصف بأنها مؤسسة شبه عسكرية تقوم بملاحقة مهربي المخدرات، كما كان دورها الأساسي المنوط بها من قبل، بل صارت مهمتها الجديدة التي تركز عليها هو تعقب واحتجاز مئات الآلاف من عائلات المهاجرين الفارين من العنف والفقر المدقع في بلادهم الأصلية، ووضع هؤلاء الأشخاص في مخيمات وغرف احتجاز بالإضافة إلى اعتقال الأطفال بعد إلقاء آبائهم وأمهاتهم في غياهب السجون، ليحاول هؤلاء الناس الذين يتعرضون لمختلف أنواع المعاناة البقاء على قيد الحياة في منشآت مكتظة بالبشر على الحدود الأمريكية المكسيكية.

ونبهت الصحيفة إلى أن العديد من المهاجرين لقوا مصرعهم خلال الأسابيع الماضية في غرف الاحتجاز بهيئة مراقبة الحدود.

وعلى مدار الأشهر الأخيرة بدأ يخف الازدحام الشديد على الحدود، وصارت هناك تعليمات بإعادة المهاجرين أدراجهم للانتظار في داخل الحدود المكسيكية، إلى أن يتم النظر واتخاذ القرارات المناسبة في طلبات اللجوء إلى الولايات المتحدة من القادمين من الجنوب.

وفي الأسبوع الماضي، سمحت المحكمة العليا في واشنطن للإدارة الأمريكية بإغلاق الباب أكثر أمام المهاجرين غير القانونيين، من خلال مطالبة المهاجرين من الدول خارج المكسيك بإثبات أنهم قوبلوا برفض اللجوء من جانب دولة أخرى قبل التقدم بطلبات اللجوء إلى الولايات المتحدة.

وبعد أن كانت وظيفة ضباط هيئة مراقبة الحدود والهجرة غير واضحة المعالم بل ومبهمة في بعض الأحيان، من بين وظائف إنفاذ القانون، أصبح هؤلاء من أكثر الأشخاص تعرضا للكراهية، وهو ما صار يمثل أزمة، سواء على مستوى الأداء الوظيفي أو على المستوى الأخلاقي والمعنوي أيضا.

وقد تم إجراء مقابلات مع عدد من موظفي وضباط هيئة مراقبة الحدود، وبعضهم تحدث شريطة الكشف عن هويته حتى يمكن الحديث بصورة أكثر صراحة، حيث رسم هؤلاء الأشخاص صورة للهيئة توضح أنها تتخبط في قاع مستنقع من جراء سياساتها وأسلوب تنفيذ عملياتها.

وبين هؤلاء ذكر بعضهم أنهم تعرضوا لأعداد المهاجرين البائسين تتجاوز طاقتهم وقدراتهم خلال فصل الربيع وبداية الصيف من العام الجاري ليتحول العديد من ضباط الهيئة وموظفيها إلى أشخاص يعانون من الانعزالية ويشعرون بأن عليهم الدفاع عن أنفسهم تجاه حالة الكراهية المستمرة التي يتعرضون لها.

كما كشف رئيس اتحاد موظفي هيئة مراقبة الحدود النقاب عن أنه تلقى تهديدات بالقتل بسبب عمله، بينما سعى العديد منهم إلى ترك وظيفته الحالية والبحث عن وظائف أخرى على مستوى أوسع نطاقا وأبعد جغرافيا في ولايات مختلفة في مجال تطبيق وإنفاذ القانون.