سن الأمان.. أمان - د. نوال الراشدية: ظاهرة طبيعية وليست مرضية تنتُج من انتهاء البويضات المخزَّنة لدى المرأة

حوار- فاطمة الإسماعيلية -

المرأة بطبيعة الحال تمر بمراحل متعددة في حياتها، وفي كل مرحلة تطرأ تغيرات عليها، واحدة من تلك المراحل هي سن الأمان، وهي مرحلة جديدة تبدأها المرأة في سن معين، وهو تطور طبيعي في دورة حياة المرأة التي تمر بمراحل عدة تبدأ بالطفولة ثم مرحلة البلوغ يليها مرحلة الإنجاب.

التقينا الدكتورة نوال بنت علي الراشدية طبيبة طب الأسرة لتحدثنا أكثر عن هذه المرحلة وكيفية تعامل المرأة معها.

• ما هو سن الأمان أو ما يعرف بسن اليأس؟

  هي مرحلة التحول التي يتوقف فيها التبويض والدورة، ويطلق عليها أيضًا سن التغير في الحياة، وهذا التوقف يكون نتيجة توقف المبيضين عن إنتاج هرموني الأستروجين والبروجسترون، وهي ليست حالة مرضِية على الإطلاق، بل هي ظاهرة طبيعية تنتُج من انتهاء البويضات المخزَّنة لدى المرأة، الأمر الذي يؤدي إلى وقف الطمث لديها نهائياً.

  ويختلف هذا التحول من سيدة إلى أخرى، ولكن المتوسط هو حوالي الخمسين عامًا وتستمر هذه الفترة في المتوسط أيضًا حوالي 5 سنوات، وبعض الأطباء يقدر حدوث هذه المرحلة من عمر (41-55) سنة وكما أسلفنا فإنها تختلف من سيدة إلى أخرى.

  وقد يحدث سن الأمان قبل التغيير الطبيعي في حالات مثل عملية جراحية لاستئصال الرحم واستئصال المبيضين، أو استعمال علاجات كيماوية قد تؤثر على المبيضين فيتوقف إنتاجهما.

• ما هي أعراض هذه المرحلة؟

  هناك عدة أعراض تصيب المرأة منها:

• اضطراب الدورة الشهرية وهي أول الأعراض عند المرأة، قد لا تكون الدورة الشهرية منتظمة كما اعتادت أن تكون قبل ذلك، قد يكون النزيف أثقل أو أخف من المعتاد.
• الهبات الساخنة تعد العرض الأكثر شيوعا لانقطاع الطمث، وتعاني منه 80٪ من النساء و ويظهر ارتفاع الحرارة في البداية كحرارة في أعلى الصدر والوجه، وتنتشر في جميع أنحاء الجسم، وتستمر من 2-4 دقائق، يرافقها التعرق، خفقان القلب، وأحيانا القشعريرة والشعور بالقلق، وقد تحدث عدة مرات في اليوم، خاصة في ساعات الليل.
• اضطرابات في النوم.
• جفاف المهبل وانخفاض الرغبة الجنسية بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين فيؤثر على الغشاء المخاطي الذي يغطي المهبل ومجرى البول، ويجعله رقيقا جدا، فتشتكي المرأة من انخفاض الرطوبة المهبلية.
• انتفاخ في الأمعاء مع زيادة في الوزن.
• سلس البول وازدياد التهابات البول.
• الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والنوبات القلبية يكون مساوي للإصابة عند الرجال، لان هرمون الاستروجين يعتبر مهم لحماية القلب والأوعية الدموية.
• هشاشة العظام وزيادة التعرض للكسور.
• الاكتئاب وتقلب المزاج، حيث تؤثر التغيرات في إنتاج الهرمونات على الحالة المزاجية للمرأة أثناء انقطاع الطمث، وبعض النساء يتحدثن عن شعورهن بالتهيج والاكتئاب وتقلبات المزاج، وغالباً ما ينتقلن من أعلى مستوياته إلى أدنى مستوياته في فترة قصيرة من الزمن.

• آلام الثدي وهو يحدث بسبب اضطرابات في هرمونات الإستروجين والبروجسترون، والتي تعمل على زيادة تكيسات الثدي.

• هل يوجد علاج لأعراض سن الأمان باتباع العادات الصحية؟

  من الممكن تقليل أعراض الهبات الساخنة بشرب كمية كافية من المياه، وعدم ارتداء الكثير من الملابس في الجو الحار، والتقليل من الكافيين والمشروبات الساخنة عند الشعور بالهبات.

• اتباع نظام غذائي متوازن وصحي هو جزء هام من مكافحة أعراض سن الأمان، حيث يفضل التركيز عل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، ومصادر البروتين الصحية، والتقليل من الدهون والسكريات.
• تقليل الانزعاج في منطقة المهبل، وذلك عن طريق استخدام مواد التشحيم الشخصية للحد من جفاف المهبل.
• الحصول على قسط كافٍ من النوم، ويمكن أن تساعد ممارسة التمرينات الرياضية في النهار على ذلك.
• ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق، واليوجا، والمساج.
• تعزيز قاع الحوض، وذلك عن طريق ممارسة تمارين (كيجل) للنساء.

• الامتناع عن التدخين، ومحاولة تقليل مصادر الضغط النفسي والابتعاد عنها قدر الإمكان

• هل هناك بعض الحالات تحتاج إلى العلاج الهرموني أو تحتاج للتحويل إلى مستويات أعلى من الرعاية الصحية؟

  يعتمد ذلك على شدة الأعراض وتأثيرها على جسم المرأة، وقد أولت وزارة الصحة اهتماما كبيرا بهذه المرحلة من دورة حياة المرأة، فقد أدخل برنامج الكشف عن أعراض سن الأمان من ضمن برامج صحة المرأة المقدمة في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، وذلك ضمن الخطة الخمسية السابعة.

  ويهدف برنامج الكشف إلى: التعرف عن الأمراض التي قد تصيب المرأة في هذه المرحلة وعلاجها في وقت مبكر مثل بعض أنواع السرطانات، وأيضا إلى التخفيف من حدة الأعراض الناتجة من نقص هرمون الاستروجين في الجسم وما يسببه من إزعاج وقلق لدى الكثير من النساء.

  وتحتوي الخدمات المقدمة في البرنامج على:

• معرفة التاريخ المرضي والأعراض التي تعاني منها المرأة حاليا.
• الفحص السريري .
• بعض الفحوصات الطبية التي قد تساعد على معرفة أي أمراض.
• المشورة الآمنة من خلال أشخاص متخصصين في مجال المشورة.
• التثقيف الصحي وإرشادها إلى اهم الطرق الآمنة لتعدي هذه المرحلة.
• تحويل المرأة إلى مستويات الرعاية الثانوية أو الثلاثية إذا استدعى الأمر.

  والمرأة يجب عليها أن لا تقلق عند صولها لمرحلة سن الأمان، لأنها تعني بلوغها سن الحكمة والرشاد، وما هذه الأعراض إلا أعراض عابرة تستطيع التغلب عليها من خلال تعزيز قدراتها ومهاراتها.