1318306
1318306
صحافة

الصحافة البريطانية في أسبوع

17 سبتمبر 2019
17 سبتمبر 2019

لندن - عمان - اقلاديوس ابراهيم:

بعد ثلاث سنوات على استقالته من رئاسة الوزراء والبرلمان، خرج رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون عن صمته معلنا انه غير نادم على اجراء استفتاء حول البريكست، واعتذر عن فشله، واصفا سلوك جونسون وغوف بأنه «مروع»، وانتقد جونسون لطرده النواب المحافظين الرافضين لبريكست من دون اتفاق، مقترحا ان الحل يكمن في استفتاء ثان للخروج من مأزق البريكست.

وقبل البدء في تنفيذ امر تعليق البرلمان لخمسة اسابيع، أعلن رئيس مجلس العموم، جون بيركو، عزمه الاستقالة في 31 اكتوبر بعد 10 سنوات في هذا المنصب، وسط تصفيق نواب حزب العمال تحية له وصمت نواب المحافظين الذين اتهموه بعدم الحيادية، وسيحرم بيركو من الانضمام لمجلس اللوردات مثل سابقيه نظرا لمواقفه المعادية لرئيسة الوزراء السابقة تريزا ماي وزملائه المحافظين. ومازال بوريس جونسون يتعرض للضربات الواحدة تلو الأخرى، كان احدثها اقرار المحكمة المدنية العليا في اسكتلندا بعدم شرعية قرار تعليق عمل البرلمان، ما يعني ان نصيحة جونسون للملكة مضللة، وهو مطالب باستدعاء البرلمان للانعقاد، لكنه نفى تضليله للملكة، وفي انتظار قرار المحكمة العليا للمملكة المتحدة التي ستضع الحد الفاصل لهذه القضية.

وكان الأسبوع الذي سبق تعليق البرلمان اسبوعا عصيبا لبوريس جونسون تعرض فيه لعدة هزائم متلاحقة منها اجباره على نشر الوثائق السرية المتعلقة بتداعيات البريكست، وموافقة الملكة على قانون يجبره طلب تأجيل الخروج من الاتحاد، ورفض البرلمان مرتين دعوته لانتخابات مبكرة. كما ان وثيقة «المطرقة الصفراء» تشير الى ارتفاع أسعار الوقود والغذاء ونقص الأدوية واضطرابات الشارع.

وفي موضوع آخر، أجرت حكومة جونسون تعديلات على سياسة تيريزا ماي الخاصة بتأشيرة الطلبة بعد تخرجهم حيث رفعتها من 4 أشهر الى عامين، يمكن للطالب المتخرج خلالها البحث عن عمل في المؤسسات البريطانية، وهو ما سيجعل بريطانيا مفتوحة لألمع وأفضل الطلاب من جميع انحاء العالم، بحسب قول رئيس الوزراء بوريس جونسون.

وأخيرا حذر تقرير أمريكي من ان زعيم حزب العمال جيريمي كوربين قد ينقل معلومات ترسلها المخابرات الأمريكية لنظيرتها البريطانية لروسيا وإيران اذا ما انتخب رئيسا للوزراء ، وهو ما يضع عضوية بريطانيا بحلف الناتو في خطر.

كـامـيرون يخـرج عـن صـمته

جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون في استفتاء يونيو 2016 عندما صوت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو ما لم يكن يتوقعه، ما اسفر عن تقديمه لاستقالته من رئاسة الحكومة والبرلمان، وظل منذ ذلك الوقت صامتاً بعيدا الى حد كبير عن الساحة السياسية وعن الإعلام والإعلاميين منذ خروجه من الحكم.

كاميرون الذي قاد حملة تأييد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، اعد مذكراته في كتاب بعنوان «للتاريخ» سيظهر في المكتبات الخميس المقبل بعد فترة طال انتظارها. كما اجرت معه صحيفة «التايمز» مقابلة حصرية نشرتها على الصفحات الأولى والداخلية بعنوان «أنا آسف، لقد فشلت»، عبر فيها عن تأثره لمشاهدة مفاوضات بريكست الشاقة، وان خسارته منصبه كانت «محبطة للغاية».

وخلال المقابلة أكد كاميرون على أنه غير نادم على إجراء الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنّه اتّهم رئيس الحكومة الحالي بوريس جونسون بأن سلوكه كان «مروعا» خلال قيادته حملة تأييد الخروج من الاتحاد الأوروبي التي سبقت الاستفتاء، بحسب صحيفة «الجارديان» ايضا.

وذكر كاميرون أن القادة السياسيين أطلقوا وعدا منذ زمن بإجراء استفتاء حول العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وإن الانقسامات الحادة التي تشهدها بريطانيا حاليا بين مؤيدي البقاء في الاتحاد ومعارضيه كانت قائمة لفترة طويلة قبل الاستفتاء، وكان يجب التصدي لهذه المسألة بإجراء تعديلات كنا نحتاج إليها قبل إجراء الاستفتاء، وأضاف «لكني أقر بأن ذاك الجهد باء بالفشل، كما أدرك أن البعض مستاؤون جدا لأنهم لم يكونوا يريدون الخروج من الاتحاد الأوروبي».

الصحف البريطانية خرجت كلها تحمل في عناوينها ملخص ما دار في هذا اللقاء الحصري. بدءا من صحيفة «آي» التي كتبت في عنوانها الرئيسي نقلا عن كاميرون تقول: «لا اشعر بالأسف للاستفتاء على البريكست»، وقالت انه غير نادم على ما فعله.

ونشرت صحيفة «ديلي ميل» تقريرا بعنوان رئيسي يقول: «انتقام كاميرون»، أشارت فيه الى تركيز الصحف الشعبية على تعليقات رئيس الوزراء الأسبق حول رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون ومايكل غوف، بقوله: إن الاثنين «تركا الحقيقة في المنزل» عندما ادعيا ان عضوية الاتحاد الأوروبي تكلف 350 مليون جنيه إسترليني في الأسبوع.

فيما أشارت صحيفة «ديلي إكسبريس» الى ان رئيس الوزراء السابق اعترف بأنه «جاهل» بشأن قوة الانقسام الأوروبي داخل حزب المحافظين عندما خطط لاستفتاء الاتحاد الأوروبي. وزعمت الصحيفة أن انتقاد كاميرون العلني لبوريس جونسون هو «محاولة مروعة» لتقويضه قبل «محادثات الأزمة» مباشرة مع زعماء الاتحاد الأوروبي.

وذكرت صحيفة «الصن» ان كاميرون الذي رفض جميع طلبات المقابلة منذ مغادرته رقم 10 داوننج ستريت في يوليو 2016 اجرى اخيرا مقابلة مع صحيفة «التايمز» قبيل نشر مذكراته التي طال انتظارها الأسبوع المقبل، قال فيها انه لا يندم على إجراء استفتاء البريكست، على الرغم من الفوضى اللاحقة وإنهائه لرئاسته الوزراء، مقترحا ان الاستفتاء الثاني قد يكون الطريقة الوحيدة لحل الجمود، كاشفا انه لا يزال متهمًا في الشارع من قبل الناخبين الغاضبين، معترفًا: «لقد كانت لدي بعض التبادلات القوية».

وفي مقال افتتاحي في صحيفة «ديلي تلجراف» كتبته كاميلا توميني، وصفت فيه كتاب مذكرات كاميرون بأنه مزيج من «الصراحة المذهلة» و«المبالغة في تقدير القيمة». وقالت إنها تعتقد أن اعتراف كاميرون بأنه «لم يتوقع» أن الكثير من المحافظين أرادوا الخروج من الاتحاد الأوروبي «اعتراف مذهل». وتضيف توميني أن حقيقة أنه يعتقد الآن أن الاستفتاء الثاني قد يكون ضروريًا يشير إلى أنه «لا يزال غير قادر على قبول النتيجة الأصلية».