1318307
1318307
صحافة

استقالة رئيس مجلس العموم وحرمانه من عضوية مجلس اللوردات

17 سبتمبر 2019
17 سبتمبر 2019

في خضم الصفعات المتكررة التي يتلقاها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بسبب أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أعلن جون بيركو خلال حديثه في البرلمان انه «سيتنحى عن منصبه إما في يوم 31 أكتوبر، وإما في الانتخابات القادمة، أيهما يحل أولا»، وأضاف إن «سنواته الـ10 قاربت على الانتهاء، وإن الخدمة كانت أعظم شرف وامتياز له، وإن لم تجر انتخابات مبكرة، فإنه سيترك المنصب في 31 أكتوبر، وسيكون خروجه أقل ضررا وأكثر ديمقراطية».

جون بيركو، الذي ولد في 19 يناير عام 1963، هو ابن سائق سيارة اجرة، يهودي من أصول رومانية، هاجر اجداده الى بريطانيا وفيها تغير اسم العائلة من بيركوفيتز الى بيركو. وهو ايضا الرئيس 157 لمجلس العموم البريطاني، وقد رأس المجلس لمدة 10 سنوات، أدار فيها البرلمان في ثلاث دورات انتخابية (2009 و2015 و2017).

ومن المفارقات السيئة انه الوحيد من بين من سبقوه في تولي هذا المنصب الذي سيخرج محروماً من الانتماء إلى مجلس اللوردات. ويرجع فقدانه هذا الشرف الى إغضابه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، بالإضافة الى سلسلة اختلافاته مع حزب المحافظين المنتمي له، وتوبيخه للنواب والوزراء بطرق غير متوقعة، واتهامه بالتحيز واستغلاله صلاحياته لمصلحة رافضي الخروج من الاتحاد الأوروبي باعتباره واحدا من مؤيدي البقاء في الاتحاد.

وتقول صحيفة «الجارديان» في تقرير نشرته حول استقالة جون بيركو، انه ما ان اعلن عزمه على الاستقالة حتى تسابق بعض النواب على تولي منصبه الحاسم، ومن بين المتوقع ترشيحهم للمنصب، النائب السير ليندساي هويل، والينور لينغ، ومن قدامى المحاربين في حزب العمال هارييت هارمان، وميغ هيلير، وكريس براينت، والنائب المحافظ سير هنري بيلينجهام. وواجه بيركو انتقادات حادة من مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي، وشهدت فترة حكم رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون اكبر قدر من التوتر بين بيركو ونواب حزب المحافظين، كما انه تواجه مع كاميرون تحت قبة البرلمان اكثر من مرة.

وذكرت صحيفة «ديلي تلجراف» ان نواب حزب المحافظين انتقدوا بشدة جون بيركو مشككين في حياديته، باعتباره استخدم منصب رئاسة مجلس العموم في احباط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، هو الآن متهم بالتلاعب لاختيار خليفة له من بين نواب البرلمان الداعمين للبقاء في الاتحاد الأوروبي.

وعبرت صحيفة «الصن» عن حالة الغضب المنتشرة بين المتحمسين للبريكست الذين لم يستطع بيركو اقناعهم ويرون في قراراته «خيانة» وعدم حيادية لمنصبه. ووصفته الصحيفة بـ«قزم متعجرف» في اشارة الى قصر قامته. وذكرت الصحيفة ان مسؤولين في ادارة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي غاضبون جدا منه، لدرجة قطع التقليد المتبع منذ 230 عاما والذي بمقتضاه تقوم رئاسة الوزراء بترشيح رئيس مجلس العموم لمجلس اللوردات بعد انتهاء فترته، وهو ما سيحرم منه جون بيركو بالتأكيد.

وتشير اللوائح الى ان رئيس مجلس العموم يفترض فيه عند انتخابه التخلي عن انتمائه الحزبي، وأن يكون حيادياً، لكن بيركو تخلى في السنوات الأخيرة حتى عن الصورة التقليدية لرئيس المجلس، بتخليه وموظفيه عن الثوب التقليدي والشعر المستعار الذي كان يرتديه السابقون له، ناهيك عن استخدامه ربطات عنق مزركشة كثيرة الألوان. ومبرره في ذلك هو سعيه الى تقريب البرلمان من الشعب، بحسب قوله، وكأن البرلمان البريطاني المؤسس عام 1377م والأقدم عالميا، صار بعيدا عما يفترض ان يكون.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» ان جون بيركو كان مميزا بصيحاته العالية عند حدوث بعض الهرج داخل المجلس اثناء المناقشات، حيث كان يرفع صوته صائحا «نظام » ثلاث مرات. ونقلت الصحيفة مقتطفات مما قاله في خطاب التنحي أمام البرلمان، اذ قال إنه فخور بمساندته لمصالح الأعضاء، وأنه كان بمثابة «السند» للأعضاء الجالسين «في الصفوف الخلفية، الذين لا يحتلون مناصب وزارية».

وذكرت صحيفة «التايمز» ان خطاب بيركو قوبل بالتصفيق من الأعضاء في صفوف حزب العمال الذين وقفوا تحية له، بعد إعلانه تركه منصبه، لكن أعضاء حزب المحافظين ظلوا جالسين في مقاعدهم. وحيا زعيم المعارضة، جيرمي كوربن، بيركو قائلا إن رئيس البرلمان ساند الديمقراطية، مضيفا أن «اختياره وتوقيته» لتاريخ خروجه «لا نظير له».