صحافة

ستاره صبح : هل يمكن حفظ الاتفاق النووي؟

15 سبتمبر 2019
15 سبتمبر 2019

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (ستاره صبح) تحليلًا جاء فيه: لا شكّ أنّ الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية في صيف عام 2018 يعتبر من أعقد الاتفاقيات التي استغرقت وقتًا طويلًا لحين إبرامها بسبب الخلافات الحادّة بين أطراف الاتفاق لاسيّما بين إيران وأمريكا وهي خلافات لا تقتصر على الجانب النووي، بل تتعداها لتشمل قضايا كثيرة تتعلق بعموم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى البرنامج الصاروخي الباليستي الإيراني.

وقالت الصحيفة: إن الملف النووي الشائك الذي تدخلت فيه أطراف عديدة بينها بلدان كبرى وأعضاء دائمون في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى منظمات أممية تحظى بأهمية خاصة في مقدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والتي اضطلعت بدور حسّاس تمثل بمراقبة نشاطات إيران النووية للتأكد من خلوها من أي نشاط تسليحي، مشيرة إلى أن هذا الملف قد دخل مرحلة جديدة بعد قرار إيران خفض التزاماتها في إطار الاتفاق النووي لاسيّما فيما يرتبط بتخصيب اليورانيوم، الأمر الذي جعل الكثير من المراقبين يعتقد بأن الحفاظ على هذا الاتفاق ومنعه من الانهيار بات يعتمد بدرجة كبيرة على مدى جدّية الأطراف الأخرى في الاتفاق خصوصًا الترويكا الأوروبية، حيث تعتقد طهران بضرورة أن تتخذ دول الترويكا (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) موقفًا حاسمًا وترجح كفّة الوقوف إلى جانب الاتفاق والأخذ بنظر الاعتبار المصالح التي تربط العديد من الدول الأوروبية بحليفها الاستراتيجي «أمريكا» باعتبار أن الاتفاق النووي يضمن تحقيق هذه المصالح في حال التزمت جميع أطراف الاتفاق بتنفيذ بنوده بعيدًا عن أي تأثيرات سياسية، في إشارة إلى الدور الذي تلعبه واشنطن في محاولة منع أي تقارب أوروبي - إيراني، ما لم يضمن إعادة التفاوض بشأن الصفقة النووية وفقًا للرؤية الأمريكية.

ونوّهت الصحيفة إلى أن إيران التي تعتقد بضرورة تطبيق جميع بنود الاتفاق النووي ما زالت تفضل اعتماد الحوار والطرق الدبلوماسية لتسوية الخلاف مع الغرب في هذا المجال، معتبرة السلوكيات التي صدرت من بعض من أسمتهم بالمتشددين بأنها كانت سببًا في عدم ترجمة بنود الصفقة النووية على أرض الواقع. وفي ختام مقالها أكدت الصحيفة على أهمية توظيف كافّة الفرص السياسية لرفع مستوى العلاقات مع كافّة الأطراف المؤثرة في الاتفاق النووي ومن بينها روسيا والصين للتعويض عن الأضرار التي لحقت بإيران جرّاء الانسحاب الأمريكي من الاتفاق وعدم فاعلية الآلية الأوروبية «إينستكس» في لعب هذا الدور رغم مرور أكثر من عام على إقرار هذه الآلية، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة رفع مستوى التنسيق بين كافّة الجهات ذات العلاقة بالشأن النووي سواء في داخل إيران أو في خارجها والابتعاد عن كل ما من شأنه التشويش على الرؤية والاستراتيجية التي تعتمدها طهران في المحافل الدولية في هذا المضمار.