صحافة

همدلي : أولويات التفاوض

15 سبتمبر 2019
15 سبتمبر 2019

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (همدلي) مقالًا فقالت: بعد قرار إيران رفع مستوى تخصيب اليورانيوم من خلال زيادة أعداد أجهزة الطرد المركزي واستخدام نوعيات جديدة ومتطورة من هذه الأجهزة في عدد من المنشآت النووية الإيرانية وذلك ردًّا على انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وعدم جدوى الآلية الأوروبية للتعامل التجاري والمالي مع إيران، يبدو أن شروط التفاوض بين طهران والترويكا الأوروبية «ألمانيا وفرنسا وبريطانيا» قد دخلت مرحلة جديدة تستدعي إعادة النظر في أولويات التفاوض لدى الطرفين بما يخدم مصالحهما.

وقالت الصحيفة: إن من مصلحة إيران الاستفادة من التقنية النووية للاغراض السلمية بشكل كامل وفقًا للقوانين الدولية وقرارات معاهدة حظر الانتشار النووي (أن بي تي) من ناحية، والتخلص من الحظر المفروض على إيران على خلفية الأزمة النووية مع الغرب من ناحية أخرى، وفي مقابل ذلك من مصلحة الجانب الأوروبي التوصل إلى اتفاقيات مع إيران لإنهاء الأزمة النووية من جهة وتفعيل الآلية الأوروبية للتعامل التجاري والمالي مع إيران من جهة أخرى دون أن تكون هناك حاجة للتفريط بالمصالح الأوروبية - الأمريكية شريطة أن تكون الإجراءات الأوروبية بعيدة عن تأثير القرارات الأمريكية التي تمثل حجر عثرة في طريق حلّ الأزمة النووية من جانب، وتساهم بمنع تطوير العلاقات الأوروبية الإيرانية من جانب آخر، بحسب الصحيفة.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن المعطيات الجديدة التي أعقبت قرار إيران بتقليص التزاماتها النووية خصوصًا الخطوة الثالثة التي تسهم في رفع مستوى تخصيب اليورانيوم تستدعي من الجانب الأوروبي اتخاذ إجراءات تحول دون انهيار الاتفاق النووي الذي يعتقد البعض بأن ظروف تحققه باتت تلوح في الأفق، وهو ما لوّحت به طهران في أكثر من مناسبة، حيث تؤكد عدم استعدادها للمضي بالاتفاق في حال لم تلتزم الأطراف الأخرى ببنوده لاسيّما فيما يتعلق برفع الحظر عن إيران.

ودعت الصحيفة جميع أطراف الاتفاق النووي إلى الأخذ بعين الاعتبار الظروف الراهنة التي تبلورت نتيجة تصاعد حدّة التوتر بين طهران وواشنطن والقرارات التي اتخذها الطرفان ومن بينها تشديد الحظر الأمريكي على إيران، معتبرة التمسك بالصفقة النووية بأنه يمثل الطريق الأمثل لحلحلة الأزمة والمساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم لاسيّما أن قرار مجلس الأمن الدولي 2231 قد أكد على أهمية الاتفاق النووي باعتباره وثيقة أممية يمكن أن تمهد السبل لتسوية أزمات أخرى في مناطق مختلفة من العالم.