1314799
1314799
عمان اليوم

الصحفيون العمانيون قدموا عرضا عن ملامح التطور في السلطنة وأبرز المعالم الأثرية والسياحية

14 سبتمبر 2019
14 سبتمبر 2019

الإعلام العماني يدعم مشاريع مبادرة «الحزام والطريق» بالنشر والتغطية المستمرة -

17 مسؤولا إعلاميا وصحفياً عربياً بينهم 3 عمانيين يكملون أعمال دورتهم التدريبية بعد ٢١ يوماً -

خالد بن راشد العدوي  -

ودعت جمهورية الصين الشعبية الخميس الماضي 17 مسؤولا إعلاميا وصحفيا عربيا بينهم ثلاثة صحفيين عمانيين يمثلون ثلاث مؤسسات صحفية وجهات مرتبطة بقطاع الإعلام والصحافة بالسلطنة، عقب انتهاء أعمال الدورة التدريبية للمسؤولين الإعلاميين والصحفيين العرب لعام 2019 التي استضافتها العاصمة الصينية «بكين» لمدة 21 يوما متتابعا خلال الفترة من الثاني والعشرين من شهر أغسطس الماضي وحتى الحادي عشر من شهر سبتمبر الجاري.

وحظي المشاركون من دول عربية مختلفة بإقامة مراسم حفل اختتام رسمي حضره عدد من المسؤولين الإعلاميين الصينيين والمنظمين للدورة من وزارة التجارة الصينية ومركز التدريب والتعليم التابع للمصلحة الصينية للنشر والتوزيع باللغات الأجنبية بمبنى يولان بفندق اليشم الأرجواني ببكين تكريما وتقديرا لهم على روح المشاركة وتحمل عبء أعمال الدورة التدريبية التي كانت تبدأ بشكل يومي من الساعة التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساءً دون توقف منذ انطلاقتها تخللتها زيارات ميدانية لعدد من مؤسسات قطاع الإعلام والصحافة والنشر الإلكتروني بمدينة بكين ومنطقة ينشوان بمقاطعة نينشغيا ذاتية الحكم التابعة لقومية «هوي».

الصداقة الصينية - العربية

وقد أكد لي هنكتان نائب مدير مركز التدريب والتعليم التابع للمصلحة الصينية للنشر والتوزيع باللغات الأجنبية في بكين على نجاح الدورة التدريبية التي استمرت 21 يوما. مشيرا إلى أن الصداقة الصينية - العربية لها تاريخ طويل. ورغم أن المسافة بين الصين والدول العربية بعيدة، تتعامل الأمة الصينية مع الأمة العربية مثل العائلة.

وقال لي «لقد بذلنا جهودا مشتركة في قضية الاستقلال الوطني وتحرير الشعب، وندعم بعضنا البعض، ونقوم بالتعاون المتبادل بالمنفعة في قضية بناء البلاد، مما يكتب فصلا رائعا لتحقيق التعاون والفوز المشترك بين الصين والدول العربية. مع تنمية العلاقات الودية بين الجانبين الصيني والعربي، ويؤدي التعاون الإعلامي والتبادل الإعلامي دورا أهم في تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية».

بناء جسر للتحقيق التعاون

وأوضح «تسعى الصين من خلال هذه الدورة التدريبية إلى تعزيز التعارف والتبادل والثقة بين الصين والدول العربية من خلال إيجاد منصة للتبادل وبناء جسر لتحقيق التعاون والفوز المشترك بين المؤسسات الإعلامية الصينية والعربية».

الإصلاح والانفتاح

وتطرق لي هنكتان إلى المؤسسات الإعلامية التي تمت زيارتها من قبل المشاركين مثل صحيفة الشعب اليومية، وإذاعة الصين الدولية، ومجلة الصين اليوم، فضلا عن التبادلات العميقة مع الإعلاميين الصينيين، وأشار إلى أن الدورة التدريبية تخللتها محاضرات موضوعية، وناقش المحاضرون والأكاديميون تجارب الصين في الإصلاح والانفتاح والحكم والإدارة مع الخبراء، كما زار المشاركون سور الصين العظيم والقصر الإمبراطوري وغيرهما من المناظر المتميزة بالخصائص الصينية، ومنطقة نينشغيا الذاتية الحكم لقومية هوي، وتعرف المشاركون أيضا على التطور الاقتصادي السريع فيها، وقد شهد كافة المشاركين بأم أعينهم الإنجازات العظيمة بحلول الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وفي منطقة نينغشيا، تبادل المشاركون مع الإعلام المحلي خبراتهم وتجاربهم في مجال الكتابة والنشر الإلكتروني والأجهزة والمعدات المستخدمة في عمليات الطباعة والتوزيع، وتطور الإعلام الصيني المحلي.

منتدى التعاون الصيني العربي

وقال لي هنكتان «في اليوم العاشر من يوليو عام 2018، عقدت الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين، وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ إقامة علاقات استراتيجية صينية - عربية تتمثل في التعاون الشامل والتنمية المشتركة والاتجاه نحو المستقبل، وإن إقامة هذه الدورة التدريبية تطبق ثمار منتدى التعاون الصيني العربي، وإنها فرصة مهمة لتحقيق التبادل والتعلم المتبادل بين الإعلام الصيني والعربي، مؤكدا أن الدول العربية تتمتع بموقع استراتيجي مهم وطاقات غنية، فللصين والدول العربية مزايا متكاملة ومصالح مشتركة، عوضا عن أن الدول العربية تقع في ملتقى الحزام والطريق، وتعد شريكا طبيعيا للصين في بناء الحزام والطريق. وهي تساهم في دفع مشروع بناء الحزام والطريق وتنمية العلاقات الصينية العربية إلى الأمام على نحو شامل، وبالتالي يصبح التعاون في مجال الإعلام اتجاها رئيسيا في عصرنا».

وأعرب نائب مدير مركز التدريب والتعليم التابع للمصلحة الصينية للنشر والتوزيع باللغات الأجنبية عن أمله في تعزيز التبادل والتعاون مع الزملاء العرب في مجال الإعلام لاستكشاف وبناء آليات التعاون الطويل المدة لترويج الصين والدول العربية سعيا إلى تعزيز التعاون والالتحام بين المؤسسات الصينية العربية، ودفع بناء الحزام والطريق ومجتمع مصير مشترك.

ودعا كافة المشاركين إلى أن يكتبوا ما رأوه من التطورات والمناظر الجديدة في الصين، وأن يجلبوا المعرفة والمعلومات الجديدة إلى بلدانهم لكي يساهموا في تطوير قضية الإعلام في الصين والدول العربية وتعزيز التواصل بين الشعب الصيني والشعوب العربية.

حضارة عريقة

من جهته أعرب عبدالعزيز بن درويش الزدجالي مدير مساعد دائرة الإعلام بوزارة الخدمة المدنية وأحد المشاركين في الأعمال التدريبية عن خالص تقديره لحكومة جمهورية الصين الشعبية لما حظي به المشاركون من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة مرورا بجميع ما تم اطلاعهم عليه من حضارة صينية عريقة تمتد إلى آلاف السنين وتحمل بين ثناياها المحبة والألفة والسلام والعمل الجاد وحب الوطن، تلك العوامل جميعها هي التي وضعت الصين في مصافي المتطورة.

وقال الزدجالي «لعل هذه الاستضافة لنا نحن أبناء سلطنة عمان برفقة أشقائنا العرب تجسد أصالة الشعب الصيني وروح المحبة الذي دائما وأبدا ما يحافظ على هويته الرامية إلى احترام كافة شعوب العالم مهما اختلفت أديانهم وجنسياتهم وألوانهم، بالإضافة إلى عدم نكران أو نسيان الماضي المشرف الذي جمعنا على مد العصور، لذا فنحن فخورين وعلى استعداد تام لمصافحة اليد الثرية بالتطور والعمران ونهضة البشرية وذلك من خلال تبني ودعم وتشجيع مبادرة الحزام والطريق».

مؤكدا أن الدورة أعطت المشاركين من الدول العربية فرصة التعرف عن قرب على قطب مركزي سيعيد التوازن في العالم ما بين الشرق والغرب، معربا عن أمله في أن يجمع القدر بين المشاركين وأمثالهم في دورات أو برامج أخرى، وأن الإعلام العماني بمختلف وسائله وأدواته وأجهزته المتوفرة يدعم مبادرة «الحزام والطريق» في المنطقة الاقتصادية الحرة بالدقم الذي تحتضن المشروع على مستوى السلطنة.

وقالت مي بنت سعيد بن خلفان العبري محررة من الصحيفة الزميلة «Oman observer» «أن هذه الدورة أقيمت لعدد من المسؤولين الإعلاميين والصحفيين العرب للتعريف بالصين وحضارتها واقتصادها وجميع النواحي الأخرى، ولكن لم يكن لتتحقق لدينا المعرفة التامة بهذا البلد لولا خروجنا للشارع واختلاطنا مع الشعب الصيني الذي كنت انظر له نظرة مغايرة عن تلك التي أراها الآن».

الابتسامة صدقة

وأكدت : أحترم في الشعب الصيني إدمانه للعمل والدقة العالية في إنجاز واجباتهم، وتعلمت منهم أن الابتسامة صدقة، وان العمل عبادة، مفاهيم نرددها نحن ولكن لا نعمل بها، لقد كنا نخرج للشارع ونطلب المساعدة من الناس لإرشادنا لوجهاتنا وكانوا يقفون لمساعدتنا وهم في عز انشغالهم.

متاحف ومعارض أثرية

ووصفت إعجابها بالشعب الصيني من خلال تخليدهم لجميع تجاربهم في متاحف ومعارض تراثية وأثرية، لكي تتوارث الإنجازات وتتواصل الجهود.

وأوضحت العبرية «إن غزو الصادرات الصينية للعالم العربي هو أحد أسباب نهضتها وأعتقد انه لا يخلو بيت في العالم العربي من احد منتجاتها التي يعتبرها البعض رخيصة وبجودة منخفضة، ولكنهم يفضلونها لنفس السبب أيضا من هذه التجربة تعلمت العديد من الدروس التي لو طبقها العالم العربي لاستطاعوا تحقيق النهضة العربية تماما، كما تتطلع الصين لتحقيق مبادرة الحزام والطريق.. نحن أيضا نستبشر خيرا بهذه المبادرة التي ستقرب بين البلدين وتخفض من أسعار المواد الشرائية والصادرات الصينية».

علاقات وطيدة

من جهته قال محمد بن عبدالله الدخيل إعلامي سعودي وأحد المشاركين في الدورة التدريبية «تمتد العلاقات الوطيدة والحديثة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية إلى أكثر من 77 عاماً مضت، و بدأت في شكل علاقات تجارية بسيطة واستقبال الحجاج الصينيين، وصولا إلى شكلها الرسمي عام 1990م، وقد تم الاتفاق بين البلدين على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، إثر تفاهمات سياسية لتوسيع آفاق التعاون المشترك، وتبادل السفراء وتنظيم اجتماعات على المستويات السياسية والاقتصادية».

الاحترام المتبادل

وأشار الدخيل إلى أن العلاقات بين الرياض وبكين تقوم على الاحترام المتبادل، وتركّز في مضمونها على الملفات ذات الأهمية المشتركة، مثل الملفات الاقتصادية والسياسية، بل والثقافية التي تزخر بها البلدين من عمق تاريخي عظيم، فكل منهما قاد مراحل مهمة في التاريخ الإنساني ويتشاركان في دعم السلم العالمي ونبذ التطرف و تشجيع التنمية المستدامة والاستفادة من القدرات الكامنة لدى كل طرف.

دور إقليمي محوري

وأكد على أن العلاقات بين الرياض وبكين شهدت نمواً متواصلاً على جميع المستويات، ويعزز ذلك الزياراتُ المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين،وترى الصين أن السعودية تقوم بدور إقليمي محوري ومهم لحل النزاعات من خلال سياساتها الهادفة إلى تحقيق الاحترام المتبادل للدول الأخرى، وتعزيز مفهوم حُسن الجوار.

مشيرا إلى أنه بالرغم من بعد المسافة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، إلا أنهما ارتبطا منذ القدم بعلاقات تجارية وثقافية مميزة، وخير شاهد ما تم من دعم مبادرة «طريق الحرير» والذي يجد دعماً كاملاً من القيادة السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وقيادة جمهورية الصين الشعبية ممثلة برئيس الجمهورية شي جي بينغ.

وقال هندرين أحمد أحد الإعلاميين المشاركين من إقليم كردستان العراق «نحن كحكومة إقليم كردستان العراق الفدرالي مع دول أخرى منها السعودية و مصر وفلسطين وجيبوتي وكذلك سلطنة عمان شاركنا في دورة تدريبية تحت عنوان الدورة التدريبية للمسؤولين الإعلاميين والصحفيين العرب لعام 2019 خلال 21 يوما في دولة الصين بإشراف وزارة التجارة لجمهورية الصين الشعبية، ومن خلالها تدربنا من قبل أساتذة جامعة بكين حول تاريخ دولة الصين والسياسة الخارجية مع الدول العربية، وألقيت الضوء على التطور الاقتصادي والسياسي والعسكري والثقافي لتنافسها مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول العظمى تجاريا، بحيث تحاول الصين أن تتصدر المرتبة الأولى في جميع المجالات بين الدول».

وأشار إلى أن الدورة تخللتها زيارات لمؤسسات رسمية في مجال الإعلام والشركات الخاصة بالإعلام لتصنيع الأجهزة الصوتية وتعرفنا على المناطق الأثرية والسياحية والمتحف وقصر الإمبراطور وسور الصين العظيم الشهير، و قالوا ـ أي الصينين ــ لا شيء مستحيل لكي نحاول أن نتقدم، ومن خلال فترة الدورة رأينا كيف بنوا جنتهم من الصحراء بهذه السرعة في جميع المجالات.

إلى جانب ذلك، قال أشرف محمد الإمام مدير إدارة بالهيئة العامة للاستعلامات بجمهورية مصر العربية «في حياتنا العديد من الأقوال المأثورة التي نسمعها، ولعل من بينها اثنين من هذه الأقوال التي نذكرها أولها «في السفر سبع فوائد» وثانيها «اطلبوا العلم ولو في الصين»، وأظن في رحلتي هذه التي استمرت ثلاثة أسابيع لحضور حلقة عمل بمدينة بكين ما يؤكد هذا القول المأثور.

وأضاف الإمام «بالرغم من أن فترة الأسابيع الثلاثة من وجهة نظر البعض قد لا تعطي الصورة الكاملة عن هذا البلد، إلا أنني أرى أنه حتى وإن كانت الفترة قصيرة يستطيع الإنسان أن يكون من خلال مشاهداته وما يلحظه من مظاهر خلال تعاملاته في تلك الفترة أن يكون انطباعا وتصورا لهذا البلد، وإلى أي حد يمكن الاستفادة منها».

وأكد أشرف الإمام أن الصين بما تمتلكه من ثقافة وحضارة لم تتخل عنها في سبيل التقدم، بل عملت على المزج بين القديم الذي تمتلكه والحديث الذي تسعى للوصول إليه للحاق بالتقدم، ما جعل هناك تناغما وتناسقا بين ماضيها وحاضرها، مشيرا إلى أن الصين قد حددت استراتيجيتها والهدف الذي تسعى إليه، ما جعلها إلى الاستعانة بتجارب الآخرين، والعمل على تطويره وتقييم ما حققته خلال الحقبة الماضية، وتعديل استراتيجيتها والتي بدأتها مع الانفتاح والإصلاح في عام 1949م، وهو ما جعلها تحقق العديد من الإنجازات خلال مدة قصيرة، ويكفي أنها وصلت لتكون ثاني دولة بالعالم من حيث إجمالي الناتج المحلي بعد الولايات المتحدة الأمريكية، لتحقق نحو أكثر من 13 تريليون دولار.

وأشار إلى أن الصين ــ الدولة المركزية ــ في وضع الأطر والقوانين التي يلتزم بها الجميع مما يؤدي إلى حسن الأداء والارتقاء به، علاوة على نجاح الحكومة في غرس الانتماء لدى مواطنيها للارتقاء ببلادهم من خلال التشارك فيما بينهم، علاوة على تشجيعها للتفكير والابتكار، وهو ما يتضح من وجود أكثر من شركة صينية في مؤشر أقوى الشركات في العالم.

وعلق على زيارته للصين، أنه من خلال زيارة المناطق والمعالم، شاهدت كيف نجحت الصين في القضاء على بعض المظاهر السلبية كالتصحر ومكافحة الفقر والحد منه، علاوة على كيفية الاستفادة من الثروة البشرية الهائلة لديها، وقال: «تلك بعض الملاحظات التي شاهدتها ورأيت كيف حولت دولة مثل الصين من دولة قديمة إلى دولة حديثة بكل ما تحمله الكلمة من معان، ومن هنا فإن التجربة الصينية يمكن الاستفادة والتعلم منها إذا أرادت أي دولة بشرط أن تحدد كل دولة بالنمط الذي يتناسب مع ظروفها وعاداتها وتقاليدها.

وقال الامام «لديــــــنا كدول عــــربية قواسم مشتركة مع الصين، فكلاهما يمتلكان الثقافة والحضارة والتي تتعدى عمرها نحو خمسة آلاف سنة أو أكثر، إضافة إلى اتفاقهما في الكثير من المواقف في القضايا المختلفة، علاوة على التعاون بينهما والآخذ في التزايد في الأعوام الأخيرة» .