1315054
1315054
المنوعات

مهرجان «إيليا».. كرنفال في القدس لمحبي السينما

14 سبتمبر 2019
14 سبتمبر 2019

القدس- «الأناضول»: للسنة الثانية على التوالي، يعود مهرجان «إيليا» للأفلام القصيرة إلى مدينة القدس، ليبدأ دورته الثانية بمشاركة 60 فيلما قصيرا من 17 دولة، بينها فلسطين وتونس ولبنان ومصر وتركيا وفرنسا وغيرها.

ويهدف المهرجان، بحسب القائمين عليه، إلى «تعزيز المشهد السينمائي في المدينة، وتقريب صنّاع الأفلام من الجمهور المقدسي».

المهرجان الذي يستمر خمسة أيام، وتم افتتاحه مساء الخميس الماضي بدأت فكرته قبل عدة أعوام بمبادرة صغيرة من المخرجين الفلسطينيين يوسف صالحي وأكرم دويك، تحت اسم «صار عنا سينما»، بدءا فيها بعرض مجموعة أفلام قصيرة قاما بإنتاجها في مدينة القدس.

وكانت المبادرة تهدف إلى تشجيع الجمهور المقدسي خاصة، والفلسطيني عامة، على إدراك أهمية السينما في عرض القضايا المجتمعية والإنسانية، ومحاولة إيجاد حلول لها أو طرحها للنقاش.

وعن هذا، يقول مؤسس المهرجان يوسف صالحي للأناضول: «لكل مدينة مهمة في العالم مهرجان سينمائي يمثلها، وينتظره المخرجون سنويا لعرض أفلامهم، ومن هنا بدأت فكرة أن نؤسس مهرجانا ضخما يمثل القدس وفلسطين عربيا وعالميا في عالم السينما والأفلام».

تطورت المبادرة داخل المدينة، واستمرت حتى باتت أضخم مهرجان يعقد في المدينة لعرض الأفلام القصيرة، وتم افتتاحه للمرة الأولى عام 2018، وحظي بنجاح وحضور الآلاف من جمهور مدينة القدس.

ويقول المدير التنفيذي للمهرجان أكرم دويك، إن ما يميز الدورة الثانية من مهرجان «إيليا»، وجود أفلام ستعرض للمرة الأولى في مدينة القدس، من مختلف البلدان العربية والعالمية.

ويضيف دويك للأناضول: «ينطلق المهرجان بأكثر من 18 فعالية، تتنوع بين عروض أفلام وورشات عمل متعلقة بالسينما، وبين محاضرات وحلقات نقاش مع مجموعة من المخرجين والممثلين والمدربين الفلسطينيين والعرب، في عدة مراكز ومؤسسات ثقافية».

وتشارك هذا العام في المهرجان، أسماء مهمة في عالم السينما والتمثيل من الوطن العربي، بينهم الممثلة السورية ضحى دبس، والممثلة المصرية منة شلبي.

كما حرص طاقم المهرجان على إحضار عدة أفلام عالمية شاركت في مهرجان «كان» السينمائي هذا العام، الذي حضره مؤسسو المهرجان تحت جناح دولة فلسطين بدعوة من مؤسسة السينما الفلسطينية.

وعن التنوع الذي سيحظى به جمهور المهرجان هذا العام، يرى صالحي، أن وجود عدد من الأفلام الفلسطينية والمصرية واللبنانية والتونسية والمغربية والتركية وغيرها، سيقدم تنوعا ثقافيا للجمهور لم يعتد على رؤيته في مدينة القدس، التي كانت تفتقر سابقا إلى وجود مهرجان سينمائي بهذه الضخامة.

ويضيف صالحي: «ما يجمع هذه الأفلام أنها تركز على عدد من القضايا الإنسانية التي تجمعنا رغم اختلاف ثقافاتنا، وهو ما سيجعل من هذه الأفلام صعبة النسيان في عقول كل من سيشاهدها خلال فترة المهرجان».

أفلام تركية

ويشارك في المهرجان فيلمان تركيان، أحدهما «الصندوق» للمخرجة مروة جيريس أوغلو، وهو فيلم رسوم متحركة صامت يتحدث عن تغيير حياة طفل من هانئة آمنة، إلى حياة محفوفة بالمخاطر إثر الحرب.

أما الفيلم التركي الثاني فهو «الأحذية الرياضية»، وهو فيلم روائي مدته 10 دقائق، يتناول قصة حلم مجموعة من الأطفال بالانضمام إلى تجارب أداء فريق كرة قدم محلي، ويرصد محاولاتهم لتوفير ثمن الحذاء الذي يحتاجونه.

وعن مشاركة تركيا في هذا الحدث السينمائي الضخم بالقدس، يقول رها أرمومجو مدير المركز الثقافي التركي يونس إمرة: إن القدس، ورغم المشاكل العديدة التي تعيشها، تحاول دوما أن تكون نشطة في مجال الثقافة.

وأضاف أن تركيا تشارك بفيلمين قصيرين، يحملان رسالة قوية ويتطرقان إلى الموضوعات الدراماتية في الشرق الأوسط، وقد حصدا عددا من الجوائز في مهرجانات دولية عدة، معبرا عن فخره بعرضهما في مدينة القدس.

ويختم أرمومجو حديثه مع الأناضول قائلا: «تتشارك تركيا وفلسطين ثقافات مقربة جدا، وهذا يعني أننا نتشارك العواطف والجغرافية والثقافة نفسها، وكان من المهم حقا أن تتمثل تركيا بهذين الفيلمين في هذا المهرجان».

وتتنافس الأفلام المشاركة في المهرجان على عدة جوائز، وهي: أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل ممثل وممثلة، وأفضل سيناريو، فيما تجتمع كوكبة من مخرجين وممثلين فلسطينيين ضمن لجنة حكام المهرجان، التي ستعلن الأفلام الفائزة في اليوم الختامي الموافق 16 سبتمبر.

ويختم الصالحي حديثه قائلا: «نطمح أن نعيد هذا المهرجان كل عام في القدس، لأنها مدينة تستحق أن نبقى فيها ونمثلها في كل المحافل العربية والعالمية».