1310680
1310680
المنوعات

«الشورى والتنمية: من أوراق المرحلة التأسيسية» لسعود الحارثي الخطابات السامية وتوصيات المجلس الاستشاري تتضمن حلولا للعديد من القضايا الساخنة

08 سبتمبر 2019
08 سبتمبر 2019

صدر حديثا عن مؤسسة بيت الغشام -

صدر حديثا عن مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والإعلان كتاب (الشورى والتنمية: من أوراق المرحلة التأسيسية)، للكاتب سعود بن علي الحارثي. يشتمل الكتاب على مقدمة للشيخ أحمد بن محمد النبهاني، الأمين العام للمجلس الاستشاري للدولة، إلى جانب موضوعات الكتاب التي تناولت قطاع الطرق، والقطاع الصحي، وقطاع التعليم، وقطاعات الزراعة والرعي وصيد الأسماك، والتنمية الاقتصادية والصناعية والتجارية، وسياسات التعمين، وقطاع الرياضة والثقافة والآداب والفنون، ومفردات المشهد الوطني في الخطاب السلطاني، وأخيرا الخلاصة.

يقول الشيخ أحمد بن محمد النبهاني في مقدمته: «لقد عرفت الشيخ سعود بن علي الحارثي خلال عملنا سويا في الأمانة العامة للمجلس الاستشاري في سنواته العشر، فكان شابا طموحا مجدا، استفاد وأفاد خلال حضوره جلسات اللجان المنبثقة عن الأمانة العامة للمجلس، فتفاعل مع الأعضاء وخبراء المجلس من الأشقاء العرب، واهتم بالتفاصيل، وبذل لها الوقت والجهد والفكر، فدونها تدوين شاهد عيان حريص. فهو اليوم بحق مرجع ومؤرخ ذو تجربة ثرية مباشرة، في تاريخ الشورى الحديث في عمان، يوثقها بقلم أمين رصين لا تشوبه العنعنة.. وهو هنا يستعيد تجربة المجلس الاستشاري للدولة في فتراته الخمس منذ أكتوبر 1981 إلى نوفمبر 1991، وهي تجربة عمانية أصيلة بامتياز».

أما المؤلف سعود الحارثي فيقدم خلاصة قراءته ورؤيته عبر عدة نقاط، حيث يقول: تمثل محاور الكلمات السامية التي عالجت قضايا وملفات وموضوعات وطنية، بحكمة ورؤية مستنيرة واستشراف دقيق للمستقبل ووضعت الحكومة ومؤسسات الدولة الأخرى أمام مسئولياتها الحقيقية. ودراسات المجلس الاستشاري للدولة وتقارير زيارات لجانه الدائمة والمؤقتة الوصفية التي شملت جميع محافظات وولايات وقرى ومناطق السلطنة ومضابط اجتماعاته ومناقشاته مع الوزراء، والدراسات الأخرى الرصينة التي أعدتها المؤسسات والمجالس الحكومية، مرجع مهم للمرحلة المبكرة من مسيرة النهضة، للمسؤولين في الدولة والمخططين والمؤرخين والأكاديميين والباحثين والكتّاب وتجيب على الكثير من التساؤلات التي تطرح بعمق حول ملفات وموضوعات وقضايا وطنية ما تزال تتصدر المشهد وما تزال إشكالاتها قائمة وتثير سخط وإحباطات المجتمع، مثالا على ذلك سياسات التعمين والتعليم وتنويع مصادر الدخل وتباينات سوق العمل والترهل الإداري والتعقيدات الإدارية.

ويضيف الحارثي قائلا: إعادتي لقراءة تلك الوثائق بغرض كتابة هذه السلسلة من المقالات ولدت شعورا عميقا بأن تلك المرحلة تميزت بالحماسة والنشاط والحيوية والمشاركة الإيجابية والرغبة الجامحة في خدمة الوطن والإسهام في البناء والتنمية يحفزها الطموح الواسع والتطلعات الكبيرة، فهل ما نزال على ذات الهمة والنشاط والروح المحفزة على العمل والتفاؤل والتفاني وحب الحياة والتضحية من أجل الوطن ومصالحه ؟ أم أن الزمن والتعلق بالمكاسب والمصالح الشخصية التي تضخمت قيمها المادية المشبعة بالمظاهر والوجاهات والتنافس عليها؟.

ويؤكد المؤلف أنه من الأهمية بمكان أن يبادر مجلس الوزراء إلى تجميع هذه الوثائق وتصنيفها وتوثيقها وطباعتها وإخراجها إلى العلن باعتبارها ثروة معلوماتية ضخمة ملكا للأجيال ومصدرا موثوقا للدراسات والأبحاث والكتابات في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتعين على رصد وتتبع التطور التاريخي الذي شهدته البلاد في عصرها الحديث، في مجالات التنمية خاصة.

ويضيف سعود الحارثي مبينا أن محاور الخطابات السامية وتوصيات دراسات المجلس الاستشاري تتضمن الكثير من الرؤى والأفكار القيمة التي ما تزال تنبض بالحياة والقوة وتحمل حلولا للعديد من القضايا الساخنة، ومن الأهمية مراجعتها ودراستها على ضوء مستجدات الحاضر للتعامل مع موضوعات اليوم الشائكة وأن تكلف كل مؤسسة حكومية مسؤولة ومشرفة عن القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية بقراءتها وأخذ المفيد منها وبما يخدم تلك القطاعات ويصحح المسارات ويعزز مجالات التنمية ويجود ويحسن الخدمة ويقدم إسقاطات وقراءات واقعية للوضع المعاش.

ويرى المؤلف أن الخطط والبرامج والجهود الحكومية تمكنت من التغلب على التحديات والمعيقات، وحققت مكاسب فاقت التوقعات في قطاعات الطرق والخدمات الصحية وبناء مرافق ومشاريع المستشفيات والمدارس وفي مد شبكات الكهرباء والمياه والبريد والاتصالات التي غطت قمم الجبال وسفوحها وبطون الأودية وجميع القرى والتجمعات السكانية.

ومن النقاط التي يستخلصها المؤلف أن كل منجز كبير تفتخر فيه أمة من الأمم لا بد من أن تعتريه الأخطاء وتصيبه العلل وتحيط به التحديات والمشاكل، والحفاظ على المكتسبات والانتصار على التحديات ومجابهة المشكلات وعلاج الأزمات والاختناقات يتطلب بشكل متواصل المراجعة والتقييم والرقابة والإصلاح وتوحد الجهود والروح الوطنية العالية وتحمل المسئولية وإعلاء المصالح العليا التي أكد عليها سلطان البلاد في كلماته ولقاءاته المتواصلة مع المواطنين، ولا ينتقص من قيمة ومكانة وعظمة المنجز الذي شهدته السلطنة في العصر الحديث بقيادة السلطان قابوس بن سعيد المعظم عندما نكتشف ونعترف بأن خللا يعتري قطاعا ما أو فسادا في مؤسسة من المؤسسات أو سوء استغلال في استخدامات الأراضي أو تداخل مصالح بعض المسئولين أعاق نجاح سياسات التنويع.. فهذه ممارسات إنسانية عرفها العالم في الماضي والحاضر ولا يسلم منها بلد ولا أمة ولكنها تستفحل في عدد منها وتنضب في أخرى بسبب قوة القانون والمؤسسات التشريعية والرقابية، فالنقد الموضوعي المتوازن القائم على تقديم صور ومواقف وقراءات دقيقة وعميقة إنما تنطلق من مسؤولية وطنية وحب وإخلاص للقيادة وروح مفعمة بالتفاؤل متطلعة إلى مستقبل أكثر تقدما وإنجازا وازدهارا، وهو ما يجب أن تتضافر بشأنه الجهود وأن ننتهز المناسبات الوطنية لنقرن الاحتفاء والبهجة والسرور والفرح بتقديم الأفكار والرؤى وممارسة التفكير والمناقشة في جلسات العصف الذهني لتقييم الواقع وقراءة جهود ومنجزات الماضي والتكاتف والتعاضد من أجل الإسهام في المعالجة والتصحيح وحماية المكتسبات.

ويضيف المؤلف: قدم العرض الذي أجرى مسحا لبعض من دراسات وتوصيات ونشاط المجلس الاستشاري للدولة، العديد من القراءات المهمة، منها أن المحاور والملاحظات وما تضمنته من أفكار ورؤى استشرفت المستقبل وتنبأت بالنتائج التي سيترتب عليها إهمال أو تغافل ما يعتري بعض الإفرازات والصور والمشاهد المرافقة للسياسات والقرارات وطبيعة العمل والاجتهادات التي فرضتها الظروف آنذاك مثل: الاستعانة بالعمالة الأجنبية على حساب العمانيين وإغراق السوق بها، والاعتماد على مصدر واحد في الاقتصاد، وترك الجهاز الإداري للدولة بدون مراجعات وتقييم دقيق وعمليات إصلاح، وسوء استخدامات الأراضي... وهذا ما حدث فعلا والسبب التجاوز وعدم الأخذ بتلك المعالجات الهامة، ومما لا شك فيه أن مراجعة اليوم لتحليلات ومعالجات الأمس بجدّ ورغبة أكيدة في الفهم والتغيير والتصحيح مع تطوير القراءات والمنهجية المواكبة لتحديثات وتطورات العصر، يصحح مسار الغد. وأخيرا يؤكد سعود الحارثي أنه عندما تتعارض المصلحة العامة مع الخاصة سنجد وفقا للمعطيات والإسقاطات والمواقف والصور والقراءات التي قدمناها هنا، أن البعض انحاز مباشرة إلى المصلحة الخاصة، لذلك رأينا أن قطاعات حققت نجاحا وأخرى ظلت عالقة وشائكة وتوالدت من المشاكل أخرى أكبر وأعمق.