1310792
1310792
تقارير

رئيس الوزراء البريطاني يصر على مواقفه رغم الأزمة السياسية في بلاده

08 سبتمبر 2019
08 سبتمبر 2019

يسعى لنقل المعركة إلى المحكمة العليا  -

لندن - بولين فرواسار - (أ ف ب):

يصر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على مواقفه على الرغم من إعلان وزيرة العمل والمتقاعدين آمبر رود مساء السبت استقالتها من الحكومة الغارقة في أزمة سياسية.

وقالت الوزيرة العمل في بيان «لا يمكنني أن أبقى بينما يتم استبعاد محافظين جيّدين ومخلصين ومعتدلين»، في إشارة منها إلى قرار جونسون إقالة 21 نائبا متمرّدا من الحزب المحافظ صوّتوا مع المعارضة لصالح مشروع قانون إرجاء بريكست في مجلس العموم الثلاثاء.

وغادرت آمبر (56 عاما) الحكومة التي كانت تعتبر من دعاماتها، وأيضا حزب المحافظين منتقدة استراتيجية جونسون في رسالة نشرتها عبر تويتر.

ورأت الوزيرة المستقيلة التي كانت صوتت للبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016، ان «الهدف الأساسي» للحكومة لم يعد التوصل لاتفاق خروج مع الاتحاد الأوروبي.

وأضافت «الحكومة تخصص الكثير من الطاقة للاستعداد ل (سيناريو) +الخروج بدون اتفاق+، ولم أر الكثافة ذاتها في مباحثاتنا مع الاتحاد الأوروبي».

وأعلنت الحكومة البريطانية أمس أن النائبة تيريز كوفي عينت في منصب وزير العمل والتقاعد. وتشكل هذه الاستقالة ضربة قوية أخرى لرئيس الحكومة الذي لم يعد يملك أغلبية في البرلمان الذي عطل استراتيجيته بشأن بريكست.

فقد تبنى النواب ثم أعضاء مجلس اللوردات مشروع قانون يجبره على تأجيل موعد بريكست ، المقرر في 31 اكتوبر، لثلاثة أشهر اذا لم يتوصل الى اتفاق طلاق مع الاتحاد الاوروبي بحلول 19 اكتوبر، أي غداة القمة الاوروبية المقبلة.

ويحتاج مشروع القانون لموافقة الملكة اليزابيث الثانية اليوم الاثنين ليصبح قانونا نافذا.

لكن يبدو أن جونسون لم يتزحزح قيد أنملة عن مواقفه ويرفض بحزم تمديد بقاء بريطانيا في الاتحاد. وكتب في صحيفة «صنداي اكسبريس» أمس «أرفض قبول هذا التأجيل غير المفيد من (زعيم المعارضة العمالية جيريمي) كوربن».

وصرح وزير الخارجية دومينيك راب من جهته، لقناة «سكاي نيوز» أمس أن «الأسبوع كان صعبا لكن في الواقع رئيس الوزراء متمسك بما قاله».

ويحتاج تأجيل جديد لبريكست الذي كان في الأصل مقررا في 29 مارس 2019 وأجل مرتين، الى موافقة بالإجماع من باقي دول الاتحاد الاوروبي الـ 27.

- «فرصة أخيرة» - في تصريح لصحيفتي «ميل اون صنداي» و»صنداي اكسبرس» اتهم جونسون «مجموعة النواب بقيادة جيريمي كوربن» زعيم حزب العمال أبرز أحزاب المعارضة، بالسعي الى «تعطيل بريكست» و«إجبار البلاد على القبول بمزيد من التسويف والتأخير».

وينوي جونسون أن يمنح المعارضة اليوم «فرصة أخيرة» للتصويت لانتخابات مبكرة لكن اذا فشل في تمرير مقترحه، فان الحكومة «ستستمر ببساطة».

وبحسب «صنداي تايمز» فإن جونسون مستعد لنقل المعركة الى المحكمة العليا لتحدد ما اذا كان بإمكانه أن يتجاهل القانون الذي يفرض عليه تأجيل بريكست.

وقال مصدر في مقر رئاسة الحكومة البريطانية للصحيفة «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول 18 أكتوبر، فسنخرب التأجيل»، بينما ذكر مصدر آخر للصحيفة أن جونسون مستعد لتجاوز كل عقبة في طريقة «بلا هوادة».

وأكد راب أمس «بالتأكيد لن يتجاوز القانون». وأضاف «ما سنفعله مع هذا القانون هو التحقق بدقة مما يطلبه او لا يطلبه».

من جهته، قال وزير المال ساجد جاويد للبي بي سي إن رئيس الوزراء لا ينوي «قطعا» طلب مهلة إضافية خلال انعقاد المجلس الأوروبي في 17 و18 أكتوبر.

كانت الحكومة حاولت الأسبوع الماضي أن تمرر في البرلمان مقترحها تنظيم انتخابات مبكرة، لكن البرلمان رفض.

ولا يبدو ان المحاولة الثانية اليوم سيكون مصيرها مغايرا. وقالت القيادية في حزب الخضر سيان بيري للبي بي سي أن أحزاب المعارضة «موحدة تماما» في رفضها تبني اقتراح تنظيم انتخابات مبكرة حتى استبعاد مخاطر بريكست دون اتفاق مع بروكسل.

وتجري المعارضة استشارات بشأن عواقب تجاوز جونسون لهذا الرفض. وبحسب محامين من الدرجة الأولى فان جونسون سيعرض نفسه لسلسة من العقوبات.

وقال فيليب ساندس أحد هؤلاء المحامين، ان جونسون قد يجد نفسه في السجن اذا لم يحترم إرادة البرلمان. وأكد «سيرضخ (للقانون) أو يستقبل». من جهتها، صرحت جو سوينسون رئيسة حزب الديمقراطيين الأحرار «في وقت تتفكك فيه الحكومة، باتت ضرورة وقف بريكست واضحة تماما. يجب ان ننظم تصويتا شعبيا مع خيار البقاء» في الاتحاد الأوروبي.

واستقبل هذا الحزب ثلاثة نواب جدد الأسبوع الماضي بينهم فيليب لي الذي كان غادر حزب المحافظين.