1304392
1304392
العرب والعالم

عشرات القتلى في قصف أمريكي على «القاعدة» ...وبدء وقف إطلاق النار بسوريا

31 أغسطس 2019
31 أغسطس 2019

دخول رتل عسكري تركي شمال إدلب -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:

تسببت ضربات صاروخية استهدفت أمس اجتماعاً لقياديين من مجموعات مسلحة متشددة قرب مدينة إدلب في شمال غرب سوريا بمقتل أربعين منهم على الأقل، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «ضربات صاروخية استهدفت اجتماعاً يعقده قياديون في صفوف فصيلي حراس الدين وأنصار التوحيد ومجموعات متحالفة معهما داخل معسكر تدريب تابع لهم» قرب مدينة إدلب، ما تسبب بمقتل «أربعين منهم على الأقل». ولم يتمكن المرصد من تحديد «ما إذا كانت طائرات قد نفذت هذه الضربات أم ناتجة عن قصف بصواريخ بعيدة المدى».

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن قواتها قصفت موقعا لجماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا أمس.وصرح الكولونيل ايرل براون المتحدث باسم القيادة الوسطى في بيان أن الهجوم الذي وقع شمال إدلب استهدف قادة جماعة يطلق عليها البنتاجون اسم «تنظيم القاعدة في سوريا» ويلقي عليه مسؤولية شن «هجمات تهدد مواطنين أمريكيين وشركاءنا ومدنيين ابرياء»، دون أن يحدد نوع الأسلحة التي استخدمت في الهجوم.

وقال براون إن الضربة التي شنها سلاح الجو الأمريكي استهدفت قادة «القاعدة» المسؤولين عن الهجمات التي تهدد المواطنين الأمريكيين وشركاءنا والأبرياء المدنيين.

وأضاف أن شمال غرب سوريا مازال ملاذا آمنا حيث يقوم قادة «القاعدة» في جزيرة العرب بتنسيق الأنشطة الإرهابية بنشاط في جميع أنحاء المنطقة.

وقال براون «سنواصل الحرب ضد التنظيم مع حلفائنا وشركائنا ، وسنواصل استهداف المتطرفين العنيفين لمنعهم من استخدام سوريا كملاذ آمن». وأكدت المتحدثة باسم البنتاجون سو غوش لـ «الحرة» أن الضربة استهدفت كبار قياديي «القاعدة» في المحافظة.

وينشط فصيلا حراس الدين، المرتبط بتنظيم القاعدة، وأنصار التوحيد في منطقة إدلب ومحيطها حيث ينضويان في غرفة عمليات مشتركة مع فصائل أخرى متشددة. وتقاتل هذه الفصائل إلى جانب هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من المزارع الواقعة شمال مدينة إدلب، بعد دوي انفجارات متتالية تردد صداها في المنطقة.وقال إنّ سيارات إسعاف هرعت إلى الموقع المستهدف، الذي لم يتمكن الصحفيون من الاقتراب منه.

وتوقفت الغارات على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، مع دخول وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو حيز التنفيذ صباح أمس وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد أشهر من التصعيد.

وهذه الهدنة هي الثانية الشهر الحالي بعدما أعلنت دمشق موافقتها مطلع الشهر الحالي على وقف لإطلاق النار استمر أياماً قبل أن تستأنف عملياتها العسكرية في المنطقة، حيث تسبب التصعيد منذ نهاية أبريل بمقتل أكثر من 950 مدنياً وفرار أكثر من 400 ألف شخص.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أمس إن «الطائرات الحربية اختفت من الأجواء منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قرابة السادسة صباحاً (03.00 ت غ) والغارات الجوية قد توقفت».

وبينما توقفت المواجهات بين قوات الجيش السوري والفصائل المسلحة والمعارضة عند أطراف إدلب منذ بدء الهدنة، يستمر القصف الصاروخي والمدفعي، وفق المرصد.

وسارعت دمشق إلى إعلان موافقتها على وقف إطلاق النار، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري «مع الاحتفاظ بحق الرد على أي خرق من الإرهابيين».

واستغل أحمد أبو إبراهيم إعلان وقف إطلاق النار ليعود إلى بلدته معرشورين في جنوب إدلب، من أجل أخذ مقتنياته، بعد نزوحه منذ نحو أسبوعين.

ويقول أحمد وهو أب لستة أطفال، في تصريح لفرانس برس، «عدت حتى أجمع أغراضي وسأتوكل على الله وأتابع حياتي في الشمال السوري». وقبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، استهدفت غارة جوية روسية منشأة صحية قرب بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي المجاور لإدلب، ما أدى إلى إصابة العديد بجروح بينهم موظفون في المنشأة وخروجها من الخدمة، بحسب المرصد.

وأفاد المرصد السوري المعارض عن استمرار الهدوء الحذر والنسبي ضمن ما يعرف بمنطقة (خفض التصعيد) الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، حيث لا يزال القصف الجوي متوقف على المنطقة منذ السادسة صباحاً، وسط هدوء حذر يستمر على جبهات القتال.

وفي السياق، استبعد نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي صمود وقف إطلاق النار في إدلب.وقال بوليانسكي في مؤتمر صحفي إن «التنظيمات الإرهابية دأبت على انتهاك وقف إطلاق النار»، مضيفاً أن معلومات الأمم المتحدة من المنطقة «ليست واقعية».

وتحدث بوليانسكي عن مشروع القرار الإنساني، مشيراً إلى أنه «كلما تقدم الجيش السوري على الأرض بادروا إلى إستصدار قرار إنساني.. ليس للأمم المتحدة حضور فعلي في إدلب وهي تستمد معلوماتها من تنظيمات مطعون بنزاهتها تتحدث عن استهداف بنى معينة وقتل المدنيين».

وأفادت مصادر إعلامية متطابقة، عن دخول رتل عسكري تابع للقوات التركية صباح امس إلى الأراضي السورية، عبر معبر كفرلوسين شمال إدلب على الحدود مع لواء اسكندرون، ويتألف الرتل من عربات مصفحة وسيارات عسكرية شوهدت على اوتستراد حلب - دمشق الدولي، حيث انقسم الرتل إلى قسمين أحدهما توجه إلى معرحطاط حيث تتمركز القوات التركية منذ سيطرة القوات الحكومية على خان شيخون فيما توجه القسم الآخر إلى نقطة الصرمان شرق إدلب.

إلى ذلك، بحث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع المبعوث الأممي الى سوريا جير بيدرسن سبل حل النزاع في سوريا والوضع في إدلب.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها ان «بومبيو اتفق مع بيدرسن على أن العنف المستمر يفاقم الوضع الإنساني الأليم، ما يوجب وقفه الفوري، في حال أريد للعملية السياسية أن تمضي قدما»، مشددا على الحاجة إلى «خطوات جديدة في العملية السياسية لحل النزاع». وأكد بومبيو «دعم الولايات المتحدة لجهود الأمم المتحدة من أجل إنهاء الأعمال العدائية، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن 2254».

كما التقى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف خلال زيارته إلى أبوظبي، بممثلين عن المعارضة السورية.

وجاء في بيان صدر عن المعارضة السورية عقب اللقاء، أن بوغدانوف اجتمع مع نائب الرئيس السابق للجنة التفاوض السورية المعارضة خالد المحاميد، وممثل قيادة منصة القاهرة للمعارضة السورية جمال سليمان.

وبحث المجتمعون قضايا التسوية السورية الملحة، مع التركيز على حل سياسي للأزمة السورية استنادا لقرار مجلس الأمن 2254، وسبل القضاء التام على الجماعات الإرهابية المتبقية في سوريا، وعودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم.

من جهة أخرى، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده لا تضمر أي أطماع في أي شبر من أراضي الدول الأخرى، مشددا رغم ذلك أن تركيا لن تدخر جهدا في حماية نفسها من أطماع الآخرين.

وأكد أردوغان على هامش احتفالية «عيد النصر» في تركيا امس أن «الهدف الوحيد لنضالنا في العراق وسوريا وشرق المتوسط وكافة أرجاء منطقتنا، هو الدفاع عن حقوق الجمهورية التركية إلى جانب ضمان أمن الشعوب الصديقة والشقيقة».

وأضاف: «لكننا في الوقت نفسه، لا نبدي أي تهاون حيال أطماع الآخرين في أراضينا، والأيدي التي تمتد إلى حقوقنا السيادية، والتهديدات إزاء استقلالنا ومستقبلنا».

وفي سياق آخر، أفادت وسائل إعلام بلجيكية بأن «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ألقت القبض على أحد أهم مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي وهو مواطن بلجيكي يدعى أنور هدوشي والملقب بـ«جلاد داعش في الرقة».

وذكرت صحيفة De Morgen البلجيكية في مقال نشر أمس الأول أن هدوشي المعروف بـ«أبي سليمان البلجيكي» يقبع في أحد سجون «قسد» بشمال سوريا منذ الخريف الماضي بعد أن وقع وزوجته جولي مايس (23 عاما) في أيدي عناصر من «قسد» أثناء الهجوم على بلدة باغوز، التي شكلت آخر جيب لمسلحي «داعش» في منطقة وادي الفرات.وهادوشي البالغ 35 عاما متهم بتنفيذ أكثر من 100 عملية إعدام في الرقة.