1302207
1302207
عمان اليوم

سيرة النبي منهاج حياة ومسلك رشاد وينبوع حكمة للمؤمنين

28 أغسطس 2019
28 أغسطس 2019

السلطنة تحتفل بالهجرة النبوية الشريفة -

الحادثة تجسد أهمية الأخوة في بناء المجتمع والتكافل والتعاون -

كتب: سيف بن سالم الفضيلي -

احتفلت السلطنة صباح أمس بذكرى الهجرة النبوية العطرة على صاحبها أفضل صلاة وأزكى تسليم وذلك بالقاعة متعددة الأغراض بكلية العلوم الشرعية بالخوير.

رعى المناسبة فضيلة الشيخ الدكتور إسحاق بن أحمد البوسعيدي –رئيس المحكمة العليا نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء وحضور معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية وعدد من أصحاب السعادة والفضيلة.

أكد الاحتفال على أن الهجرة النبوية الشريفة جسدت معنى التكافل والتعاون وفق ما يرضي رب العباد ويشبع النزعة الإنسانية ويقيم الحضارة، وأهمية الأخوة الإيمانية التي ينبغي مراعاتها في كل حال إذ كانت من أولويات بناء المجتمع المسلم حين آخى النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار.

كما أكد على أهمية الاقتصاد النظيف الذي يضمن الاستدامة ويرسم معالم التعامل الشريف بعيدا عن الاستغلال والجشع في إطار تبادل المصالح والعيش المشترك حين أنشأ النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- سُوقا للمسلمين وفق أسس ومعايير الاقتصاد الموجه.

وألقى الدكتور سالم بن هلال الخروصي مدير عام الوعظ والإرشاد كلمة الوزارة بهذه المناسبة المباركة أوضح فيها أن المسلمين يحتفلون في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى عزيزة على قلوبهم تلك هي حادثة الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم والتي كانت بداية التحول من الضيق إلى السعة ومن العسر إلى اليسر ومن مكة إلى العالمين.

وقال: إن حادثة الهجرة النبوية كانت أيضا الانطلاقة الأولى لممارسة الحياة الاجتماعية والدينية والفكرية والسياسية والاقتصادية في ظل المجتمع المسلم المسالم والنافذة التي خرج منها الدين الإسلامي من التنظير إلى التطبيق لمبادئ وقيم وأحكام القرآن الكريم لتصبح يثرب المدينة الفاضلة والمجتمع الأمثل والحياة القدوة لإنسانية لم تكن تعرف سوى جاهليتها الأولى ونزعتها المتمردة ونمطها المغاير للفطرة السوية إلا قليلا مما بقي من أنفة العربي و أعرافه وعاداته مما يروى من أحداث ويتداول من أمثال ويحفظ من حكم ويستدر من حنيفية إبراهيمية بقيت في قلة قليلة وندرة يسيرة من أهل الفترة في زمانها ومكانها.

وأكد الخروصي: أن استعادة سيرة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- من خلال الأحداث العظام يعيد للأذهان الدروس المستلهمة والمعاني المستخلصة والمقاصد الكبرى لحياة أعظم شخصية عرفها التاريخ الإنساني على الإطلاق لتبقى منهاج حياة ومسلك رشاد وينبوع حكمة لكل المؤمنين إلى يوم الدين.

والهجرة واحدة من تلك الأحداث التي يعتصر منها المسلم ويستحضر معية الله تعالى التي صاحبت النبي الكريم في كل مواقفه وأحداثه فكانت الحصن الذي يلجأ إليه والطمأنينة التي تعتمره وتملأ قلبه والمتمثلة في قوله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر « ما ظنك باثنين الله ثالثهما» لتأتي آي القرآن الكريم بعد ذلك تؤكد قوله وتضع للأمة الغاية والهدف «إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم» فمعية الله تعالى تعني مراقبته والتوكل عليه وكلاهما باعث على السلامة النفسية لكل من ينشد السعادة وضابط السلوك لكل من يحرص على الاستقامة.

والهجرة أيضا أكدت على أهمية الأخوة الإيمانية التي ينبغي مراعاتها في كل حال إذ كانت من أولويات بناء المجتمع المسلم حين آخى النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار وهذه الأخوة تدعو إلى حرمة الدم والمال والعرض ضمن الكليات الكبرى لمقاصد الشريعة الإسلامية ألا فاعتبروا يا أولي الأبصار.

والهجرة أكدت على أهمية الاقتصاد النظيف الذي يضمن الاستدامة ويرسم معالم التعامل الشريف بعيدا عن الاستغلال والجشع في إطار تبادل المصالح والعيش المشترك حين أنشأ النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم- سُوقا للمسلمين وفق أسس ومعايير الاقتصاد الموجه إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب.

والهجرة جسدت معنى التكافل والتعاون وفق ما يرضي رب العباد ويشبع النزعة الإنسانية ويقوم الحضارة فالكل شارك في البناء والكل ضرب أروع الأمثلة في الإيثار حتى نزل قوله تعالى في حق فئة منهم « ويؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة».

والتكافل والتعاون من أقوى عوامل الاستقرار وأفضل أدوات البناء الاجتماعي في الأمم الناهضة و تزداد الحاجة إليها جيلا بعد جيل ، إن في ذلك لآيات لأولي النهى.

والهجرة ألهمت الصحابة – رضوان الله عليهم- أن يبتدأوا تاريخهم بها لتكون فاصلة بين حياة مضت وحياة مستقبلة ليجبوا ما كان ويرنون إلى ما يكون وليعيدوا بناء حضارتهم التالدة ويخلدوا محامدهم الحاضرة والقادمة التي كانت وما تزال خير إرث ورثناه وأعظم حضارة غنينا بها « إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ».

وقد اشتمل الحفل على فقرة إنشادية لفرقة الهلال، وعرض مرئي وضح بعضاً من مراشد الهجرة النبوية والجانب الحضاري في مسير الأمة الإسلامية، كما سلط الضوء على التضحيات الجليلة في سبيل نشر الهداية للعالم، ويلقِي الشاعر حسن بن علي المعمري قصيدة نبطية.