1300594
1300594
المنوعات

حروفيات محمد أبو عزيز.. القيمة الرمزية والتعبيرية للخط العربي

27 أغسطس 2019
27 أغسطس 2019

عمّان - «العمانية»: يستلهم التشكيلي الأردني محمد أبو عزيز في معرضه «حروفيات» المقام على جاليري جودار بعمّان، طاقات الحرف العربي وإمكاناته، ويتعامل معه كأسلوب يمزج بين الخط والرسم واللون، لينجز أعمالاً تشكيلية تنتمي لما يُعرَف بالمدرسة الحروفية.

ويراعي أبوعزيز في لوحاته قواعد كتابة الحرف وأصول تنفيذه على القماش أو الورق، لما لذلك من أهمية في الحفاظ على الخط العربي كقيمة رمزية وتعبيرية.

ولأن تجربة أبو عزيز يشتبك فيها الفني بالأدبي، إذ يكتب النصوص القصيرة والومضات إلى جانب رسم اللوحات والتخطيط، فإنه يوثق عبارات من تأليفه أو آيات من القرآن الكريم أو أقوالاً مشهورة داخل لوحاته مع عدم إغفال عناصر اللوحة الأخرى وبخاصة الحرف.

ويعمل الفنان وفق تقنيات ومعايير مضبوطة، كالتناظر والتماثل وتكرار الوحدات الخطية أو تعاكسها وتدرجها من الكبير للصغير وتشعبها، وغير ذلك من تقنيات تعزز جماليات الحروف وتبرز حضورها بالألوان التي غالباً ما تتدرّج وفق نمط مريح للعين من الأحمر ودرجاته أو البنّي أو الذهبي.

وقد أفاد أبو عزيز من تراكم خبراته كفنان تشكيلي، فهو يتعامل مع اللوحات والألوان وتقنيات الحفر وفن الجرافيك، ليبدع لوحات فيها العديد من المحمولات الرمزية والإشارات والدلالات، بخاصة في تلك الأعمال التي اشتغل عليها ضمن تقنيات متعددة كتراكم طبقات اللون، والكشط الذي استطاع إظهار جمالية اللون عبر الخطوط المتداخلة والتي تقارب كثيراً ما هو متبَع في المدرسة التجريدية. إضافة إلى ذلك، اشتغل أبو عزيز وفق تقنية الكولاج على لوحات جمعت بين جمالية الحرف وقوة التكوين الفني والدقة. وهو يقول حول تجربته مع الحروفية، إن الخط العربي من أهم الخطوط في العالم لذلك جاءت مقولة «الخط الجميل يزيد الحق وضوحاً».

يُذكر أن محمد أبو عزيز ركّز اشتغاله الفني على الحرف العربي مستخدماً خامات وتقنيات متعددة، فهو دائم التقصّي والتجريب، وله بصمة في مجال الفن العربي والإسلامي، عمل مدرباً متخصصاً في مجال الفنون البصرية، وأسس مساحات تعبيرية في أكثر من مؤسسة تعنى بالأطفال واليافعين، وهو يعمل مدرساً للخط العربي في معهد الفنون الجميلة التابع لوزارة الثقافة الأردنية، ومن أهم تجاربه مع الخط العربي تجربته التي حملت عنوان «تقاسم الملح» مع الفنان الفوتوغرافي الفرنسي جان لو دوسوفرزاك، والتي عُرضت في معهد العالم العربي بباريس عام 2002.