1301714
1301714
صحافة

يو إس إيه توداي : الحرب الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة والصين

27 أغسطس 2019
27 أغسطس 2019

قالت صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية إنه ليس من الواقعي قطع العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين بل يجب التنافس والفوز، مضيفة أن الأمريكيين يخوضون مع الصينيين حربا جديدة تتعلق بالمنافسة الاقتصادية والتي يمكن الفوز بها لأحد الطرفين.

وأضافت أنه يجب أن يشعر جميع الأمريكيين بالقلق من إمكانية أن تحل الصين محل الولايات المتحدة باعتبارها الاقتصاد الأكثر أهمية في العالم كما أن الولايات المتحدة تواجه إمكانية أن تهيمن لغة الصين « الماندرين» وعملتها «اليوان»، على الاقتصاد العالمي بدلا من الهيمنة الحالية للغة الإنجليزية والدولار، لكن الحكومة الأمريكية تنتهج استراتيجية خاطئة لمنع حدوث ذلك. وقالت إنه على مدار العقدين الماضيين مارست الحكومة الصينية تهديدات ضد الشركات الأمريكية الكبرى من خلال سرقة حقوق الملكية الفكرية لها، كما مارست أساليب التخويف للدول الصغيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بدلاً من مواصلة حرب الرسوم الجمركية، تلك السياسة التي كانت متبعة منذ القرن التاسع عشر، وهي ضريبة المبيعات التي يتحملها في النهاية المستهلكون الأمريكيون، يجب أن نتعاون مع حلفائنا للتعامل مع الصين بصورة مختلفة.

وأوضحت أن هناك خطأ شائعا في واشنطن هو التفكير في المنافسة بين الولايات المتحدة والصين من خلال عقلية الحرب الباردة التي تجعل بكين عدواً يمكننا احتواؤه وعزله مثل الاتحاد السوفييتي السابق، لكن الولايات المتحدة والصين تشتبكان اقتصاديًا بطريقة لم تكن بها أبداً أمريكا والاتحاد السوفييتي كما أن أمريكا وروسيا ليستا كذلك اليوم. وقالت إنه بغض النظر عن التغريدات الرئاسية التي تقول «نحن لسنا بحاجة إلى الصين» وأنه يتعين على الشركات إيجاد أسواق بديلة، لكن فصل الصين عن الاقتصاد العالمي أمر غير واقعي ولن يكون في مصلحة أي من البلدين. إن مواجهة التحدي الفريد المتمثل في مواجهة المنافسة الاقتصادية المباشرة مع نظام شمولي ربما سيتفوق في يوم من الأيام على الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم يتطلب مقاربة جديدة لتأمين القدرة التنافسية للولايات المتحدة وحماية مصالحها، وهي ليست حربًا باردة بل حرب جديدة ومنافسة اقتصادية يمكن لواشنطن الفوز بها.

وأشار إلى أنه بدلاً من فرض ضريبة على المستهلكين والشركات الأمريكية، يجب تطبيق سياسة المعاملة بالمثل، فإذا كانت الشركات والمستثمرون الأمريكيون غير قادرين على القيام بشيء ما في الصين، فيجب أن تكون الشركات والمستثمرون الصينيون غير قادرين على القيام بهذه الأشياء في أمريكا، وإذا لم تتمكن شركات رأس المال المغامر الأمريكية من الاستثمار في شركات الذكاء الاصطناعي الصينية، فلا ينبغي السماح برأس المال الصيني في صناعة الذكاء الاصطناعي الأمريكي.

وإذا كان يتعين على شركات البرمجيات الأمريكية العاملة في الصين تسليم شفرة المصدر إلى الحكومة الصينية، فسيتعين على شركات البرمجيات الصينية أن ترد بالمثل في أمريكا.

ونبهت الصحيفة إلى أن هناك خطوة ضرورية أخرى للنجاح في هذه الحرب الجديدة وهي بناء تحالف لمواجهة النفوذ العالمي المتزايد للحكومة الصينية، فتعزيز سلاسل التوريد في أمريكا الشمالية سيعزز التصنيع المتقدم في نصف الكرة الغربي، مما يوفر بديلاً للصين.

ومن شأن المصادقة على اتفاق الولايات المتحدة والمكسيك وكندا لتنفيذ اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية في القرن الحادي والعشرين أن يوفر إطارًا لاجتذاب التصنيع المتقدم والإنتاج التكنولوجي إلى أماكن مثل سان أنطونيو وتورونتو ومونتيري، وليس شنغهاي وشانتوشن وبكين، ويجب أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات مماثلة لتعزيز العلاقات الاقتصادية وسلاسل التوريد العالمية مع دول أخرى في المنطقة، مثل فيتنام، التي تشعر بالقلق من سياسات الصين العدوانية تجاهها.

ولفتت الصحيفة إلى ضرورة أن تظل خطوط القتال القديمة في هذه الحرب الجديدة مع الصين موجودة، مثل هونج كونج وتايوان وانتهاكات حقوق الإنسان، لكن الخط الجديد للصراع هو التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الجيل الخامس، وهندسة الفضاء الجوي.

وقالت الصحيفة إن الصين كانت واضحة بشأن نواياها في عام 2015 عندما أصدرت خطة «صنع في الصين»، وبحلول عام 2049، عندما تحتفل الصين بمائة عام من الحكم الشيوعي، فإنها تخطط لتكون رائدة في العالم في التكنولوجيا المتقدمة والتصنيع.