1300056
1300056
العرب والعالم

لبنان يندد ويتقدم بشكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي.. وتل أبيب تنشر القبة الحديدية

25 أغسطس 2019
25 أغسطس 2019

سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين إحداهما مفخخة وتسببت بأضرار جسيمة في بيروت -

بيروت -عمان  -حسين عبدالله -

أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين أنه في سياق الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والتي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة حيث بلغت 481 خرقاً في شهرين، أتى الخرق الإسرائيلي الذي نفذته طائرتان من دون طيار مجهزتان بقوّة نارية، والذي استهدف العاصمة بيروت أمس على علو منخفض مريب يستدلّ منه محاولة إسرائيلية فاضحة للاعتداء على الممتلكات وعلى المدنيين الآمنين معاً، مما يشكل خرقاً جسيماً للسيادة الوطنية واعتداءً سافراً على لبنان وتهديداً جدياً للاستقرار في المنطقة.

وقالت الوزارة في بيانها: «وزير الخارجية جبران باسيل أعطى تعليماته للمندوبة اللبنانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك للتقدم بشكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة هذا الخرق الخطير للسيادة اللبنانية. مؤكداً على حرص لبنان على تنفيذ القرار 1701 والذي تقابله إسرائيل يومياً بخروقات متكررة تروّع بها اللبنانيين وتهدّد أمنهم.

وشدد باسيل على أن حرص لبنان على الالتزام بقرارات الشرعيّة الدوليّة وتمسّكه بالاستقرار لا يسقط حقه في الدفاع على السيادة الوطنية والقيام بما يلزم لصونها. سقوط طائرتي تجسس إسرائيليتين قرب احد مراكز حزب الله في الضاحية الجنوبية.

وأعلنت ​قيادة الجيش اللبناني​ في بيان أنه «في الساعة 2.30 فجر أمس خرقت طائرتا استطلاع تابعتين لإسرائيل الأجواء اللبنانية فوق منطقة معوض - ​حي ماضي​ في ​الضاحية الجنوبية​ لبيروت ​، سقطت الأولى أرضاً وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة بأضرار اقتصرت على الماديات»، مشيرة إلى أنه «على الفور حضرت قوة من الجيش وعملت على تطويق مكان سقوط الطائرتين واتخذت الإجراءات اللازمة، كما تولت ​الشرطة العسكرية​ التحقيق بالحادث بإشراف ​القضاء​ المختص».

أكد المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف أن الحزب «لم يسقط أي طائرة» مشيرا إلى أن الطائرة الأولى سقطت من دون أن تحدث أضرارا، في حين أن الطائرة الثانية كانت ومفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي التابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية.

ووصف عفيف ما حصل بـ«الانفجار الحقيقي»، موضحاً أنّ «طائرة الاستطلاع الأولى التي لم تنفجر هي الآن في عهدة الحزب الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها». وعلم أن طائرة الاستطلاع الإسرائيلية التي سقطت في الضاحية الجنوبية وسيطر عليها حزب الله هي من نوع ماتريس 600.وشكل سقوط الطائرتين في الضاحية فجر امس تطورا جديدا على مستوى الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية وقد رفع منسوب التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ،حيث أغلق الجيش الإسرائيلي المجال الجوي شمال إسرائيل كإجراء احترازي.

وكان الجيش الإسرائيلي، نشر مساء امس الأول، وحدات من نظام «القبة الحديدية» للدفاع الجوي على الحدود الجنوبية تحسبا لأي رد محتمل على ضربته الأخيرة على سوريا وفي لبنان. وأفادت معلومات عن تكثيف ​الجيش الإسرائيلي​ من حركة دورياته المدرعة والراجلة على طول الخط الحدودي الممتد من مرتفعات الوزاني وحتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا المحتلة. وشوهدت آليات نوع هامر في محور العباسية وعند الطرف الشرقي لبلدة الغجر المحتلة .

كما لوحظت حركة دوريات غير عادية عند بركة النقار وجبل سدانة في ظل تحليق مكثف لطائرات استطلاع دون طيار في أجواء قرى العرقوب وفوق مرتفعات جبل الشيخ .توازياً، حلقت صباح امس طائرة استطلاع إسرائيلية بكثافة في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت.

كما شهدت أجواء العاصمة بيروت تشهد تحليقا كثيفا للطيران الإسرائيلي وعلى علو منخفض، كما أنّ الطيران الحربي الإسرائيلي حلق أيضاً في أجواء منطقة صيدا والجنوب ونفذ غارات وهمية .وعلى صعيد ردود الفعل على سقوط الطائرتين أدان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، معتبراً أنه عدوان سافر على سيادة لبنان وسلامة أراضيه وفصل من فصول الانتهاكات المستمرة لقرار مجلس الأمن 1701، ودليل إضافي على نوايا إسرائيل العدائية واستهدافها للاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة. فيما وصف رئيس الحكومة سعد الحريري بأنه اعتداء مكشوف على السيادة اللبنانية.

إلى ذلك تلقى رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ اتصالاً من وزير الخارجية الأمريكية ​مايك بومبيو​، حيث جرى عرض لتطورات الساعات الأخيرة على الساحتين اللبنانية والإقليمية.

وأكد الوزير بومبيو خلال الاتصال على ضرورة تجنب أي تصعيد، والعمل مع كافة القوى المعنية لمنع أي شكل من أشكال التدهور. وشدد الحريري من جانبه على التزام لبنان موجبات القرارات الدولية لا سيما القرار1701 منبهاً إلى مخاطر استمرار ​الخروقات الإسرائيلية​ لهذا القرار وللسيادة اللبنانية ووجوب العمل على وقف هذه الخروقات. من جانبه أكد الحريري على بذل كل الجهود من الجانب اللبناني لضبط النفس والعمل على تخفيف حدة التوتر».