1299918
1299918
العرب والعالم

شرطة هونج كونج تستخدم خراطيم المياه لتفريق المحتجين

25 أغسطس 2019
25 أغسطس 2019

هونج كونج - (أ ف ب): استخدمت الشرطة في هونج كونج أمس خراطيم المياه لتفريق المحتجين المطالبين بالديموقراطية في تصعيد للمواجهة التي تهز المدينة منذ نحو ثلاثة أشهر. بدأت التظاهرات في هونج كونج قبل ثلاثة أشهر باحتجاجات على مشروع قانون يتيح تسليم المطلوبين إلى الصين القارية، لكنها توسعت للمطالبة بحقوق ديموقراطية في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.

ومع بدء آلاف المحتجين الذين تجمعوا في ملعب رياضي السير تحت الأمطار الغزيرة، أقام متظاهرون متشددون حواجز في الطرق وكسروا حجارة الأرصفة.

وقالت الشرطة في وقت سابق إنّ عربات مدافع المياه المزودة بكاميرات مراقبة وفوهات رش متعددة ستستخدم فقط في حالة «اضطراب عام واسع النطاق».

ومنذ بدء حركة الاحتجاجات، تستخدم الصين مزيجا من الترويع والدعاية والأساليب الاقتصادية لقمع التظاهرات في استراتيجية سمتها حركة الاحتجاج «إرهاب أبيض».

وباتت هيئة مترو أنفاق المدينة آخر مؤسسة عامة في هونج كونج تتعرض لانتقادات المحتجين، بعد أن بدت أنها خضعت لهجمات وسائل الإعلام الرسمية الصينية التي عدّتها خدمة «حصرية» لنقل المتظاهرين للمسيرات.

وأمس أغلقت الهيئة محطات قرب منطقة التظاهر في تسوين وان، لليوم الثاني على التوالي ورغم ذلك، واصل المحتجون تجمعهم في ملعب كواي شونج تحت الأمطار الغزيرة قبل بدء المسيرة باتجاه تسوين وان.

على الجهة المقابلة، تجمع مئات، بعضهم من ذوي عناصر الشرطة، أيضا بعد ظهر أمس.

وأفادت امرأة قالت إنها زوجة ضابط إنّ الشّرطة تلقت ما يكفي من انتقادات «اعتقد أنه خلال الشهريين الماضيين تلقت الشرطة ما يكفي من ازدراء». وتابعت الزوجة التي اكتفت بتقديم اسمها الأول سي مخاطبة زوجها «أريدك أن تعرف حقا أنّه حتى لو بصق العالم كله عليك، نحن أفراد عائلتك لن نفعل». وأضافت «تذكروا، وظيفتكم أن تخدموا سكان هونج كونج وليس أن تكونوا أعداء هونج كونج». وباتت الشرطة هدفا لغضب المحتجين بسبب رد فعلهم العنيف للاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع. وتصاعدت الكراهية بحق الشّرطة التي استخدمت الهراوات والرصاص المطاطي والغاز المسيّل للدموع ضد المتظاهرين المتشددين، والمتهمة أيضا بضرب المتظاهرين السلميين. ونقل عشرة أشخاص إلى المستشفى بعد اشتباكات أمس الأول اثنان منهم في حالة حرجة، على ما قال أطباء في المستشفى دون أن يوضحوا إذا كانوا محتجين أم شرطيين. ومساء السبت، أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيّل للدموع واستخدمت الهراوات لضرب المحتجين الذين ردوا بسيل من الحجارة والزجاجات بعد ان تحولت تظاهرة في حيّ للطبقة العاملة لمواجهة عنيفة. وبعد أعمال عنف واشتباكات خطيرة قبل أسبوع ونصف الأسبوع خصوصا في مطار المدينة التي عرفت لعقود كنموذج للاستقرار والأمن، تراجع ما بدا أنه توجه إلى العنف في المدينة.

وشارك نحو 1,7 مليون محتج، حسب بيانات المنظمين، في مسيرات ضخمة دعت إليها حركة الاحتجاج للتأكيد على «سلمية» الاحتجاجات.

وعلّقت الحكومة الموالية للصين مشروع قانون تسليم المطلوبين لكنها لم تسحبه رسميا، ما يثير مخاوف من طرحه لاحقا ودفع بالمحتجين لمواصلة التظاهر.

وتتمتع هونج كونج بحريات غير معروفة في البر الصيني بموجب اتفاقية بدأ تطبيقها عندما أعادت بريطانيا مستعمرتها السابقة إلى الصين في 1997. ويقول العديد من أهالي هونج كونج إن الحريات تتضاءل، خصوصا منذ وصول الرئيس الصيني شي جينبينج للحكم.