1299830
1299830
صحافة

خبر : لماذا لا تصل المفاوضات إلى نتيجة؟

25 أغسطس 2019
25 أغسطس 2019

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (خبر) تحليلاً جاء فيه: من الواضح أن أي مفاوضات بين طرفين أو أكثر تحتاج إلى جملة من العوامل لنجاحها وفي مقدمتها الاتفاق على المسائل الخلافية ومن ثم التحرك باتجاه تنفيذ بنود الاتفاق من خلال وضع ضمانات تلزم الأطراف ذات العلاقة بهذا الأمر.

وقالت الصحيفة: إن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية والذي استغرقت المفاوضات بشأنه وقتاً طويلاً كان من المفترض أن تطبق بنوده في مراحل زمنية محددة وتفضي لرفع الحظر عن إيران مقابل التزامها بما ورد في الاتفاق خصوصاً فيما يرتبط بتخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل.

وأضافت الصحيفة أن الاتفاق النووي تعرض لهزّة كبيرة عندما قررت أمريكا الانسحاب منه بدعوى أنه لا يلبي مصالحها الاستراتيجية في وقت كانت فيه إيران تنتظر من الأطراف الأخرى في الاتفاق التحرك لمنع واشنطن من هكذا خطوة إلّا أن ما حصل -والقول للصحيفة- عكس بوضوح بأن الاتفاق النووي لم يكن بالمستوى الذي يمنع خروج أحد أطرافه منه، الأمر الذي انعكس سلباً على مجريات الأحداث المتعلقة بهذا الاتفاق رغم سعي الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) لإيجاد سبل لمنع انهيار الاتفاق وفي طليعتها إنشاء الآلية المالية والتجارية مع إيران «إينستكس» التي رأت فيها طهران بصيص أمل لتعويضها عن الأضرار التي لحقت بها جرّاء الانسحاب الأمريكي من الصفقة النووية لكن إيران عادت وشككت في جدوى تلك الآلية ولوّحت بإمكانية الانسحاب من الاتفاق في حال لم تنفذ مطالبها وأهمها رفع الحظر المفروض عليها ومهدت لهذا الأمر بسلسلة قرارات من أبرزها تقليص التزاماتها النووية والذي ترجمته برفع مستوى التخصيب وزيادة أعداد أجهزة الطرد المركزي في المنشآت النووية واستخدام أنواع جديدة من هذه الأجهزة في عدد من المواقع النووية.

واعتبرت الصحيفة عدم تطبيق كافّة بنود الاتفاق النووي بأنه يمثل حالة من الفشل التي تستدعي الوقوف عندها لمعرفة الأسباب التي تقف وراءها من جهة، وانتهاج سياسة جديدة تحول دون تكرارها من جهة أخرى، منوّهة إلى أن المفاوضات النووية ما كانت لتطول لولا وجود خلافات قوية بين الأطراف ذات العلاقة خصوصاً بين أمريكا وإيران، ولهذا -والقول للصحيفة- كان ينبغي توقع خروج واشنطن من الاتفاق وعدم التعويل على إمكانية تنفيذ الاتفاق في ظلّ التشظي الذي يعاني منه المجتمع الدولي وعدم قدرة مؤسساته المهمة كالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على إرغام جميع أطراف الاتفاق على التمسك ببنوده.

ورأت الصحيفة في تقاطع المصالح بين بعض أطراف الاتفاق النووي بأنه كان السبب وراء عدم حسم الترويكا الأوروبية لموقفها من الانسحاب الأمريكي من الاتفاق باعتبار أن الترويكا تربطها علاقات استراتيجية مع واشنطن في مختلف المجالات تفوق ما يمكن أن يتحقق من مصالح عن طريق علاقاتها مع إيران، معتبرة ذلك بمثابة العامل الرئيس الذي أضعف الاتفاق النووي وأدى به إلى أن يكون معرضاً لاحتمالات كثيرة بينها إمكانية انهياره في أي وقت.