1299040
1299040
العرب والعالم

كوريا الشمالية تطلق «صاروخين بالستيين قصيري المدى» في البحر

24 أغسطس 2019
24 أغسطس 2019

سيول - (أ ف ب): أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت أمس ما يبدو أنه صاروخين بالستيين قصيري المدى بعد ساعات على تأكيدها أنها ستبقى «اكبر تهديد» للولايات المتحدة ووصفها وزير الخارجية الأمريكي بأنه «سم قاتل».

وضاعفت كوريا الشمالية في الأسابيع الماضية تجارب الأسلحة للاحتجاج على المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية، التي تعتبرها اختبارا لغزو أراضيها. وكانت التجربة السابقة لإطلاق أسلحة جرت الثلاثاء الماضي.

وقالت هيئة الأركان المشتركة في الجيش الكوري الجنوبي في بيان أمس إن «الجيش رصد مقذوفين غير محددين يشتبه بأنهما صاروخين بالستيين قصيري المدى».

وقطع الصاروخان حوالى 380 كيلومترا وحلقا على ارتفاع 97 كيلومترا بسرعة قصوى بلغت 6,5 ماك (سرعة الصوت) قبل أن يسقطا في بحر اليابان الذي تسميه كوريا الشمالية البحر الشرقي.

وأضافت هيئة الأركان أن «عسكريينا يتابعون تحركات الشمال في حال حدثت عمليات إطلاق إضافية، وهم مستعدون لمواجهة أي احتمال».

وعقدت الرئاسة الكورية الجنوبية اجتماعاً لمجلس الأمن القومي بعد تجربة إطلاق المقذوفين وعبرت في بيان عن «قلقها العميق»، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد انتهاء المناورات المشتركة بين واشنطن وسيول.

توتر بين سيول وطوكيو

وأكد مجلس الأمن القومي أن «أعضاءه قرروا مواصلة الجهود الدبلوماسية لجلب الشمال إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة من أجل تحقيق هدف إخلاء شبه الجزيرة الكورية بالكامل من الأسلحة النووية».

وصرح وزير الدفاع الياباني تاكيشي اياوا لصحافيين إن طوكيو أيضا تعتقد أن كوريا الشمالية أطلقت «صاروخين بالستيين» في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة. وقال اياوا «لا يمكننا تجاهلها أيا كان حجمها أو المسافة التي قطعتها».

وأكد مسؤول أمريكي كبير أن الولايات المتحدة من جهتها تراقب الوضع. وقال «نجري مشاورات وثيقة مع حلفائنا اليابانيين والكوريين الشماليين».

وفي لندن، أعربت الخارجية البريطانية عن «خيبة أملها» بعد التجرية الصاروخية لبيونج يانج.

وقالت الخارجية في بيان «نشعر بخيبة أمل إزاء قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخين بالستيين قصيري المدى ما يشكل انتهاكا لعدة قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي».

وحضت الخارجية البريطانية بيونج يانج على الانخراط في مباحثات مع الولايات المتحدة مشددة أن «نزع الأسلحة النووية في شكل كامل ولا رجعة فيه وفي شكل يمكن التحقق منه هو السبيل الى مستقبل سلمي وأكثر ازدهارا» للمنطقة.

يأتي ذلك بينما تواصل العلاقات بين طوكيو وسيول تدهورها بسبب خلافات قديمة موروثة من الماضي الاستعماري لليابان في شبه الجزيرة الكورية (1910-1945م).

وغداة إلغاء اتفاق حول تبادل المعلومات الاستخباراتية العسكرية مع اليابان، أعلنت كوريا الجنوبية الجمعة أنّها ستستمر في تبادل المعلومات لكن عن طريق واشنطن وليس بطريقة مباشرة كما كانت عليه منذ 2016م.

«أشد العقوبات»

ويمثّل الخلاف بين طوكيو وسيول مشكلة لواشنطن التي تعتمد على التعاون بينهما لدعم سياستها في منطقة تشهد توترا بسبب التهديد النووي الكوري الشمالي وصعود الصين.ويأتي إطلاق الصاروخين بعد هجوم قاس شنته بيونج يانج الجمعة على وزير الخارجية الأميركي الذي وصفته بأنه «سم قاتل» اثر تصريحات له حول مواصلة الولايات المتحدة فرض «أشد» العقوبات على الشمال حتى نزع سلاحها النووي.

وقال وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونج هو في بيان «نحن مستعدون للحوار وللمواجهة على حد سواء».

وتابع «سنبقى أكبر -تهديد- للولايات المتحدة لفترة طويلة وسنفهمهم ماذا عليهم أن يفعلوا لإزالة السلاح النووي».

وأجرت الدولة النووية المعزولة تجارب على صواريخ متوسطة المدى في الأسابيع الأخيرة احتجاجا على المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية المشتركة، والتي تراها بيونغ يانغ بأنها مجرد تدريبات على غزوها.واختتمت آخر مناورة مشتركة بين الجيشين الثلاثاء الماضي.

ووصلت المحادثات النووية بين بيونج يانج وواشنطن الى حائط مسدود منذ القمة الثانية بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هانوي في فبراير الماضي.

والتقى الرجلان من جديد في يونيو على الحدود في المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم الكوريتين منذ نهاية الحرب الكورية(1950-1953م).

وأفضى اللقاء عن قرار إعادة إطلاق المحادثات بشأن برنامج بيونج يانج النووي إلا أنها لم تستأنف حتى الآن.

لكن المبعوث الأمريكي الخاص الى كوريا الشمالية ستيفن بيجون صرح في وقت سابق من هذا الأسبوع خلال زيارة له إلى سيول بأن الولايات المتحدة «جاهزة» للانخراط مجددا في المباحثات بمجرد صدور إشارة عن بيونج يانج.