1298889
1298889
غير مصنف

فشل مركبة «سويوز» في الإرساء التلقائي بمحطة الفضاء الدولية

24 أغسطس 2019
24 أغسطس 2019

موسكو - «أ ف ب»: فشلت مركبة الفضاء «سويوز» التي تحمل «فيدور» وهو روبوت بملامح بشرية من صنع روسيا أمس السبت في الإرساء التلقائي على محطة الفضاء الدولية، في ضربة جديدة لقطاع الفضاء الروسي. وجاء في بيان لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أنه في الساعة 05,36 بتوقيت غرينيتش، «أمر رواد الفضاء الروس بإحباط مهمة الإرساء التلقائي» بعد فشل «سويوز» في «دخول قاعدة وحدة هبوط المركبات بويسك» التي ثبتت على محطة الفضاء الدولية في عام 2009.

وأضاف البيان أن المركبة الفضائية الروسية انتقلت بعد ذلك إلى «مسافة آمنة» من المحطة في انتظار توجيهات من مركز التحكم (تسوب) بشأن تحركاتها المقبلة. وأكدت «ناسا» أن «المحاولة المقبلة قد تتم صباح غد الاثنين في أقرب تقدير وفق المسؤولين الروس».

وقد انقطع البث المباشر على موقع وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس» عندما كانت «سويوز» على بعد 100 متر من المحطة. ولم تتمكن «سويوز» من الإرساء في الوقت المحدد بسبب «خلل» في نظام الإرساء في محطة الفضائية الدولية وفق ما نقلت وكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي» عن مصدر في صناعة الفضاء الروسية.

وقد عقد اجتماع طارئ يهدف إلى تحديد موعد لمحاولة ثانية في «تسوب»، وفقا لبيان صادر عن «روسكوسموس». وأكدت وكالة الفضاء الروسية أنه «ليس هناك تهديد لمحطة الفضاء الدولية ولا لطاقمها».

وتعد هذه الحادثة خيبة أمل جديدة لقطاع الفضاء الروسي الذي طالته في السنوات الأخيرة حوادث مذلة وفضائح فساد. ففي أكتوبر الماضي، تعرضت مركبة «سويوز» لعطل بعد دقيقتين من إقلاعها ما اضطر رائدي الفضاء الأمريكي نيك هايغ والروسي أليكسي أوفشينين إلى القيام بعملية هبوط اضطراري.

وكان هذا الفشل الأول في تاريخ الرحلات المأهولة إلى محطة الفضاء الدولية التي تسبح على ارتفاع 400 كيلومتر. وقد أقلع الروبوت «فيدور» الذي يحمل رمز التعريف «سكايبوت اف 850» في صاروخ «سويوز» أطلق عند الساعة 6,38 بتوقيت موسكو (3,38 بتوقيت غرينيتش) من قاعدة الفضاء الروسية في بايكونور في كازاخستان. وكان من المفترض أن يصل إلى محطة الفضاء الدولية ويبقى 10 أيام حتى السابع من سبتمبر.

ويبلغ طول هذا الروبوت الفضي الذي يكتسي ملامح بشرية 1,80 متر وهو يزن حوالي 160 كيلوغراما. وله حساب في كلّ من «إنستغرام» و«تويتر» يستعرض فيه نشاطاته اليومية، مثل تعلمه طريقة فتح زجاجة مياه.

وكان هذا الروبوت سينفّذ مهمات مختلفة في محطة الفضاء الدولية تحت إشراف الرائد الروسي ألكسندر سكفورتسوف الذي انضمّ إلى طاقم المحطة الشهر الماضي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء «ريا نوفوستي». كما كان سيختبر قدراته في بيئة تنخفض فيها قوّة الجاذبية إلى حدّ بعيد. وفي وسعه تقليد حركات الإنسان، أي أنه قادر على مساعدة الرواد في إنجاز مهماتهم.

وليس «فيدور» أول روبوت يسافر إلى الفضاء. ففي عام 2011، أرسلت «ناسا» روبوتا بملامح بشرية اسمه «روبونوت 2» طوّر بالتعاون مع «جنرال موتورز»، إلى الفضاء بهدف تشغيله في بيئة عالية الأخطار. وهو عاد إلى الأرض سنة 2018 بسبب مشكلات تقنية.

وفي عام 2013، أرسلت اليابان الروبوت الصغير «كيروبو» تحت إشراف أول قائد ياباني لمحطة الفضاء الدولية كويشي واكاتا. وقد طوّر هذا الروبوت بالتعاون مع «تويوتا» وكان في وسعه التكلّم لكن باليابانية لا غير.

ولا تخفي السلطات الروسية التي يمثّل غزو الفضاء مسألة استراتيجية لها طموحاتها في مجال الروبوتات الفضائية. وقد عرض مدير «روسكوسموس» ديميتري روغوزين المعروف بمشاعره القومية الجيّاشة صورا لـ «فيدور» في أغسطس على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مقدّما الروبوت على أنه «معاون لطاقم» محطة الفضاء الدولية. وهو قال خلال ذلك اللقاء «سنعوّل مستقبلا على هذه الآلة لغزو الفضاء البعيد».

ويشكّل غزو الفضاء مصدر اعتزاز في روسيا منذ الحقبة السوفييتية. لكن بالرغم من وعود الكرملين الطموحة جدا في مجال الفضاء، شهد القطاع سلسلة من الانتكاسات والحوادث وفضائح الفساد في السنوات الأخيرة. غير أن روسيا هي راهنا البلد الوحيد القادر على تسيير رحلات مأهولة نحو محطة الفضاء الدولية.