العرب والعالم

النواب الكوسوفيون يقررون حل البرلمان

22 أغسطس 2019
22 أغسطس 2019

تمهيدا لانتخابات تشريعية مبكرة -

بريشتينا - (أ ف ب): صوت النواب الكوسوفيون امس على حل البرلمان تمهيدا لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، في خطوة ستؤدي إلى إرجاء الحوار الذي يرغب فيه الأوروبيون بين بريشتينا وبلجراد.

وصوت 89 من أصل النواب البالغ عددهم 120 على حل الجمعية الوطنية، على أثر تعذر تشكيل أغلبية جديدة بعد استقالة رئيس الوزراء راموش هاراديناي في يوليو الماضي.

وكان هاراديناي (51 عاما) القائد السابق لحركة التمرد في كوسوفو في الحرب ضد القوات الصربية (1998-1999) أعلن استقالته بعدما استدعته محكمة دولية تشتبه بارتكابه جرائم حرب.

وقد مثل مرة أولى في 24 يوليو أمام هذه المحكمة التي شكلت في 2015 وتتخذ من لاهاي مقرا لها.

وهذه المحكمة مكلفة بالتحقيق في جرائم يشتبه بأن المقاتلين من ألبان كوسوفو قاموا بارتكابها خصوصا ضد عدد من الصرب وغجر الروما ومعارضين ألبان لجيش تحرير كوسوفو أثناء النزاع وبعده.

وأسفر النزاع في كوسوفو الذي كان آخر الحروب التي نشبت مع تفكك يوغوسلافيا السابقة، عن سقوط أكثر من 13 ألف قتيل بينهم 11 ألفا من ألبان كوسوفو وألفي صربي ومئات من غجر الروما.

وستؤخر هذه التطورات في كوسوفو استئناف الحوار مع صربيا التي ترفض الاعتراف باستقلال إقليمها الجنوبي السابق المدعوم من معظم الدول الغربية، الذي أعلن في 2008.

وهذا الحوار الذي بدأ في 2011 بوساطة من الاتحاد الأوروبي يراوح مكانه. فما إن استؤنف الصيف الماضي حتى توقف مع منع صربيا ترشح انضمام كوسوفو للشرطة الدولية (انتربول) منذ أشهر. وردت كوسوفو بفرض رسوم نسبتها مائة في المائة على المنتجات المستوردة من صربيا.

وقال الرئيس الصربي الكسندر فوسيتش الذي التقى الثلاثاء الماضي في نيويورك وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للبحث في الحوار بين بريشتينا وبلجراد، إن المحادثات يمكن أن تستأنف «مطلع ديسمبر المقبل في أفضل الأحوال»، بانتظار تشكيل حكومة في كوسوفو. وأكد الرئيس الصربي أن بلجراد مستعدة لاستئناف الحوار بشرط واحد هو أن تتخلى كوسوفو عن فرض الرسوم الجمركية على منتجاتها.

وعلى الرغم من ضغوط المفوضية الأوروبية وواشنطن، يرفض هاراديناي حتى الآن إلغاء هذه الرسوم.

ويرى المحلل السياسي ارتون مهاجري أن استئناف الحوار سيكون قضية حاسمة عند تشكيل أي حكومة جديدة.

وقال مهاجري لوكالة فرانس برس إن «وقتا طويلا هُدر ولن يسمح بحكومة لا تنظر بشكل إيجابي إلى الحوار مع صربيا».

ويرى محللون أيضا أن الانتخابات يمكن أن تسبب خللا في توازن القوى في هذه الديموقراطية الهشة.

فقد كان يهيمن على البرلمان في الماضي تحالفات بقيادة زعماء حرب سابقون مثل هاراديناي وهاشم تاجي.

ومن الاحتمالات المطروحة تشكيل تحالف بين حزبي المعارضة «رابطة كوسوفو الديموقراطية» (يمين الوسط) وحزب الاستقلال (فيتيفيندوسيي) اليساري القومي.

وقال المحلل ادريان تسولاكو إن تحالف الحزبين مع أنهما مختلفان جدا عقائديا، يمكن أن يدفع الحزب الديموقراطي لكوسوفو الذي يقوده تاجي، إلى المعارضة للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات. وأضاف «سيكون ذلك أمرا سليما للديموقراطية في البلاد».

ولا يستبعد محللون حتى الآن هاراديناي من اللعبة السياسية. وقد صرح أنه سيعود إلى السياسة إذا لم توجه إليه المحكمة في لاهاي اتهامات.

وكانت محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة برأت هاراديناي في 2008 و2012 من جرائم بحق مدنيين من الصرب وكذلك من غجر الروما وألبان كوسوفو.