1297283
1297283
الاقتصادية

سـوق السمـك بالخابورة .. في انتظـار التطويــر

22 أغسطس 2019
22 أغسطس 2019

ينقصه الكثير من المرافق والخدمات -

الخابورة - سعيد الهنداسي -

يعتبر سوق الأسماك بالخابورة واحدا من الأسواق القديمة التي تتبني المناداة أو (الدلالة) التي ليست بالجديدة بلا أدني شك كمهنة يقوم بها شخص له مواصفات خاصة ولكن تطبيقها على سوق الخابورة كان هو الجديد.

كيف وجد رواد السوق هذه التجربة؟ وما هي أبرز إيجابياتها من وجهة نظرهم و ما هي ملاحظاتهم عليها؟ وماذا ينقص السوق في الوقت الحالي ليصبح منافسا لغيره من الأسواق؟ وهل سنرى قريبا مبنى جديد للسوق أم سيبقى الحال على ما هو عليه؟ جميع هذه الأسئلة كانت حاضرة معنا في تجوالنا في السوق.

حكاية السوق

بداية سنتعرف على تاريخ سوق الخابورة للأسماك منذ افتتاحه حتى الآن والخدمات التي تقدم فيه لمرتاديه ومرافقه من خلال خليفة السعيدي المشرف على السوق والمتواجد يوميا فيه وممثل دائرة الزراعة والثروة السمكية الذي يقول : طبيعة عملي تنحصر في مراقبة السوق ونشرف على وصول الأسماك منذ دخولها السوق وإبعاد الأسماك غير الصالحة وإتلافها بالإضافة الى اسماك يمنع صيدها في فترات محددة مثل اسماك الكنعد فنقوم بتنفيذ هذا القرار ومنع تواجدها وإصدار التراخيص الخاصة بالصيد وصيانة السوق.

ويضيف السعيدي: يضم سوق السمك الحالي مرافق محددة مثل مخزن ودورة مياه ومخزن اخر صغير ويستوعب السوق الحالي 36 (دكه) أو موقع خاص بالصيادين بالإضافة الى عدد ( دكتين) خاصتين بالمناداة.

وقت المناداة

وعن هذه المناداة أو الدلالة يشير خليفة السعيدي عنها بقوله: هناك إقبال جيد عليها من قبل الصيادين على اعتبار انهم يقومون بها داخل السوق في مكان مهيأ لهم بينما كانوا في السابق يقومون بها على الشاطئ في الشمس الحارة ودرجات حرارة مرتفعة خاصة في فصل الصيف ويتم توقيع عقد بين الدلال والوزارة.

وحول توقيت الدلالة يشير السعيدي الى انه خلال فترة الصيف يكون وقت الدلالة من الساعة 6 الى 10 صباحا وفي فترة الشتاء من الساعة 5 والنصف الى 9 صباحا

أفضل الأسماك

وعن الأسماك التي يكون عليها الإقبال كثيرا بين مرتادي السوق ذكر مراقب السوق أن سمك (الكنعد) يعتبر من اهم الأسماك التي يقبل مرتادي السوق عليها كثيرا لجودته ولحمه الطري وسهولة هضمه، كما نقوم بتوفير أدوات خاصة لتقطيع الأسماك والثلاجات كما أن هناك بيع في الفترة المسائية في نفس المكان الحالي داخل السوق بدلا من بيعها على الأرض وأماكن غير مهيأة وواجهنا صعوبة في البداية في تقبل الباعة والمشترين للفكرة ثم بعد ذلك اقتنعوا بها وبدأوا الحضور في السوق.

ويختم خليفة السعيدي معنا عن أسعار السوق واصفا إياها بالمتفاوتة وتعتمد على العرض والطلب ومدى توفر الأسماك وقلتها.

من جانبه أكد علي بن سعيد القطيطي عضو المجلس البلدي بالخابورة، على مناقشة موضوع السوق من خلال اجتماعات المجلس البلدي سواء على مستوى الولاية أو على مستوى المحافظة وانه ومن خلال هذه الاجتماعات تم رفع الاقتراحات ومطالبات أهالي الخابورة من اجل إقامة سوق للسمك يتم بناءه بالمواد الثابتة بديلا للسوق الحالي الذي لا يوفي بالغرض وينقصه الكثير من المرافق والخدمات وتم إبلاغنا بان الوزارة قد انتهت من وضع تصاميم خاصة بالمشروع وفي انتظار الاعتمادات المالية وبإذن الله يرى السوق النور قريبا لان أهالي الخابورة يستحقون ذلك.

تاريخ السوق

حول تاريخ سوق السمك بالخابورة حدثنا جمعة البلوشي احد أعضاء سنة البحر بالولاية قائلا: السوق كان يكسوه السعف منذ ستينات القرن الماضي حتى نهاية الثمانينات ثم جاءت مرحلة البناء الحالية من مواد ( الشينكو والاسبست ) وهو شبه مفتوح مع تزويده بالمراوح والمصابيح الكهربائية.

ويضيف.. في ظل الوضع الحالي في المبنى ربما في فترة الشتاء يكون مناسبا للباعة والمرتادين ولكن في فصل الصيف وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة يحتاج لمزيد من الاهتمام وكلنا أمل في أن نرى مبنى جديدا للسوق كما سمعنا منذ فترة ليست بالقصيرة وان نرى سوق الأسماك بولاية الخابورة من الأسواق الجديدة والمهيأة كما هو الحال في باقي الولايات المجاورة والتي تضم أسواقا مغلقة ومكيفة ومزودة بكافة التجهيزات الصحية والسلامة والأمان لراحة مرتادي السوق من باعة ومشترين وهناك مطالبات سابقة من المعنيين والمهتمين بالأمر وكما علمنا أن هناك مخطط لبناء السوق وتم عرضه علينا وكلنا أمل أن نرى سوق الخابورة للأسماك قريبا.

سلاح ذو حدين

وحول تطبيق نظام المناداة بالسوق في تحديد البيع والشراء يقول البلوشي: المناداة جيدة ولكن إرضاء الناس غاية لا تدرك وهي بمثابة سلاح ذو حدين هناك من يستاء من المناداة فعلى سبيل المثال يأتي الصياد بعدد 100 سمكة ويقوم المنادي بالمناداة على 5 أو 10 فلا يكون للكثير نصيب من هذا السمك الذي تمت المناداة عليه والبقية يباع بالجملة على (القماميط) سواء من داخل السوق أو خارجه ثم تخرج هذه الأسماك الى خارج الولاية ولا يتم الاستفادة منها.

رأي الدلال

تعتبر المناداة أو (الدلالة) من المهن القديمة التي كانت حاضرة في أسواقنا العمانية التقليدية ويبقى سوق الأسماك بالخابورة من الأسواق التي اشتهرت بهذه المهنة. وبدأ سوق الخابورة تطبيق هذا النوع من البيع على الأسماك التي تصل إليه من الصيادين.

ويقول مساعد (الدلال) خليفة بن علي القطيطي: في حالة غياب الدلال الرئيسي يعطي تعليماته للمساعد الذي يمشي على هذه التعليمات، كون الدلال يكون على تواصل مع الجهات الرسمية تكون هناك اجتماعات يحضرها الدلال ويقوم بشرحها للمساعدين له ويقدم لهم تفاصيل الاجتماعات ويوجههم.

وعن بداية عمله في أول الصباح يواصل خليفة القطيطي حديثه معنا بقوله في أول الصباح في حالة غياب المشترين أقوم ببيع السمك على (القماميط) وهم الذين يبيعونه بدورهم على المستهلكين ومرتادي السوق بالجملة، كما انه توجد هناك لائحة يكون فيها للمستهلك ما نسبته 2% من القيمة أقوم بدوري بتوزيع هذه النسب بالتساوي وفي حالة زيادة المستهلكين أقوم بالمناداة بالجملة وهناك فرق بين دلالة المستهلك ودلالة (القماميط) الذين يقومون بشراء السمك من الدلال ويبيعونه المستهلك ويكون دوري هنا كالوسيط بين جميع الأطراف وأمارس هذه المهنة منذ بداية تطبيقها.

ارتفاع الأسعار

أحمد القرطوبي أحد الباعة المتواجدين في سوق الخابورة للأسماك تطرق الى ارتفاع أسعار الأسماك بالسوق معللا سبب الارتفاع الى أن كل الأسماك التي تصل الى سوق الخابورة يتم نقلها الى بقية الأسواق في الولايات ويتم تحميل كل الأسماك الى تلك الأسواق مع تشابه عدد كبير من الأسماك كأسماك (السهوة والحبسة والعنفلوص) يتم تحميله الى الدول المجاورة أما اسماك (الكوفر والصال والعندق) لا تتوفر بكثرة، وحول موضوع الدلالة هل تخدمه كبائع أشار القرطوبي أن الدلالة لا تخدمه كبائع لأنها جعلت الأسعار مرتفعة وأضاف كنا في السابق نشتري الأسماك من الصيادين من الشاطئ مباشرة ونقدم له المبلغ بسعر بالإضافة أنها تتأخر الى الساعة 10 صباحا وبالتالي المستهلك يكون متواجدا منذ الصباح فلا يريد أن يتأخر لبعد الساعة 10 ونتمنى أن تكون المناداة حتى الساعة 8 ويختم القرطوبي حديثه بدعوته أن يكون هناك مبنى جديدا للسوق لان المبنى الحالي أوشك على السقوط.

مرتادي السوق

ولأخذ آراء مرتادي سوق الأسماك بولاية الخابورة التقينا بأحدهم وهو صالح بن عبدالله الحوسني من ولاية الخابورة تحدث عن حالة السوق الحالي قائلا: نتمنى أن نرى سوق الأسماك بالخابورة افضل من السوق الحالي، ويختلف صالح الحوسني كمشتري في الرأي عن بائعي السمك في السوق قائلا: انه يفضل الدلالة وان تكون بشكل مفرد معللا سبب ذلك بقوله: أنا مشتري حضرت للسوق لشراء سمكة أو سمكتين ولست بحاجة لشراء كمية كبيرة بالتالي ليس من صالحي ولا يفيدني شراء الجملة لذلك أنا مع البيع بالمفرد.