1297213
1297213
العرب والعالم

ترامب يلغي زيارة للدنمارك بعد رفض رئيسة حكومتها بيع جرينلاند

21 أغسطس 2019
21 أغسطس 2019

كوبنهاجن في صدمة!!

واشنطن - (أ ف ب): أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس الاول إرجاء لقاء مقرر مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريديريكسن بسبب رفضها بيع جرينلاند للولايات المتحدة، في إعلان أثار دهشة الدنمارك حيث أكدت الملكة أنها «فوجئت» به. وقال ناطق باسم البيت الأبيض لوكالة فرانس برس بعد لحظات من سلسلة تغريدات كتبها الرئيس الأمريكي إن زيارة ترامب المقررة في بداية سبتمبر «ألغيت حاليا». في كوبنهاجن، قالت الأسرة الملكية التي وجهت الدعوة إلى ترامب إنها «فوجئت» بالقرار، وذلك في تعليق بثه التلفزيون.

وبدت الطبقة السياسية بأكملها مذهولة، وقال زعيم اليسار الراديكالي مارتن اوسترغارد عصو الأغلبية البرلمانية أن «الواقع يفوق الخيال... هذا الرجل لا يمكن التكهن بتصرفاته».

أما المحافظ راسموس يارلوف، فقد كتب على تويتر «بلا سبب، يعتبر ترامب أن جزءا (يتمتع بحكم ذاتي) من بلدنا معروض للبيع. بعد ذلك يلغي بشكل مهين زيارة كان الجميع يقومون بالاعداد لها. هل هناك أجزاء من الولايات المتحدة معروضة للبيع؟ ألاسكا مثلاً؟»، واضاف «نرجو إبداء مزيد من الاحترام».

وكتب ترامب أن «الدنمارك بلد يتسم بخصوصية وأهله رائعون، لكن بسبب تعليقات رئيسة الوزراء ميتي فريديريكسن التي قالت إنها غير مهتمة إطلاقاً بمناقشة شراء جرينلاند، سأرجئ لقاءنا المقرر بعد أسبوعين إلى وقت آخر». وأضاف الملياردير الجمهوري أن «رئيسة الوزراء تمكنت من توفير الجهد والمال على الولايات المتحدة بقولها ذلك مباشرة. أشكرها على ذلك وأنتظر بفارغ الصبر تحديد موعد جديد في المستقبل» لعقد هذا اللقاء.

ويأتي ذلك في فترة دبلوماسية مهمة للرئيس الأمريكي الذي يفترض أن يتوجه قريبا إلى فرنسا لحضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في بياريتس في 24 و26 أغسطس. وتعقد هذه القمة وسط خلافات كبيرة بين الولايات المتحدة وحلفائها.

وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية في نهاية الأسبوع الماضي أن دونالد ترامب طلب معلومات عن إمكانية شراء الولايات المتحدة جرينلاند الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 56 ألف نسمة وتتمتع بحكم ذاتي وتابعة للدنمارك.

وأكد ترامب الأحد أنه مهتم فعلا بشراء جرينلاند لكن هذه القضية ليست من أولويات إدارته، مشيرا إلى أن زيارته إلى الدنمارك «ليست لهذا السبب إطلاقا».

وقال لصحفيين «انه أمر تحدثنا عنه»، وأضاف أن «الفكرة طرحت وقلت إنها مهمة استراتيجيا بالتأكيد وسنكون مهتمين بذلك، لكننا سنتحدث (إلى الدنمارك) قليلا»، مشيرا إلى أنها «ليست القضية الأولى» لدى إدارته.

وردا على سؤال عما إذا كان يمكن أن يوافق على مبادلة أراض أمريكية بجرينلاند، قال ترامب «هناك الكثير من الأمور التي يمكن فعلها».

وأثارت هذه الفكرة سخرية البعض، لكن هذه الحادثة الجديدة تكشف مجددا قدرة الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة على كسر كل قواعد الدبلوماسية التقليدية.

وبذلك لن يتوجه ترامب في بداية سبتمبر إلى الدنمارك التي كان قد وافق على تلبية دعوة ملكتها مارغريتي الثانية، مع أنه أكد الأحد أن هذه الزيارة ليست مرتبطة «إطلاقا» بتطلعاته إلى أرضها. ولم تنظر السلطات المحلية بارتياح إلى تصريحات قطب العقارات السابق.

وقالت وزارة خارجية جرينلاند الجمعة إن «غرينلاند غنية بالثروات الطبيعية... نحن مستعدون لعقد صفقات ولكن ليس لبيع» هذه الأرض. وجرينلاند جزيرة تبلغ مساحتها مليوني كيلومتر مربع في القطب الشمالي، غنية بالموارد الطبيعية من نفط وغاز وذهب وألماس ويورانيوم وزنك ورصاص. وقد استعمرتها الدنمارك منذ القرن الثامن عشر.

وهي المرة الثانية التي يطرح فيها الرئيس الجمهوري مسألة شراء جرينلاند. وكان الرئيس الأمريكي كتب الإثنين «اعدكم بألا أبني هذا في غرينلاند»، مرفقا تغريدته بصورة مركبة لأحد فنادقه في لاس فيغاس وسط أرض تقع في الجزيرة الدنماركية. وكانت تغريدته الأولى الخميس أرفقت بصورة وعبارة «غرينلاند بعد عشر سنوات!».=