1296862
1296862
المنوعات

ندوة «مازن بن غضوبة الطائي» تفند المصادر وتبحث في حياة الصحابي الجليل

21 أغسطس 2019
21 أغسطس 2019

سلطت الضوء على نسبه وحياته وإسلامه -

كتبت: بشاير السليمية:-

سلطت ندوة «مازن بن غضوبة الطائي: أثره ورؤيته الفكرية» والتي أقيمت مساء أمس الأول بالنادي الثقافي الضوء على الصحابي الجليل ونسبه وحياته وإسلامه وأسرته والحياة الاجتماعية العمانية في عصره، بمشاركة أربعة من الباحثين توسطهم الدكتور سيف الهادي ليدير دفة الأمسية.

وانطلاقا من أهداف عرج عليها الهادي قبل البدء كالإثبات التاريخي لهذه الشخصية العمانية التي تركت بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي العماني، ونقد الروايات التاريخية التي أحاطت بهذه الشخصية الجليلة باستخدام مناهج وطرق البحث درس الباحثون الأربعة جوانب متعددة من حياة مازن بن غضوبة بحثا وتقصيا.

وحول الحياة الاجتماعية في عمان في عصر الصحابي مازن بن غضوبة، ناقش الدكتور محمد المنذري المكان والزمان الذي عاش فيهما الصحابي مازن بن غضوبة، حيث كان موطنه مدينة سمائل، كما وصفها المنذري خلال حديثه: «هي إحدى مدن وولايات عمان ذات التاريخ والمجد العريق تقع في داخلية عمان، واليوم إحدى ولايات محافظة الداخلية، فأخرجت طوال تاريخها الكثير من العلماء والأدباء والمفكرين».

أما عن الزمان فتابع المنذري: «كان زمن مبعث النبي صلى الله عليه وسلم أي في نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع الميلادي». وفي الحديث عن مكانته الأسرية والقبلية يشير المنذري إلى أن للصحابي الجليل مكانة رفيعة وأنه من قبيلة عربية كبيرة هي قبيلة طي التي لها انتشار واسع في الجزيرة العربية، وقال: «كان رجال الدين هم طبقة أعلى طبقات المجتمع مكانة ومنزلة لأنهم يعدون ألسنة الآلهة الناطقة على هذه الأرض فلذا كان الصحابي مازن بين قومه قبل أن يعتنق دين الإسلام من هذه الطبقة العلية في العرف الجاهلي».

وسلط المنذري في ورقته الضوء على الدين في المجتمع العماني قبل الإسلام وقبل إسلام ابن غضوبة، حيث أشار إلى أنه لا يختلف عما دان به العرب في الجزيرة العربية حيث كان معظمهم يدينون بالوثنية وعبادة الأصنام بعد أن انحرفوا عن حنيفية دين إبراهيم عليه السلام. وإلى جانب الدين عرج الدكتور المنذري على الأوضاع المعيشية في عمان في عصر الصحابي مازن بن غضوبة مشيرا إلى أن عمان في تلك الحقبة من التاريخ في ازدهار معيشي ففيها التجارة والزراعة والصناعة مما كان لها الأثر في أن تكون عمان بأسواقها الشهيرة محل اهتمام عرب الجزيرة العربية. وإضافة إلى ذلك استعرض المنذري العادات والتقاليد والأعمال السائدة آنذاك في عمان.

وفي المحور الثاني، تناول الدكتور بدر العلوي رئيس قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس «نسب وحياة مازن بن غضوبة»، طارحا فيها مولد الصحابي الجليل، ونسبه، وحياته في الجاهلية، وحياته بعد إسلامه، وأثره في نشر الإسلام في عمان، ووفاته. وفيما يخص مولده أشار العلوي إلى أن المصادر لم تشر إلى مولده أنها في الغالب تحدثت عنه بعد إسلامه، وقد يعود ذلك لأن اتصاله بالرسول صلى الله عليه وسلم كان في سن متأخرة، أما نسبه فيشير العلوي إلى المصادر العمانية وغير العمانية اتفقت على أنه ينتمي إلى الغوث بن طي الطائي ولكنها اختلفت في نسبه الأخير، أما أمه فيقول العلوي أنها زينب بنت عبدالله بن ربيع بن حويس بن بني عمران.

وتناول الدكتور المكرم إسماعيل الأغبري وهو محاضر بكلية العلوم الشرعية، المحور الثالث والذي كان حول «إسلام مازن بن غضوبة وأهل عمان»، وأشار إلى أن إسلام الشعب في عمان كان أسبق من إسلام السلطة، فالشعب سبق الملكين جيفر وعبد ابني الجلندى، منوها إلى أن مازن بن غضوبة وباعتباره أول من أسلم من أهل عمان لم يكن هو الصحابي الوحيد من أهل عمان، وعدد مجموعة منهم حسب ما أورده سيف البطاشي في كتابه «إتحاف الأعيان»، وحول أسبقية إسلام الشعب تساءل الأغبري عن دراية السلطة بالتغير الحاصل، فرَجعَ دلالة ذلك إلى كون الحرية كانت مكفولة في عمان بشرط احترام الآخر، وحين أسلمت السلطة أعلن الإسلام طوعا لا كرها. وعن أحد الملامح الوطنية في قصة الصحابي الجليل عرج الأغبري على الدعاء الذي طلبه ابن غضوبه من الرسول لأهل عمان وهو يقول له بعد كل دعوة «زدني يا رسول الله».

وفي المحور الأخير ناقش الدكتور راشد الحارثي مساعد عميد كلية العلوم الشرعية «أسرة مازن بن غضوبة في خدمة العلم»، متحدثا عن عائلة مازن بن غضوبة الذين اشتهروا بالعلم وأسهموا في الحضارة الإسلامية على مدى العصور. كما أشار إلى أنه تتبع نسب مازن ووجد تراجم في كتب الرواية أن له ما يزيد عن اثنتي عشرة شخصية من أحفاده وأحفاده البعيدين، والذين عرف عنهم الورع والتقوى والسفر في طلب العلم والجهاد في سبيل الله خصوصا في الدفاع عن ثغور دولة المسلمين، والإنتاج الأدبي وعلم القياس والظاهر. ومنهم: أحفاد علي بن حرب، وأحمد بن حرب، وعلي بن حرب، وحرب بن محمد.

والجدير بالذكر أن هذه الندوة وغيرها من الندوات التي تسلط الضوء على أحد أعلام عمان تأتي ضمن أهداف النادي الثقافي لإبراز الأعلام العمانية والإسهامات التي قدموها خدمة لعمان بشكل خاص وللإنسانية بشكل عام في شتى المجالات.