غير مصنف

ندوة عن الرؤية الفكرية للصحابي مازن بن غضوبة الطائي

21 أغسطس 2019
21 أغسطس 2019

مسقط في 21 أغسطس/ العمانية / نظم النادي الثقافي بمقره بالقرم، ندوة بعنوان "

الصحابي مازن بن غضوبة الطائي أثره ورؤيته الفكرية" تم خلالها تسليط الضوء

على سيرته العطرة ورؤيته الفكرية بمشاركة نخبة من الباحثين العمانيين

المتخصصين تطرقوا إلى فكر وحياة هذا الصحابي الجليل وخدمته للعلم والمجتمع.

بدأت أعمال الندوة مساء أمس بكلمة افتتاحية للجنة المنظمة للندوة القاها الدكتور

إبراهيم بن يحيي البوسعيدي عضو مجلس إدارة النادي الثقافي أكد خلالها على أهمية

مثل هذه الندوات التي تتحدث عن الشخصيات العمانية التي كان لها أثر كبير في

مختلف المجالات وقال إن النادي الثقافي يهدف من خلال هذه الندوات العلمية

الخاصة بالأعلام العمانية التعريف بأعلام عمان وإعادة قراءة أفكارهم العلمية

والفكرية، لاسيما أولئك الأعلام المؤسسين للعلوم الإنسانية والتطبيقية في عُمان

والعالم العربي، ليتم تقديم فكرهم ضمن رؤية تتناسب مع العصر الحديث والمتغيرات

الثقافية المختلفة من ناحية، وتعريف الأجيال الحالية بهم من ناحية ثانية.

بعد ذلك بداء المتحدثون في الندوة والتي اداراها الإعلامي الدكتور سيف بن سالم

الهادي بطرح أوراق عملهم من خلال أربعة محاور أساسية حيث تحدث في البداية

الدكتور محمد بن ناصر المنذري؛ الذي عمل مستشارا للبرامج الدينية بالهيئة العامة

للإذاعة والتلفزيون، "عن الحياة الاجتماعية في عمان قبل الإسلام" وأشار إلى أن

عمان كانت ذات إستقلال سياسي وهي مملكة تقع في الجنوب الشرقي من شبه

الجزيرة العربية تحتل عمان موقعاً متميزاً؛ وتميز موقعها يكمن في أنها بوابة الوطن

العربي من الجهة الشرقية، حيث تعد منطقة رأس الحد آخر نقطة فيه وموطن

الصحابي الجليل مازن بن غضوبه مدينة سمائل وهي إحدى مدن وولايات عمان

ذات التاريخ والمجد العريق تقع في داخلية عمان، واليوم إحدى ولايات محافظة

الداخلية، فخرجت طوال تاريخها الكثير من العلماء و الأدباء و المفكرين.

أما الزمان فكان زمن مبعث النبي صلى الله عليه وسلم أي في نهاية القرن السادس

وبداية القرن السابع الميلادي وقال ان مكانته الأسرية والقبلية وهي مكانة رفيعة ومن

قبيلة عربية كبيرة هي قبيلة طي التي لها انتشار واسع في الجزيرة العربية، وكان

رجال الدين هم طبقة أعلى طبقات المجتمع مكانة ومنزلة لأنهم يعدون ألسنة الآلهة

الناطقة على هذه الأرض فلذا كان الصحابي مازن بين قومه قبل أن يعتنق دين

الإسلام من هذه الطبقة العلية في العرف الجاهلي وأشار الى ان الدين في المجتمع

العماني قبل الإسلام، لا يختلف عما دان به العرب في الجزيرة العربية حيث كان

معظمهم يدينون بالوثنية وعبادة الأصنام بعد أن انحرفوا عن حنيفية دين إبراهيم عليه

السلام اما عن الأوضاع المعيشية في عمان في عصر الصحابي مازن بن غضوبه

كانت عمان في تلك الحقبة من التاريخ في ازدهار معيشي ففيها التجارة والزراعة

والصناعة مما كان لها الأثر في أن تكون عمان بأسواقها الشهيرة محل اهتمام عرب

الجزيرة العربية وغيرهم.

وأضاف الدكتور محمد المنذري ان عمل ومكانة كل من الرجل والمرأة في عصر

الصحابي مازن بن غضوبه فعمان هي من البلاد الحضرية التي اشتغل أهلها

بالزراعة والتجارة والصناعة وعرف رجالها بركوب البحر واشتهروا بالملاحة

ومكانة الرجل في تلك الحقبة هو السيد المطاع ولم تكن المرأة لها نفس التقدير

والإجلال حتى جاء دين الله القويم فرفع مكانة المرأة، وحول العادات والتقاليد

السائدة في المجتمع العماني في ذلك العصر وعمان فأكد المنذري انها جزء من البلاد

الحضرية في الجزيرة العربية فيسري فيها ما كان سائدا في ذلك الزمان فالمجتمع

ينقسم إلى طبقات حيث كان الناس يعاملون حسب منازلهم ودرجاتهم، حتى في الثأر

كان القتيل لا يقتل قاتله المباشر ولكن يأخذ القصاص بمن يكافئه في المنزلة حتى

أبطل الأسلام هذا السلوك وكذلك في الزواج فالمرأة لا تزوج إلا بمن يكافئها في

النسب ومن هذه النظرة امتنع العرب من تزويج بناتهم من الأعاجم حتى لو كان ذلك

الأعجمي ملكا .

وفي المحور الثاني الذي قدمه الدكتور بدر بن هلال العلوي رئيس قسم التاريخ

بجامعة السلطان قابوس، استعرض خلاله " نسب وحياة مازن بن غضوبة حيث قال

ان الصحابي مازن بن غضوبة يعتبر أول من أسلم من أهل عمان حسب رواية

المؤرخين والذي كان أحد الأشخاص المشهورين في مدينة سمائل حيث كان سادنا

لصنم يعبده اسم (ناجر او باجر) ويعبده بنو خطامه وبنو الصامت من طي وتطرق

الدكتور بدر العلوي في محاضرته الى العديد من النقاط في شخصية مازن بن

غضوبه حيث تحدث عن مولده ونسبه وحياته في الجاهلية وحياته بعد إسلامه وأثره

في نشر الإسلام في عمان ووفاته.

فيما تحدث في المحور الثالث المكرم الدكتور إسماعيل الاغبري عضو مجلس الدوله

عن"إسلام مازن بن غضوبة وأهل عمان حيث قال ان اهل عمان اسلموا طوعا

واستقبلوا موفد رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل الاحترام والتقدير واسلموا بدون

تردد حيث كان الصحابي الجليل مازن بن غضوبه اول من اسلم من اهل عمان وكان

له دور في نشر رسالة الإسلام.

وفي المحور الرابع الذي تناول " أسرة مازن بن غضوبة في خدمة العلم" تحدث

الدكتور راشد الحارثي عميد كلية العلوم الشرعية للشؤون الإدارية والمالية في بحثه

عن عائلة مازن بن غضوبة الذين اشتهروا بالعلم وأسهموا في الحضارة الاسلامية

على مدى العصور حيث بدا الحديث بقصة اسلام مازن بن غضوبة التي تناقلها

علماء الحديث وتراجم العلماء عبر العصور وما روي عن مازن من حديث وكذلك

من أسرته ومن في حكمهم مثل صالح بن المتوكل وتطرق الى نسب مازن بن

غضوبه حيث قال ان مازن من ذريته من اهل العلم والذي وجدت له تراجم في كتب

الرواية يزيد عن اثني عشر شخصية من احفاده بدا بحرب بن محمد بن علي بن حيان

بن مازن واولاده واحفاده وكان من أشهر أحفاد مازن علي بن حرب الذي ترك آثارا

جليلة من رواية حديث وادب وشعر كما يظهر ذلك في ثنايا البحث.

وأضاف ان أشهر أحفاد مازن البعيدين هم احفاد علي بن حرب هذا فقد رويت لهم

آثار جليلة أشهرهم أبو جعفر محمد بن يحيى الذي روى روايات عن جده علي بن

حرب وقد عرف عن أحفاد مازن الورع والتقوى والسفر في طلب العلم مثل حرب

بن محمد بل كان يصطحب ابنه علي في ذلك لتربيته على الجد والاجتهاد والجهاد في

سبيل الله خصوصا في الدفاع عن ثغور دولة المسلمين مثل أحمد بن حرب، وللبعض

منهم انتاج ادبي مثل ما يروى عن مازن من شعر وما يروى عن حفيده علي بن

حرب ومنهم اشتهر في علم القياس والظاهر هو علم تخطيط المدن مثل حرب بن

محمد اذي استفاد الخليفة المامون في ذلك الوقت.

وفي ختام الندوة قام المحاضرون بالرد على أسئلة واستفسارات الحضور الذين

امتلأت بهم قاعة المحاضرات بالنادي الثقافي.