1296386
1296386
العرب والعالم

بريطانيا تعتزم الانسحاب من معظم اجتماعات الأوروبي اعتبارا من مطلع الشهر المقبل

20 أغسطس 2019
20 أغسطس 2019

الاتحاد يرفض اقتراح جونسون بشأن الحدود في ايرلندا -

بروكسل - (أ ف ب - د ب أ) : أعلنت الحكومة البريطانية أمس اعتزامها الانسحاب من معظم اجتماعات الاتحاد الأوروبي اعتبارا من مطلع سبتمبر المقبل، بموجب تعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بشأن «فك قيود» المسؤولين البريطانيين والسماح لهم بالتركيز على الأولويات الفورية.

وقال ستيف باركلي وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في بيان إن «قدرا غير معقول من الوقت والمجهود يخصص لاجتماعات الاتحاد الأوروبي»، مضيفا أنه «من الآن فصاعدا، فسوف نشارك فقط في الاجتماعات المهمة حقا، مما سيقلل الحضور بواقع النصف ويوفر مئات الساعات».

وذكر البيان أن هذا القرار سوف يوفر للمسؤولين البريطانيين مزيدا من الوقت للإعداد للخروج من الكتلة الأوروبية والعلاقات المستقبلية مع بروكسل، فضلا عن «إفساح المجال لإبرام صفقات تجارية جديدة وتعزيز دور بريطانيا كدولة عالمية بشكل حقيقي».

وذكرت الحكومة أن هذه الخطوة جاءت بعد مراجعة أنشطة المسؤولين البريطانيين في بروكسل، وسوف تتخذ القرارات بشأن الاجتماعات التي سيتم حضورها حسب كل حالة على حدة، فيما لا يزال من المقرر أن يحضر جونسون قمم الاتحاد الأوروبي.

«شبكة الأمان»

في السياق رفض الاتحاد الأوروبي أمس طلب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلغاء خطة «شبكة الأمان» الحدودية في ايرلندا من أجل تنفيذ اتفاق بريكست، مشيرا إلى أنه لم يطرح بدائل عملية.

وكان جونسون أرسل خطابا إلى رئيس المجلس الأوروبيّ دونالـــــــــد توسك الاثنـــــــــين للتأكّيد أن بريطانيا لا يمكن أن تقبل ما أسماه شبكة الأمان «غير الديموقراطية»، الآلية المتفق عليها لتجنب نقاط حدودية بين ايرلندا عضو الاتحاد وايرلندا الشمالية الخاضعة لبريطانيا.

ومنذ توليه منصبه الشهر الفائت، يصر جونسون أنّ بلاده ستغادر التكتل في 31 اكتوبر وقد كثّف الاستعدادات لسيناريو مغادرة «دون اتفاق» من المتوقع أن تسبّب اضطرابات اقتصادية كبيرة.

لكنّ المفوضية الأوروبية التي قادت مفاوضات بريكست مع لندن، رفضت المقترح الذي طرحه جونسون في خطابه بأن تستبدل «شبكة الأمان» بـ«التزامات» لإيجاد «ترتيبات بديلة».

وقالت المتحدثة باسم المفوضية ناتاشا بيرتود للصحفيين إنّ «الخطاب لا يقدم حلا قانونيا عمليا لمنع عودة الحدود فعليا في جزيرة ايرلندا».

وتابعـــــــــت أن الخطاب «لا يحــــــــــــدد أي ترتيبات بديلة يمكن أن تكون، وواقعيا فإنها تقر بأن ليــــــس هناك ضمانات أنّ تنفذ هكذا ترتيبات بنهاية الفترة الانتقالية».

ويأتي هذا السجال في وقت يستعد جونسون للسفر إلى برلين وباريس حيث يأمل أن يقنع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمنحه مساحة في مسعاه للتوصل إلى اتفاق بريكست جديد.

وفشلت مكالمة هاتفية استمرت نحو ساعة مساء أمس الأول مع رئيس الوزراء الايرلندي ليو فارادكار في إحداث أي اختراق.

ومن المقرر أن تتواصل محاولات جونسون خلال قمة مجموعة السبع في بياريتز في فرنسا نهاية الأسبوع، حيث سيحاول رئيس الوزراء البريطاني التباهي بعلاقته الجيدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كمؤشر الى طموحات بريطانيا في مرحلة ما بعد بريكست.

هجوم توسك

و«شبكة الامان» التي ينص عليها اتفاق الانسحاب من الاتحاد الاوروبي المبرم في نوفمبر 2018، اعتبرت المخرج الاخير وتلحظ «دائرة جمركية موحدة» تضم الاتحاد والمملكة مع ربط أكبر لمقاطعة ايرلندا الشمالية بعدد من قواعد السوق الأوروبية المشتركة.

والهدف من ذلك تفادي عودة الحدود فعليا بين المقاطعة البريطانية وجمهورية ايرلندا التابعة لمنطقة اليورو والحفاظ على اتفاق السلام لعام 1998 في ايرلندا وعلى وحدة السوق الأوروبية المشتركة.

بدوره، ردّ توسك بقوة على اللهجة المتشددة لحكومة جونسون في الأسابيع الأخيرة.

وكتب على تويتر أنّ «شبكة الأمان ضمان لتجنب حدود فعلية في جزيرة ايرلندا».

وتابع «اولئك المعارضون لشبكة الأمان الذين لا يقترحون بدائل واقعية، هم في الواقع يدعمون إعادة إقامة حدود. حتى إذا كانوا لا يعترفون بذلك».

لكن فكرة «شبكة الأمان» تلقي معارضة شديدة من أنصار بريكست المتحمسين الذين يريدون قطيعة واضحة مع الاتحاد الاوروبي ومن الحزب الوحدوي الايرلندي الشمالي، حليف حزب المحافظين الذي يرفض معاملة تمييزية لمقاطعة ايرلندا الشمالية البريطانية.

ويقول معارضو الاتفاق إنّه يبقي بريطانيا مرتبطة بنظم الاتحاد الاوروبي في شكل دائم.

ورفض البرلمان الأوروبي اتفاق بريكست الذي توصلت اليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي والاتحاد الأوروبي ثلاث مرات.

ويقول الاتحاد الأوروبي وايرلندا انّ الطرح البريطاني بشان إيجاد «ترتيبات بديلة» غامض جدا ودون ضمانات قانونية صلبة.

وقالت بروكسل مرارا إنها لن تعيد التفاوض حول اتفاق الانسحاب المكون من 600 صفحة لكن يمكن أن تعدل «الإعلان السياسي» المصاحب للاتفاق بخصوص العلاقات الاوروبية البريطانية المستقبلية.

وحتى الآن، لم تطلب بريطانيا عقد اجتماع، على ما ذكرت المتحدثة باسم المفوضية بيرتود، ما يشير إلى أن لندن تبني أمالها على التقدم الذي يمكن احرازه في اللقاءات الثنائية مع ميركل الاربعاء وماكرون الخميس.

ومع تمسك كل طرف بموقفه، تزداد المخاوف من خروج بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق، وتشير خطط طوارئ حكومية مسربة إلى التأثير السيء الناجم عن هذه النتيجة.

وحذّر تقرير في صحيفة «صنداي تايمز» من نقص في الأغذية والوقود والأدوية وفوضى في المرافئ وحتى اضطرابات مدنية محتملة.