المنوعات

ارتفاع أسعار العشبة التي تضفي أفضل مذاق على الآيس كريم

20 أغسطس 2019
20 أغسطس 2019

قصة مدغشقر مع الفانيليا -

أنتاناناريفو (مدغشقر) «د.ب.أ»: أنباء سيئة لعشاق نكهة الفانيليا. مع ميل أسعار هذا المكون الهام لمنتج الآيس كريم للارتفاع بصورة طفيفة، أخذا في الاعتبار تواصل درجات الحرارة في ارتفاع صيف بعد آخر، مع وجود مؤشرات قوية في مدغشقر، الجزيرة الواقعة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للقارة الأفريقية، على نقص محصول الفانيليا الطبيعية، وهذا بدوره سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الإنتاج.

يقول جورج جيرايتس، مدير جمعية مصدري الفانيليا في مدغشقر: «نتوقع هذا العام تراجع المحصول بنسبة تتراوح بين 20 و 25 في المائة مقارنة بالعام الماضي». ومع ذلك يمتنع المدير عن التعليق على جودة المحصول العام الحالي، ويرجع هذا إلى أنه بسبب الزيادة في سعر محصول الفانيليا الطبيعية، فإن المزارعين يحصدون الفانيليا قبل اكتمال دورة النضوج لمنع السرقة وبالتالي ضمان بقائهم على قيد الحياة. تجدر الإشارة إلى أن مدغشقر، والتي تشير التقديرات إلى أنها دولة تلبي ما يقرب من أربعة أخماس الطلب العالمي من محصول الفانيليا، يؤثر أي تذبذب في حجم انتاجها في صعود وهبوط الأسعار على مستوى العالم.

من المعروف أن الفانيليا، نبات ينتمي إلى جنس زهور الأوركيد وموطنها الأصلي أمريكا الوسطى، وتعد من أشهر المكونات المنكهة شعبية نظرا لأنها تستخدم في جميع أنواع الحلويات. ومع ذلك، لا يقتصر استخدامها فقط على منتجات مثل الآيس كريم والبودينج والكعك والبسكويت والزبادي والحلويات بصفة عامة، ولكن تستخدم أيضًا في العطور والصابون ومستحضرات ترطيب البشرة والجسم والشامبو وتضاف لأحواض الاستحمام في النوادي الصحية ومعطرات الجو. وتكمن المشكلة أن هناك أنواعا نادرة من الفانيليا، وخاصة التي يعرف باسم (البوربون) ومصدره الوحيد المناطق الزراعية بأراضي مدغشقر وجزر القمر، وهذا يزيد من ندرتها وبالتالي تزايد الطلب عليها مما يجعلها مطمعا.

ومع ذلك لا يعتقد مستورد الفانيليا الألماني بيرند هاشمان من هامبورج أن التراجع الطفيف في محصول الفانيليا في مدغشقر هذا العام سيكون له تأثير كبير على الأسعار في ألمانيا. ويضيف «ربما يكون التراجع بنسبة أقل من عشرة في المئة أو قد يصل إلى عشرة في المئة». ويؤكد أن «الأسعار، المرتفعة بالفعل في حد ذاتها، لم تصل مطلقا إلى حد تخويف المستهلكين. لقد اعتاد العملاء على ارتفاع الأسعار. ولا يزال الطلب مرتفعًا». قامت الشركة الألمانية Symrise المتخصصة في تصنيع العطور والنكهات من ولاية ساكسونيا السفلى، بإنشاء خمسة مقارات لها في منطقة سافا على الساحل الشرقي لمدغشقر، يعمل بها 200 شخص بشكل مستديم و150 عمالة موسمية، للحصول على الفانيليا من مصدرها وتصنيعها. وتعمل الشركة الألمانية مع 7000 مزارع في 84 قرية بالجزيرة، وبالتالي تحصل على ما يقرب من 10% من إجمالي انتاج مدغشقر من الفانيليا. يرى المسؤولون عن الشركة أن الارتفاع المستمر في الأسعار خلال السنوات الخمس الماضية، حول الفانيليا إلى ثاني أغلى نوع توابل في العالم بعد الزعفران الإسباني. وتعول شركة سايمرايز بصورة حصرية على منتج فائق الجودة، ومن ثم يقول مدير أحد مقارها في مدغشقر، البان بونيت «ولهذا ندفع علاوة إضافية فوق سعر السوق الحالي مقابل المنتج الجيد». ومع ذلك فإن أسعار قرون الفانيليا الطبيعية في الوقت الراهن ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي، وهذا التطور قوبل بردود أفعال متباينة من جانب جمعية المصدرين.

يعترف جيرايتس «سيؤدي تراجع الأسعار، إلى انخفاض السرقات، وقبل كل شيء، سوف نحصل على جودة أفضل مرة أخرى، مما سيسمح لنا أيضًا بتوسيع الإنتاج وزيادة الطلب». من وجهة نظره يرى أن استقرار السعر عند 200 دولار لكل كيلو جرام من الفانيليا السوداء سيكون مناسبا.

بدافع من الاتجاه المتزايد نحو اتباع نظام غذائي أكثر طبيعية، بلغ سعر الكيلو جرام من الفانيليا في الآونة الأخيرة حوالي 600 يورو، وهو سعر أعلى بكثير من سعر كيلوجرام من الفضة. ومع ذلك ، فإن المزارعين مثل جي بينونا، مالك شركة تصدير في منطقة سافا ، ليسوا متأكدين من أن أسعار الفانيليا يمكن أن تنخفض على المدى القصير. ومع ذلك يضيف «السعر هذا العام أعلى من العام الماضي، بالرغم من التراجع الطفيف في مستويات الجودة». في الوقت نفسه، يشير بينونا إلى أن عام 2018 كان عاماً استثنائياً. «لقد حصلنا على المحصول الأعلى جودة خلال السنوات العشر الماضية، لقد كان أمرا غير اعتيادي بالفعل».