1295802
1295802
عمان اليوم

ملتقى «راقٍ بأخلاقي» بصلالة يناقش أهمية تحمل المسؤولية والعمل الجماعي والتقدير للقوانين والأنظمة

20 أغسطس 2019
20 أغسطس 2019

يبحث توعية جيل الشباب بالقضايا المعاصرة بعنوان «الشباب ثروة وطن» -

صلالة – بخيت كيرداس الشحري -

انطلقت صباح أمس فعاليات ملتقى «راق بأخلاقي» بعنوان «الشباب ثروة وطن» الذي تنظمه جمعية المرأة العمانية بصلالة بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية، تحت رعاية سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى بحضور نور بنت حسن الغسانية رئيسة جمعية المرأة العمانية بصلالة، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والمسؤولين.

ويستمر الملتقى مدة ثلاثة أيام في مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة يشارك فيه عدد كبير من المتحدثين من داخل السلطنة وخارجها، ويتناول الملتقى العديد من المحاور الخاصة بالشباب والقيم الأخلاقية من خلال أوراق عمل متنوعة وجلسات العمل والعروض المرئية وحلقات عمل تدريبية على هامش انعقاد الملتقى. ويهدف إلى إشراك العلماء والدعاة في قضايا العصر وتوثيق التأصيل العلمي والمنهجي والتشريعي في حياتنا المعاصرة، وبحث قضايا الشباب وتوجيههم التوجيه السليم واستثمار طاقاتهم فيما هو مفيد لهم ولأوطانهم ومجتمعاتهم وتوعية جيل الشباب بالقضايا المعاصرة وكيفية تحصين أنفسهم من مخاطرها والابتعاد عن كل ما له شأن في التأثير على سلوكياتهم من عادات دخيلة وإعادة النظر حولها وتداركها.

ويناقش الملتقى عددا من المحاور من خلال أوراق العمل التي ستقدم خلال أيام الملتقى، التي تتمحور حول القيم الأخلاقية والالتزام والانضباط والشعور بالمسؤولية وتقدير الذات والثقة بالنفس وتحمل المسؤولية والعمل الجماعي والاحترام والتقدير للقوانين والأنظمة والمبادرة والتغيير الذاتي.

بدأ اليوم الأول للملتقى بكلمة لجمعية المرأة العمانية بصلالة ألقتها منى بنت العبد بن يسلم من جمعية المرأة العمانية بصلالة رحبت خلالها بسعادة راعي الملتقى والحضور وجاءت فيها : لقد أثبتت المرأة العمانية استحقاقها للثقة السامية التي أولاها حضرة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- عندما قال: « كما نجدد الدعوة لجمعيات المرأة العمانية وغيرها من المؤسسات الاجتماعية من أجل إيلاء مزيد من العناية والاهتمام لتوعية المواطنات بالتكيف مع معطيات العصر حتى تتمكن المرأة في كل موضع من أداء دورها الحيوي في المجتمع». وأوضحت أن كلمات جلالته كانت نبراسا لأن تكون الجمعيات محور العمل الاجتماعي المرتكز على العمل التطوعي المبني على الرغبة الصادقة المخلصة والهمة العالية للخدمة العامة غير المأجورة.

وأضافت:« إن جمعية المرأة العمانية بصلالة سعت إلى تسخير جميع الطاقات لتحقيق أهداف الجمعية لتكون لها بصمة فاعلة ومتميزة في نهضة ورقي المجتمع. وأشارت إلى أهمية النهوض بالأمم من خلال أخلاقها ومنظومة القيم التي ترتكز عليها في بنائها الإنسان الوطني كما قال الشاعر أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا، إذا أصيب القوم في أخلاقهم .... فأقم عليهم مأتما وعويلا».

وأكدت منى العبد ان جمعية المرأة العمانية بصلالة تسعى بكل جهد وإصرار إلى محاربة السلوكيات السلبية والحرص على ان يتمتع المجتمع بكل صور وأشكال الرقي الحضاري وسمو الأخلاق إيمانا منها بأن الاهتمام بالأخلاق وفق المنظومة القيمية هو نقطة الارتكاز لعافية الأمة في كل المجالات الحيوية.

وكما استعرضت خلال كلمتها مسيرة حملة راق بأخلاقي، قائلة: هنا كانت بداية المسيرة حيث انطلقت حملة راق بأخلاقي في السابع عشر من أغسطس عام 2015م لتستمر لمدة عام كامل جابت معظم ولايات محافظة ظفار مركزين على ترسيخ مبادئ الفكر السليم والتمسك بالعادات والتقاليد الحميدة ومحاربة الظواهر الدخيلة والأفكار الهدامة. وفي عام 2017 وبعد النجاح الذي حققته الحملة قامت جمعية المرأة العمانية بصلالة بتكريس الجهود لتبني فكرة تسجيل برنامج تلفزيوني لنشر الفكر الأخلاقي، ثم جاءت النسخة الثالثة بعنوان ندوة التماسك الأسري في عام 2018م ضمن حملة راق بأخلاقي بالتعاون مع المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بظفار حيث ركزت على محورين هما القيم الأخلاقية ودور الأسرة في تعزيز هذه القيم.

وأضافت:«ها نحن اليوم نطلق النسخة الرابعة من خلال ملتقانا تحت عنوان (الشباب ثروة وطن) الذي يضم كوكبة متميزة من رواد الفكر والثقافة والعلوم من داخل السلطنة وخارجها ويستمر على مدى ثلاثة أيام ، ولقد ارتأينا ان تكون النسخة الرابعة معنية بالشباب لأنهم عماد التقدم ومستقبل الدولة وعليهم دور عظيم في البناء والتنمية فالأمل كله معقود عليهم، فهم بذلك يستحقون منا الرعاية الكاملة والاهتمام الكافي لتجنب كل ما يهدر طاقاتهم فعندما ترتقي أخلاق شبابنا يرتقي مجتمعنا وتسمو بلادنا». بدأت أولى جلسات الملتقى برئاسة سالم بن عوض النجار مدير عام المديرية العامة للإعلام بمحافظة ظفار وشارك بها الدكتور رائد بن عوض بالخير والباحث الشيخ عبدالله بن علي الشحري وخولة بنت زايد بن سلطان الشحية. وتحدث الدكتور رائد بالخير في موضوع شبابية القرآن الكريم مبينا مدى حاجة الشباب لتفهم معاني القرآن الكريم بالأسلوب الذي يقرب معانيه إليهم ويقربهم إليه وأننا مأمورون بكثرة التلاوة للقرآن بحثا عن كنوزه الدفينة طي الحروف والكلمات وتوجيهاته الرشيدة خلال السطور وثنايا الآيات، كما تحدث عن أهمية البحث في استنباط الهدايات والتوجيهات القرآنية التي أودعها الله تعالى هذا الكتاب لتكون زادا للأمة والشباب يتزودون به لمواجهة مقتضيات الحياة ومستجداتها وتطوراتها خلال الأزمان المتعاقبة والأجيال المتتابعة. كما أوصى خلال حديثه بالاهتمام بالقصص القرآنية وما تقدمه للإنسانية من نماذج متعددة للمؤمنين وغير المؤمنين للشباب والكهول وفي حالة القوة والضعف ، وأهمية ربط الناس بالإيمان وعرض محاسن الإسلام عليهم بصورة مشرقة صادقة تعطي النموذج الأمثل لما يجب ان يكون عليه أهل الإيمان والقرآن من توجيه الناس إلى خالقهم ومدبر أمورهم ، وأوصى الدكتور بالخير خلال حديثه بضرورة التغيير الإيجابي الشامل أي التغيير الجوهري لا المظهري والحقيقي لا الشكلي ، التغيير الذي يبدأ بالمقاييس والمعايير ويطال جميع مرافق المجتمع ومنابر التوجيه ومعاهد التربية والإعداد وبفتح المجال أمام الطاقات الشابة لتعمل بكفاءة وفاعلية دون تثبيط أو تعويق ، التغيير الذي يعيش الحاضر متطلعا إلى مستقبل مشرق واعد ويتهيأ للانتقال إلى الأعلى بثقة وعزيمة ويقين ، وأهمية إبراز خصائص القرآن الكريم المتصلة بإخراج جيل الشباب الراقي باعتبار القرآن هو المنهج الذي تربى عليه الجيل الذي نسعى إلى إخراجه ، والإعداد والبناء المتكامل والتحكيم المتقن لإخراج الجيل القرآني الذي يحمل مهمة صناعة الحياة وكتابة التاريخ بمداد العزائم على قراطيس الهمم ويتصف بالإيمان العميق والفهم الدقيق والخلق الرفيع والهمة العالية والنشاط المتجدد والتفكير المبدع.

من جانبها تحدثت خولة بنت زايد الشحية عن الشباب ورحلة المستقبل، فيما تحدث الشيخ عبدالله بن علي الشحري عن الشباب والهوية وأهمية أن نبني الهوية الإسلامية للشباب وأن تكون مرتكزات هويته نابعة من قيم مجتمعه وثقافته الإسلامية والحفاظ عليها أمام المتغيرات الحديثة والغزو الفكري الخارجي في ظل وجود كثير من القنوات والوسائل التي يعبر من خلالها هذا الغزو الى المجتمع وعلى الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية كلها الدور الكبير في المساهمة بتحصين هوية الشباب. وشارك في الجلسة الثانية من الملتقى التي ترأستها الدكتورة ميمونة الرواحية كل من حمد بن سليمان بن ناصر المعولي بورقة عمل بعنوان عش بإيجابية كما شارك الدكتور رضا سلامة عواد بورقة الشباب والمستقبل وكيف تستثمر الدولة طاقاتهم وتناولت ميمونة بنت موسى الوهيبية في ورقتها عادات النجاح حيث أوصت خلال ورقتها بضرورة تعريف الشباب بمفهوم النجاح وتحفيزهم للعمل على السعي وبذل الجهود للعطاء والإنجاز، واكتساب المهارات الأساسية للوصول إلى الاتزان والاستقرار النفسي وتحدثت عن مفهوم الدومينوز الذي يتبعه غالب الناجحين ومناقشة أهم العادات التي يتبناها أغلب الناجحين التي تضمن الحصول على النجاح وتحقيق الأهداف في مدة زمنية أقصر وبمجهود أقل. وعلى هامش فعاليات اليوم الأول للملتقى تم عرض تجربة نجاح قدمها المهندس ماجد بن فايل العامري بعنوان منصة ثوان من المستحيل للواقع، كما تم تقديم حلقات عمل تدريبية حيث قدم الدكتور خليفة بن محمد المحرزي دورة تدريبية بعنوان التربية الذكية وقدم طلال الرواحي دورة تدريبية بعنوان شبابنا وقوة التحفيز.